تل أبيب تعتبر تهنئة إردوغان لهيرتسوغ بالاستقلال اجتيازاً ناجحاً بعد «أحداث رمضان»

29

بعد أن تحسبت إسرائيل من تأثيرات سلبية للأحداث شهر رمضان في المسجد الأقصى على العلاقات الجديدة الحسنة بين أنقرة وتل أبيب، اعتبرت أوساط سياسية فيها اتصال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ وتهنئته الحميمة بيوم الاستقلال دليلا على اجتيازها الاختبار والتأكيد على متانة العلاقة.
وكان إردوغان قد تكلم مع هيرتسوغ للمرة الثالثة في غضون شهر. وبحسب مكتب هرتسوغ، تحدث القائدان عن أهمية الحوار المفتوح من أجل الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المنطقة. وكشف مكتب هيرتسوغ عن مضمون رسالة تلقاها من إردوغان، كتب فيها: «بمناسبة اليوم الوطني لدولة إسرائيل، أتقدم بالتهنئة إلى سعادتكم ولشعب إسرائيل نيابة عني وعن أمتي. في المرحلة الجديدة من علاقاتنا، والتي بشرت بزيارة سعادتكم لبلدنا في شهر مارس (آذار)، أعتقد بصدق أن التعاون بين بلدينا سيتطور بما يخدم مصالحنا الوطنية المشتركة، وكذلك السلام والاستقرار الإقليميين. أتمنى لسعادتكم الصحة والسعادة وأتمنى الرفاهية والازدهار لشعب إسرائيل».
وكان هيرتسوغ قد زار تركيا في 9 مارس الماضي، بناء على دعوة إردوغان. وفي 19 أبريل (نيسان) الماضي، بعد الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى ووقوع مئات الجرحى بين المصلين واعتقال حوالي 400 فلسطيني في المسجد، اتصل إردوغان مع هيرتسوغ للتعبير عن قلقه وألمه من التوترات المستمرة. وخلال المكالمة الهاتفية، شدد أردوغان على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، وأعرب عن سعادته لسماع تصريحات إسرائيل الحازمة بشأن الحفاظ عليه، وفقا لبيان صادر عن مكتب هرتسوغ. كما كان إردوغان قد اتصل معه في بداية شهر أبريل لإدانة سلسلة هجمات فلسطينية مسلحة في المدن الإسرائيلية خلفت 11 قتيلا.
وأجرى هيرتسوغ لقاءات صحفية، أول من أمس، أشار فيها إلى ما قاله إردوغان عن زيارته إلى أنقرة وقال: «إردوغان قال بوضوح إنه يعتبرها زيارة تاريخية ستكون نقطة تحول في العلاقات بين تركيا وإسرائيل».
وقال إن تعزيز العلاقات مع دولة إسرائيل له قيمة كبيرة لبلدنا. وهذا الأمر ملاحظ جدا. وسئل إن كانت الخطوة القادمة ستثمر بزيارة إردوغان لإسرائيل، فأجاب: «اتفقنا على التقدم في العلاقات بالتدريج. فهناك ترسبات تجعلنا نتفحص الأمور جيدا ونختبر مدى عمق العلاقات. ولا شك في أن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، يتوليان هذه المهمة بجدية».
وحسب البروفسور إيتان كوهين ياناروجاك، الباحث في الشؤون التركية في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، والمقرب من الحكومة الإسرائيلية، فإن «من وجهة النظر التركية، تعني نهاية شهر رمضان أننا نجحنا في الاختبار الرئيسي. والطرفان يضعان في المقدمة الآن، التحدث عن مشاريع اقتصادية مستقبلية مشتركة. ولدى كلا البلدين مصلحة واضحة في التعاون في مجال الغاز الطبيعي، لا سيما إمكانية نقل الغاز الإسرائيلي عبر تركيا إلى أوروبا. ويمكن للبلدين الآن التركيز على زيارات كبار المسؤولين». في الشهر الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه سيزور إسرائيل في مايو. ويسعى إردوغان أيضا إلى زيارة رئيس الوزراء نفتالي بنيت واستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القدس وأنقرة.

المصدر: الشرق الأوسط