تقدم لجماعات إسلامية في ريف القنيطرة

13

21350314102cc42a25294c34a6dfc993ed9d4d6c

حققت كتائب إسلامية مقاتلة تقدماً ميدانياً مهماً أمس على جيش النظام السوري بسيطرتها على مقار أمنية في محافظة القنيطرة، لتتعزز بذلك سيطرتهم على طريق تربط الجولان بمحافظة درعا الحدودية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي السوري نفّذ أمس غارات على قرية قرقس جنوب محافظة القنيطرة في ظل قصف مدفعي من القوات النظامية عليها. وجاء هذا القصف بعدما سيطرت «الكتائب المقاتلة على سرية أبو ذياب عقب اشتباكات مع القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية». وعرضت «حركة أحرار الشام الإسلامية» المنضوية في إطار «الجبهة الإسلامية» شريطاً مصوراً أعلنت فيه تمكنها بالاشتراك مع فصائل أخرى «من تحرير سرايا «أبو ذياب» و «خليل» و «بدور» الواقعة في بلدة الناصرية عند سفح تل الجابية على الطريق الواصل بين محافظتي درعا والقنيطرة. وظهر رجل ملتح في شريط فيديو يعلن تحرير هذه السرايا ويعرض مشاهد لجثث قتلى من جنود النظام.

وفي الإطار ذاته، أعلنت مواقع للمعارضة أن كتائب الثوار تمكنت «من تحرير كتيبة المدفعية وكتيبة المضاد للطيران وكتيبة الاستطلاع وكتيبة المشاة» وكلها تتبع قيادة اللواء 61 في ريف القنيطرة الجنوبي.

وجاء تقدم الثوار في القنيطرة في وقت سُجّلت «اشتباكات عنيفة» بالأسلحة الثقيلة على خطوط القتال في مدينة إنخل بمحافظة درعا، في ظل محاولة قامت بها القوات النظامية للتسلل داخل هذه المدينة.

وفي محافظة ريف دمشق، أعلن «المرصد» أمس أن الطيران الحربي السوري شن ثلاث غارات على مناطق في الغوطة الشرقية استهدفت بلدة النشابية. وجاء ذلك في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى على أطراف مدينة يبرود وبلدة السحل، ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين من حزب الله اللبناني وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب ما أورد «المرصد». وتحدث «المرصد» أيضاً عن قصف القوات النظامية لمناطق في الجبال المحيطة ببلدتي معلولا ورنكوس وأطراف بلدة المليحة، وسط تجدد القصف على مناطق في مدينة يبرود في القلمون.

وفي محافظة الحسكة، أعلن «المرصد» أن الاشتباكات استمرت أمس «بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية من جهة أخرى في بلدة مركدة، وأنباء عن خسائر من الطرفين».

وفي محافظة دير الزور، أشار «المرصد» إلى تعرض مناطق في مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة، لقصف من القوات النظامية التي اشتبكت أيضاً مع مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى في حيي الرشدية والحويقة. كما سُجّلت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري، وسط معلومات عن سيطرة الثوار على بلدة موالية للنظام تقع قرب المطار.

وفي محافظة حمص، أعلن «المرصد» أن «الطيران الحربي قصف مناطق في بلدة الحصن وقرية الزارة التي يقطنها مواطنون من التركمان السنة، ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في القرية وأنباء عن شهداء في بلدة الحصن وسقوط جرحى، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جند الشام وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة الحصن».

وأشارت وكالة «فرانس برس» في تقرير من بيروت أمس إلى أن القوات النظامية السورية تخوض مع مقاتلي المعارضة سباقاً محموماً للسيطرة على سجن حلب المركزي والمناطق المحيطة به، والذي يشكل نقطة استراتيجية على المدخل الشمالي الشرقي لكبرى مدن شمال سورية، بحسب ما تفيد مصادر طرفي النزاع. ويفرض مقاتلو المعارضة منذ أشهر حصاراً على السجن وشنوا هجمات متكررة في محاولة للسيطرة عليه، إلا أن القوات النظامية تمكنت في كل مرة من صد الهجوم، وتحاول حالياً تأمين محيطه لفك الطوق حوله.

وأفاد مصدر أمني سوري وكالة «فرانس برس» الاثنين أن «سجن حلب هو هدف المسلحين الإرهابيين، فهم يحاولون تركيز جهودهم من أجل الاستحواذ على المنطقة»، مشيراً إلى أن هذا السجن «هو أحد المحاور التي يعمل الجيش على تركيز عملياته فيها».

وأوردت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات السورية في عددها الاثنين أن الجيش النظامي حقق «تقدماً جديداً في مدينة الشيخ نجار الصناعية شرق حلب خلال عمليته العسكرية الرامية لتطهير محيط سجن حلب المركزي لفك الحصار المضروب حوله». ونقلت «الوطن» عن «خبراء عسكريين» قولهم إن القوات النظامية «وبهدف تسريع عملية تطهير محيط السجن، عدلت من خطتها العسكرية بحيث صار لزاماً على وحدات الجيش التمركز في مراكز إستراتيجية متقدمة داخل المدينة كنقاط ارتكاز للانطلاق صوب السجن».

وأشارت إلى أن من بين تلك المواقع «منطقة المستودعات الحيوية (…) كونها تشرف على السجن وبإمكان المدفعية المتمركزة فيها استهداف التعزيزات القادمة نحوه والمساعدة في صد الهجمات عليه».

وقال الناشط في حلب نذير الخطيب لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت إن اشتباكات عنيفة تدور في منطقة الشيخ نجار، وإن مقاتلي المعارضة «وضعوا كل ثقلهم فيها لوقف تقدم القوات النظامية». وأوضح أن أهمية هذه المنطقة الصناعية لا تقتصر على قربها من السجن المركزي، بل أيضاً لأن سيطرة النظام عليها يعني أن القوات النظامية ستكون في تمركز يتيح ليها فرض حصار على المناطق الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

الحياة