تصاعد وتيرة الاقتتال العنيف في الغوطة اشرقية وتقدم للفصائل على حساب جيش الإسلام بعربين

12

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة تدور منذ ساعات في مدينة عربين بين هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جهة، وجيش الإسلام من جهة أخرى، إثر هجوم للأول في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة التي خسرها في بداية الاقتتال المندلع منذ الـ 28 من نيسان / أبريل المنصرم من العام الجاري 2017، حيث تمكن فيلق الرحمن وتحرير الشام من التقدم واستعادة السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة خلفت خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي الاقتتال.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه يتواصل الاقتتال في يومه السادس على التوالي بين كبرى الفصائل العاملة في غوطة دمشق الشرقية، منذ اندلاعه في الـ 28 من نيسان / أبريل الجاري من العام 2017، موقعاً في كل يوم المزيد من الخسائر البشرية من مدنيين ومقاتلين، جراء القصف المتبادل والاشتباكات على محاور عدة في مدن وبلدات ومزارع الغوطة الشرقية شملت زملكا وعربين وحزة وبيت سوى ومزارع الأفتريس والأشعري ومناطق أخرى، بين فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، وليزيد هذا الاقتتال الدامي من مأساة الغوطة الشرقية، ويرفع من معاناة قاطنيها، بحيث باتت مئات العائلات محاصرة بين طرفي القتال وقرب محاور الاشتباك بينهما.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف الأطراف المتناحرة، ووثق ارتفاع أعداد الشهداء والقتلى إلى 146 على الأقل منذ بدء الاقتتال في غوطة دمشق الشرقية، هم 133 مقاتلاً من الفصائل المتناحرة، بينهم نحو 50 مقاتلاً من جيش الإسلام،  إضافة لـ 13 مدني من ضمنهم طفلان اثنان، في حين أصيب عشرات المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة، كما أصيب عشرات المتقاتلين بإصابات متفاوتة.

من ضمن مجموع المقاتلين الذين قضوا 4 قياديين على الأقل هم  قيادي في الصف الأول من فيلق الرحمن وقائد غرفة عمليات المرج وأركان اللواء الثالث في جيش الإسلام، إضافة لكل من قائد مفرزة أمنية في فيلق الرحمن و”الأمير الأمني” في هيئة تحرير الشام بمدينة عربين، فيما لا تزال أعداد الخسائر البشرية قابلة للازدياد نتيجة لوجود جرحى بحالات خطرة.

كذلك لا يزال الشلل مستمراً في حركة المواطنين في غوطة دمشق الشرقية، حيث تعاني مئات العائلات المتواجدة في المنطقة الواقعة بين مدينة زملكا وبلدة حزة، أوضاعاً إنسانية صعبة مع استمرار الاقتتال، حيث وجهوا مناشدات لفك الحصار عنهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول من الاقتتال بين الطرفين.

كذلك كانت مصادر أهلية أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الإسلام عمد إلى توجيه نداءات يطالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم “حقناً للدماء”، كما طالب جيش الإسلام سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها، بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية، حيث أن هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل غوطة دمشق الشرقية، يأتي بعد عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي كانت تشكل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان / أبريل الفائت من العام المنصرم 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة لمئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية.