تنظيم “الدولة الإسلامية” يحرم أكثر من 1.5 مليون من المياه في مدينة حلب لليوم الـ 40 على التوالي

22

يتواصل العطش في مدينة حلب، مع انقطاع المياه المستمر عن مئات الآلاف من قاطني المدينة، هذا العطش المستمر لليوم الأربعين على التوالي، دفع بعشرات آلاف المواطنين للالتجاء للوسائل البديلة، عبر شراء المياه أو نقل المياه إلى المنازل من الآبار المحفورة في شوارع وأماكن محددة بالمدينة، ومن آبار المسابح ووسائل أخرى تقي المواطنين من العطش، مع استغلال التجار والباعة لانقطاع المياه واستمرارهم في رفع أسعار المياه الصحية ومياه الشرب.

 

انقطاع المياه المستمر عن نحو مليون ونصف المليون نسمة، لليوم الأربعين على التوالي جاء على خلفية قطع تنظيم “الدولة الإسلامية” للمياه التي يتم استجرارها من نهر الفرات، حيث قطع التنظيم المياه من محطة الخفسة لتصفية المياه ومعالجتها في ريف حلب الشرقي، الأمر الذي خلق الاستياء لدى المواطنين في مدينة حلب، عقب قيام مسؤولين الحكوميين في المدينة بتبرير قطع التنظيم للمياه، وعزوا الأمر لانقطاع التيار الكهربائي المغذي للمحطة ولباقي محطات معالجة المياه في ريف حلب الشرقي، واتهم الأهالي سلطات النظام بالتذرع بهذه الأسباب، لعدم إثارة الرأي العام وخلق استياء جديد لدى المواطنين في المدينة تجاهها، بعد الاستياء العام الذي شهدته مدينة حلب، ولا تزال تشهده جراء عمليات “التعفيش” المتواصلة من قبل المسلحين الموالين للنظام لمنازل المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم في المدينة وأطرافها.

 

وتوازت عملية انقطاع المياه من محطة الخفسة عن مدينة حلب، مع عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي لمدينة حلب، في الـ 17 من كانون الثاني / يناير الفائت من العام 2017، تمكنت خلالها من تحقيق تقدم في عشرات القرى والمزارع على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووصلت إلى الأطراف الجنوبية لبلدة تادف بريف الباب الجنوبي في ريف حلب الشمالي الشرقي وإلى نحو 5 كلم شمال دير حافر، بالتوازي مع عملية “درع الفرات” والقوات التركية نحو مدينة الباب وسيطرتها أمس على المدينة وبلدتي بزاعة وقباسين.

 

جدير بالذكر أن مدينة حلب شهدت منذ مطلع ديسمبر / كانون الأول من العام 2015 وحتى مطلع آذار / مارس من العام 2016، انقطاعاً للمياه القادمة من نهر الفرات عبر الخفسة وصولاً إلى مدينة حلب، ولم يتم إعادة ضخ المياه إلا بعد أن نفذت قوات النظام تعهدها للهلال الأحمر، بإصلاح محطة ضخ المياه في عين البيضا، والواقعة بريف حلب الشرقي، والتي تضخ المياه إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مقابل سماح التنظيم بضخ مياه نهر الفرات نحو أحياء مدينة حلب، حيث اعتمد المواطنون حينها على الآبار التي تم حفرها في أحياء بالمدينة، والتي جف الكثير منها، نتيجة لاستخدامها بشكل مستمر من قبل المواطنين آنذاك.