تقنين ساعات الكهرباء ينعكس سلباً على مهن كثيرة ويزيد من معاناة المواطنين في الحسكة

56

محافظة الحسكة: أوعزت “هيئة المحروقات” التابعة لـ “الادارة الذاتية” في شمال شرق سوريا إلى أصحاب المولدات بتشغيلها لساعات محدودة وإجبار أصحابها على التشغيل أقل من ساعات العمل المعتادة ، حيث أوعزت الى أصحاب المولدات في مدينة الدرباسية بضرورة تشغيل المولدات التي تغذي الأحياء بكهرباء الاشتراك لمدة 8 ساعات فقط بدلا من 11 ساعة في اليوم وحرمتهم من مستحقات المازوت لتشغيل 11 ساعة ومنحهم ما يكفي لتشغيل 8 ساعات فقط.
وفي السياق، قال موظف في “بلدية الشعب” في مدينة الدرباسية، (ح.ع) للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اصحاب المولدات قاموا بمراجعة البلدية وأخبروهم بأنهم خفضوا ساعات تشغيل المولدات التي كانوا قد اتفقوا عليها مسبقاً وهي تشغيل المولدة لمدة 11 ساعة على أن يتم رفع التسعيرة من 6 آلاف إلى 8 آلاف ليرة سورية لكل واحد أمبير.
وقال طبيب الأسنان (ن.ع) في حديثه مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن تخفيض الكهرباء من قبل أصحاب المولدات في ظل حرمان المدينة من الكهرباء النظامية لأسباب لا نعلمها قد تكون عقوبة جماعية، إذ أن باقي المدن تصلها الكهرباء فمثلاً في عامودا تصلها الكهرباء 4 ساعات متواصلة لكن في الدرباسية لا كهرباء مما أثر على عملنا نحن الأطباء فحينما كان التشغيل منذ الساعة 9 صباحاً وإيقافها في الساعة 1 ونصف بعد الظهر، كنت أعالج 12 مريضا في عيادتي والآن وبعد تشغيل المولدة الساعة 10 صباحاً حتى 1، لا أستطيع أن أعالج سوى 6 مرضى، وفي الدوام المسائي كانت المولدة تعمل منذ الساعة 3 عصراً حتى 9 كنت أعالج نحو 15 مريضاً والآن ومع تشغيل المولدة من الساعة 5 حتى 9 مساء لا أستطيع أن أعالج سوى 6 مرضى.
بدوره يقول الطبيب (و.ص)وهو طبيب قلبية، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه لا يتسطيع فتح باب العيادة أمام المرضى إلا بعد الساعة 10 صباحاً وهذا يؤثر كثيراً على عمله، حيث أن المريض ينتظر لساعات لحين تشغيل المولدات الكهربائية ولا سيما أن الكهرباء النظامية ومنذ بداية السنة الجديدة لم تعد تصل للمدينة قط.
أما السيدة (م.ر) وهي أرملة لديها 4 أولاد تعيش على المساعادات، فتتحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة، بأنها كانت قد سحبت 3 أمبير من الكهرباء لتشغيل الإنارة فقط كي لا تبقى في الظلام مع أطفالها، وكانت تدفع عن الأمبير الواحد 5 آلاف ليرة سورية، ومن ثم تم رفعها الى 6 والآن إلى 8 آلاف ليرة سورية، وهو ما زاد من التكاليف المعيشة اليومية الصعبة جداً ولا سيما أن الأسعار باتت مرتفعة لحد كبير.
وتقول (س. ع)، العاملة في مجال الخياطة، للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها تعيش مع والدتها وتعد مهنة الخياطة مصدر دخلها الوحيد، ولكن تقليص ساعات الكهرباء سواء من المولدات أو الكهرباء النظامية ورفع أسعارها أثر كثيراً على عملها، حيث رفضت خلال هذا الشهر أكثر من 6 طلبات لخياطة ملابس للزبائن وذلك بسبب عدم وجود الكهرباء والتوقيت المناسب لإنهاء العمل.
وتتحكم “هيئة المحروقات” و”بلدية الشعب” وأصحاب المولدات بساعات إيصال الكهرباء للأهالي وإعاقة عملهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار بسبب انهيار العملة السورية دون البحث عن حلول تنهي معاناة الأهالي ولا سيما أن المنطقة غنية بالثروات الباطنية والسدود التي تولد الكهرباء.