تنافس النظام والمعارضة على الدروز

29

تصاعد التنافس بين النظام السوري والمعارضة على تطمين الدروز في الصراع، وسط إعلان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض تشكيل لجنة عسكرية- مدنية لحل أي خلاف مع الدروز شمال غربي سورية، بالتزامن مع محاصرة فصائل أخرى قرية درزية في الجولان جنوباً، في وقت تعهد أكبر فصيل كردي بتشكيل مجلس مدني لإدارة مدينة تل أبيض، وسط تحذير واشنطن من أي مساع لـ «تهجير» العرب السنة في سورية والمنطقة. (للمزيد)

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن «معارك عنيفة بدأت أمس في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة في الجولان «وتمكن مقاتلو كتائب إسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماماً».

وتكمن أهمية القرية التي يقطنها سكان دروز، في أنها محاذية لحدود الجولان المحتل من جهة ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة أخرى. واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على 80 في المئة من محافظة القنيطرة، تعزيزات من مناطق أخرى قريبة. وأشار «المرصد» إلى أن «مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون إلى جانب قوات النظام»، بالتزامن مع إعلان المعارضة معركة للسيطرة على مدينة البعث آخر معاقل النظام في محافظة القنيطرة لربطها بمحافظة درعا المجاورة قرب حدود الأردن.

وجاء حصار قرية حضر بعد سلسلة حوادث استهدفت مناطق درزية واندلاع مواجهات عند حدود محافظة السويداء معقل الدروز جنوباً، حيث انضم جزء منهم الى قوات النظام في معارك مطار الثعلة العسكري.

في إسطنبول، التقى وفد من «الائتلاف» برئاسة خالد خوجة وممثلون من الفصائل العسكرية، وزير الصحة اللبناني وموفد «الحزب التقدمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور، لـ «احتواء تداعيات حادثة قرية قلب اللوز في ريف إدلب». وأفاد بيان بأنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين القوى العسكرية والمجالس المحلية لحل أي خلاف. كما تعهد ممثلو الفصائل حماية أبناء القرية والقرى كافة لضمان عدم تكرار هذه الحادثة».

وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة «سيطروا على كامل منطقة الراشدين غرب مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام مدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني»، فيما قال نشطاء معارضون إن هذا التقدم يسهل هجوم المعارضة باتجاه مواقع النظام في المدينة.

وبالنسبة إلى تل أبيض التي طرد المقاتلون الأكراد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها، قال رئيس حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، إن القوات الكردية ستنسحب من المدينة بعد استقرار الأمن فيها وتسليم الإدارة إلى مدنيين، فيما قالت السفارة الأميركية في دمشق على حسابها في موقع «فايسبوك» أمس، إن واشنطن تتعامل «في جدية كاملة مع المزاعم الواردة عن حدوث أعمال تطهير عرقي أو أي انتهاكات أخرى قرب مدينة ‫‏تل أبيض‬»، داعية «الذين سيشاركون الآن في إدارة شؤون المدينة إلى ضم الجميع واحترام جميع المكونات بصرف النظر عن الانتماء العرقي». وصرح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في جلسة للكونغرس: «لدينا ما يكفي من مواقع التدريب (للمعارضة المعتدلة)، لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع». وأشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، إلى أن التدريب بدأ لتوه، وأنه لا يزال من السابق لأوانه «التخلي عنه».

في نيويورك، أعرب الأردن عن رفضه اتهامات النظام السوري بـ «دعم الإرهاب»، ووجه رسالة إلى مجلس الأمن دعا فيها المجتمع الدولي إلى «التعامل بحزم مع النظام السوري لاحترام قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني».

 

المصدر: الحياة