تفجيرات دموية في السيدة زينب ومنبج طوقت ومساعدات الى الحولة

22

بعد تمكن “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة اميركية من تطويقه في مدينة منبج الشمالية في سوريا ، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين وتفجير سيارة مفخخة السبت في حي السيدة زينب بدمشق الذي يضم أقدس المزارات الشيعية في سوريا وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 20 شخصا على الأقل قتلوا.

وبث التلفزيون الرسمي صورا لحطام وسيارات مهشمة ومتاجر مدمرة في شارع تجاري رئيسي قرب مزار السيدة زينب وهي منطقة شهدت ثلاثة تفجيرات على الأقل العام الحالي ادت الى سقوط عشرات القتلى والمصابين في هجمات أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عنها.
وأوردت وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم نبأ وقوع “ثلاث عمليات استشهادية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة من الدولة الإسلامية في السيدة زينب في دمشق.”
وحي السيدة زينب نقطة تجذب آلافا من المقاتلين الشيعة العراقيين والأفغان الذين يذهبون إلى هناك قبل أن يجري تكليفهم بمهمات على خطوط المواجهة مع جماعات معارضة سنية تحاول اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية. وكل المقاتلين الشيعة تقريبا يضعون على زيهم العسكري شارة كتب عليه “لبيك يا زينب”.
والمنطقة الواقعة تحت حراسة مشددة قرب المزار تعرف أيضا بأنها معقل ل”حزب الله “.
تطويق منبج
في غضون ذلك، بات عشرات الالاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج في شمال سوريا، بعد تمكن “قوات سوريا الديموقراطية” من تطويق تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على المدينة منذ عامين.
وتمكنت هذه القوات بدعم جوي من الائتلاف الدولي من قطع كل طرق الامداد الى مناطق سيطرة التنظيم المتطرف وباتجاه الحدود التركية.
وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات الالاف من المدنيين “حالة من الرعب” خشية من القصف الجوي المكثف، لافتا الى “توقف الافران عن العمل وشح المواد الغذائية خصوصا بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة”.
بدأت قوات سوريا الديموقراطية في 31 ايار هجوما في ريف حلب الشمالي الشرقي للسيطرة على مدينة منبج التي استولى عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” عام 2014. ويقدم مستشارون اميركيون واخرون فرنسيون الدعم لهذه القوات في هجومها في المنطقة.
وهجوم منبج هو واحد من ثلاثة هجمات يتصدى لها التنظيم المتطرف لحماية طريق امداده الرئيسية الى الرقة في شمال سوريا، مرورا بمدينة الطبقة في المحافظة ذاتها، حيث يواجه من جهة الشمال قوات سوريا الديموقراطية ومن الجهة الجنوبية الغربية قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية، وصولا الى منبج فجرابلس على الحدود التركية.
وجال مراسل لفرانس فرانس على عدد من القرى التي تم طرد الجهاديين منها في ريف منبج، حيث شاهد منازل تضررت جزئيا او تدمرت بالكامل جراء قصف الائتلاف الدولي مشيرا الى عودة خجولة للمدنيين الذين نزحوا خوفا من المعارك.
وعلى رغم سرورهم بطرد التنظيم، فان الهم الابرز للاهالي حاليا هو توفير قوتهم اليومي في ظل النقص في المواد الغذائية والخبز. ولا يتردد طفل في الخامسة من عمره في طلب الخبز من كل عابر طريق مكررا انه لم ياكل خبزا منذ يومين.
وفي قرية ام عدسة سلمانية على بعد كيلومترات عدة جنوب منبج والتي تعد خط المواجهة الامامية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، يراقب مقاتلون من “قوات سوريا الديموقراطية” من على سطح مبنى مؤلف من ثلاث طبقات بالمنظار تحركات الجهاديين داخل منبج.
ويقول قائد المجموعة بوطان كوباني ان “طيران التحالف يقصف نقاط داعش وأسلحتها الثقيلة”.
مساعدات الى الحولة
ودخلت السبت قافلة مساعدات الى منطقة الحولة التي تحاصرها قوات النظام في وسط سوريا، وفق ما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، في وقت يعرقل استمرار القصف الجوي بدء توزيع المساعدات في مدينة داريا بريف دمشق.
وصرح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك ان “اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري ادخلا اليوم قافلة مساعدات الى منطقة الحولة المحاصرة” من قوات النظام في محافظة حمص منذ ثلاث سنوات.
وضمت القافلة 31 شاحنة محملة مواد غذائية تكفي لـ14,200 عائلة ولقاحات ومستلزمات النظافة وفرشا وبطانيات بالاضافة الى معدات لاصلاح الابار ومضخات مياه ومولدات وكابلات وانابيب.
وياتي ادخال هذه القافلة السبت بعد دخول قافلتين مماثلتين الى مدينتي داريا ودوما المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق، تباعا يومي الخميس والجمعة.
وضمت القافلة التي دخلت داريا ليل الخميس الجمعة، مساعدات غذائية للمرة الاولى منذ العام 2012، لكن كثافة القصف الجوي لقوات النظام الذي تتعرض له المدينة منذ صباح الجمعة عرقل عملية توزيع المساعدات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشط محلي في المدينة.
واحصى المرصد السبت القاء الطيران المروحي التابع للنظام ثمانية براميل متفجرة على الاقل في مناطق عدة في داريا.
وندد كل من فرنسا والولايات المتحدة الجمعة بالقصف الجوي على داريا وعرقلة توزيع المساعدات.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عن “استيائه الشديد” جراء القصف معتبرا “اننا فعلا امام ازدواجية غير معقولة للنظام” السوري.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر “حتما ان هذه الهجمات غير مقبولة في اي ظرف كان، ولكن في هذه الحالة تحديدا فهي ايضا تؤدي الى ابطاء توزيع مساعدات ضرورية لاقصى الحدود”.
وتقدر الامم المتحدة وجود 592,700 شخص يقيمون في 19 منطقة محاصرة في سوريا.

 

المصدر:النهار