تطمينات أمريكية بعد الإنسحاب من شمال شرقي سورية…

هل تهدد التوافقات مع موسكو علاقة الأكراد بواشنطن؟

51

تعمل روسيا  على تنشيط الوضع في منطقة شمال شرقي سورية مع الأكراد، حيث كان استقبال القيادية مجلس سوريا الديمقراطي، إلهام أحمد في الخارجية الروسية مؤخرا، في  رسالة جديدة  خاصة  أن موسكو حرصت على تكرار دعوتها إلى تنشيط الحوار بين دمشق و”مسد” بهدف  التوصّل إلى حل  يرضي الطرفين .

 

وعلّق على هذا المسعى، الشيخ رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية ،في حديث  مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،قائلا: إن اللقاء كان بنّاءً، وهو امتداد  اللقاءات  سابقة جرت في سورية واستكمالا للقاء جرى مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ عام، في أثناء الاتفاق مع حزب الإرادة الشعبية وما نتج عن ذلك من تفاهم بخصوص  بعض المسائل.

 

وأفاد درار بأن العلاقة مع موسكو لم تكن منقطعة، مذكرا بالخروج الأمريكي بعد احتلال تركيا لرأس العين وتل أبيض، وإبرام  إتفاق وقف النار الذي دعا الإدارة إلى عقد اتفاق جديد مع تركيا برعاية روسية، حول بقية الحدود.

 

 وشدد محدثنا على أن  روسيا  مطالبة بأن تقوم بواجبها تجاه الاعتداءات المستمرة والاغتيالات للقادة  في مناطق الإدارة الذاتية، لافتا إلى أن الضامن يفترض أن  يقف ضد  كل تلك الإنتهاكات وأن  ينبّه إليها وهو من بين المطالب التي قُدّمت إلى الضامن الروسي .

 

وأضاف أن لروسيا دلالة أخرى على دمشق  باعتبارها تسيطر على قرارها حيث يعمل النظام  ضمن أجندة محكومة من موسكو،  معربا عن الأمل في تقديم  خطط وخارطة طريق عوض المواجهات والصراعات المستمرة  التي  يهدد بها النظام بإستمرار في عدة مناطق..

 

 زدعا إلى  استمرار الحوار الحقيقي أملا في  الوصول إلى نتائج ايجابية لإقامة نظام لا مركزي ديمقراطي يحقق للسوريين انجازا بدل النهج الأمني العسكري الذي يتعبه النظام خلال ممارساته السابقة  معتمدا فيه على قوة روسيا وايران.

 

وأكد محدثنا أن روسيا لها موقف وقدرة على  تسيير أعمال الحوارات التي  جرت في أستانا  للوصول إلى تفاهمات  وهي قد رسمت خطا وطريقا موازيا  لطريق جنيف للتوافقات، حيث  يمكن الإعتماد على الطرف الروسي في مشاركة قوات سوريا الديمقراطية  ومجلس سوريا الديمقراطية في الحوارات القادمة لغاية تمكين العمل من أجل الحلّ السياسي لجميع السوريين وبمشاركة جميع أطياف السوريين دون استثناء .

 

ويعتبر الشيخ رياض درار أن اللقاء مع الجانب الروسي لا يعتبر موقفا مناهضا للعلاقة مع واشنطن، حيث لا زالت الإدارة الذاتية تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية في حماية المنطقة ومواجهة تنظيم “داعش”  الارهابي، مشيرا إلى  إمكانية وجود مقاربة بين روسيا وواشنطن بالدفع الممكن لتحقيق تسوية سياسية في المنطقة حيث  لم تعد الإدارة الأمريكية  بعيدة عن التطلعات الروسية، مشدّدا على أن الإدارة لن تقطع علاقتها مع القوى المتدخلة التي لها دورإيجابي في الحل السياسي في سورية .

 

وبخصوص سؤال المرصد عن  إمكانية اعتراف موسكو بالإدارة الذاتية كحكومة لإقليم حكم ذاتي، أجاب درار بالقول: إن روسيا قد طرحت سابقا مشروعا فيدراليا لسورية إضافة إلى أن الدستور المقترح من طرفها  يضمن غرفة للمناطق، بمعنى الإدارات المحلية، ويسحب  صلاحيات من الرئاسة ومن الحكومة لمصلحة غرفة المناطق،وتأسيسا على ذلك، يمكن  ضمان استجابة عملية  في حال أدير الحوار  بين  مختلف الأطراف .

 

ولا يتوقّع محدثنا أن تنسحب  واشنطن من شمال  سورية وشرقها، مذكرا بتطمينات الأمريكان   لمختلف الوفود التي زارت الإدارة الذاتية بمواصلة ملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية وفلولها.. واستطرد قائلا:” واشنطن ليست  بصد التفكير في الانتقال إلى مكان آخر، وهناك فرق  كبير بين مايحدث في سورية وأفغانستان، فالوضع مختلف، ونحن في شراكة مع الولايات المتحدة للقضاء على داعش”.

 

وأوضح أن الإدارة تسعى إلى العمل على إشراكها   في حوار فعال  حول العملية السياسية للتوصل إلى حل وفق القرار الأممي 2254.