تنظيم “الدولة الإسلامية” يستمر بالاحتفاظ بالسيطرة على معظم مدينة الباب وعلى بلدة تادف ويصد هجومين عنيفين على بزاعة وقباسين

27

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في “درع الفرات” والقوات التركية من جانب آخر، عند الأطراف الشمالية والغربية لمدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، والتي تعد أكبر معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب، بالتزامن مع اشتباكات دارت بين الطرفين في ريف المدينة، حيث لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر بشكل شبه كامل على مدينة الباب، فيما كانت “درع الفرات” سيطرت على الضواحي الغربية للمدينة وتقدمت إلى أطراف المدينة الشمالية.

 

على صعيد متصل تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من استعادة السيطرة على كامل بلدة بزاعة الواقعة إلى الشرق من مدينة الباب، بعد تمكن مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية “درع الفرات” المدعمة بالقوات التركية من التقدم في البلدة، حيث ترافقت الاشتباكات خلال الساعات الفائتة مع انفجارات هزت البلدة ومحيطها ناجمة عن قصف مكثف من القوات التركية على البلدة، التي شهدت خلال الأسابيع الفائتة هزائم متتالية للقوات التركية و”درع الفرات” إثر محاولات متكررة للسيطرة على بزاعة، حيث كان التنظيم يتمكن في كل مرة من طرد مقاتلي “درع الفرات” وإخراجهم من البلدة على الرغم من دخول الأخيرة إلى البلدة، أيضاً تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من صد هجوم عنيف للفصائل والقوات التركية على بلدة قباسين الواقعة شمال شرق مدينة الباب، إثر محاولات للأخير التقدم والسيطرة على البلدة، وبذلك يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال يسيطر على بلدات قباسين وتادف وبزاعة إضافة لسيطرته بشكل شبه كامل على مدينة الباب، وكل ما ينشر عكس ذلك إلى الآن هو عار عن الصحة جملة وتفصيلا.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق استشهاد 364 مدني على الأقل، بينهم 67 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و37 مواطنة فوق سن الـ 18، في ريف حلب الشمالي الشرقي، ممن قضوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية “درع الفرات” لتخوم مدينة الباب، وحتى اليوم الـ 11 من شباط / فبراير من العام 2017، ومن ضمن الشهداء 273 مدني بينهم 58 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و33 مواطنة استشهدوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى بريف الباب، منذ الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

يشار إلى أن تركيا حصلت في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث “الجزيرة – كوباني – عفرين”.