تنظيم الدولة الاسلامية خارج كوباني بعد قتل اكثر من مئتي مدني

20

نجح الاكراد السبت في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من كوباني في شمال سوريا، واستعادوا السيطرة الكاملة على المدينة الحدودية مع تركيا حيث قتل في 48 ساعة على ايدي الجهاديين اكثر من مئتي مدني بينهم نساء واطفال.

وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما مفاجئا فجر الخميس على كوباني (عين العرب) التي تمكن من دخولها بعد ان تنكر عناصره بلباس وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل مقاتل عربي، وتمركز في ابنية عدة في نواح مختلفة من المدينة، متخذا من السكان “دروعا بشرية” و”رهائن”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وتمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة المباني التي احتلها التنظيم تدريجا، ثم نجحت في تحرير عشرات المدنيين الذين كان يحتجزهم التنظيم، قبل تنفيذ عملية عسكرية لدخول آخر مركز لهم اليوم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “استعاد المقاتلون الاكراد السيطرة على المواقع التي كان احتلها تنظيم الدولة الاسلامية في كوباني”، وذلك بعد “دخول ثانوية البنين في جنوب غرب المدينة التي كانت آخر موقع يتحصن فيه التنظيم”.

واوضح الصحافي رودي محمد امين الذي يتابع من المنطقة الكردية في شمال سوريا الوضع في كوباني عن قرب ان “الوحدات الكردية فجرت الغاما زرعتها في محيط مبنى ثانوية البنين، ثم اقتحمته”، مضيفا “تم تنفيذ هذه العملية العسكرية بعد التأكد انه لم يبق مدنيون داخل المدرسة”.

واضاف لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “عادت المدينة بكاملها تحت سيطرة وحدات حماية الشعب”.

واشار المرصد الى ان “مقاتلي الوحدات وقوات الاسايش (الشرطة الكردية) يقومون بتمشيط المدينة بحثا عن عناصر قد يكونون فروا او اختبأوا”.

وتعرض التنظيم الجهادي للهزيمة الاسوأ في سوريا على ايدي الاكراد عندما انسحب من مدينة كوباني في كانون الثاني/يناير بعد احتلال اجزاء واسعة منها اثر اربعة اشهر من المعارك. الا ان المعركة الاخيرة ارتدت طابعا مختلفا.

فقد رأى خبراء وناشطون منذ بداية الهجوم ان هدف التنظيم ليس السيطرة على كوباني انما الرد و”تحويل الانظار” عن خسائره الاخيرة في مواجهة الاكراد وكان آخرها مدينة تل ابيض في محافظة الرقة (شمال)، ابرز معاقله، عبر استهداف المدنيين واثارة اهتمام الرأي العام.

وقال عبد الرحمن السبت “لا يمكن اعتبار هذه العملية الاخيرة هزيمة بكل معنى الكلمة، لان التنظيم نفذ ما قصد كوباني من اجله، وهو ارتكاب المجازر. لقد أبيد في كوباني، هذا صحيح، لكن بعد ان ارتكب مجزرة فظيعة”.

وبحسب المرصد، ارتفع عدد المدنيين الذين قتلهم تنظيم الدولة الاسلامية في كوباني ومحيطها منذ بدء هجومه الخميس الى 206، بعد العثور على مزيد من الجثث اليوم.

وذكر عبد الرحمن ان “عملية انتشال الجثث مستمرة”.

واضاف “تبين من التعرف على الجثث ان هناك عائلات بكاملها قتلت، الوالدان والاطفال”، مشيرا الى ان الجثث كانت مرمية هنا وهناك “في المنازل وعلى الطرق”.

وبين القتلى 26 شخصا اعدمهم التنظيم في قرية برخ بوطان الواقعة جنوب كوباني والتي سيطر عليها الجهاديون الخميس لساعات.

واوقعت معارك اليومين الماضيين في كوباني ومحيطها 54 قتيلا بين الجهاديين، قضى بعضهم في تفجيرات انتحارية، و16 قتيلا بين المقاتلين الاكراد، بحسب المرصد الذي يشير الى تكتم في اوساط هؤلاء على عدد القتلى.

وفي الوقت الذي كان الاكراد يحسمون معركة كوباني، كان الائتلاف الدولي بقيادة اميركية الذي يدعم منذ اشهر الاكراد في معاركهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ينفذ غارات مكثفة في الريف الجنوبي لكوباني، على بعد اكثر من 35 كيلومترا من المدينة، مستهدفا تجمعات لتنظيم الدولة الاسلامية، ما ادى الى مقتل 18 جهاديا، بحسب المرصد السوري.

في شمال شرق البلاد، تتواصل المعارك منذ الخميس بين القوات النظامية وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاول السيطرة على مدينة الحسكة.

ودفعت المعارك اكثر من 120 الفا من سكان المدينة الى النزوح، بحسب ما ذكر بيان لمكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة منشور على موقع المنظمة على الانترنت. وكانت المنظمة اصدرت الخميس بيانا اشار الى نزوح ستين الفا.

وجاء في البيان الاخير “استمرت حركة النزوح من الحسكة، ويقدر عدد الذين نزحوا داخل المدينة والى قرى مجاورة ب120 الفا”.

واشار البيان الى ان “لا تغيير جوهريا في الوضع العسكري على الارض”، مشيرا الى استمرار وجود نحو الفي مواطن عالقين في حيي النشوة والشريعة اللذين استولى عليهما تنظيم الدولة الاسلامية الخميس من قوات النظام.

وذكر المرصد السبت ان مقاتلين اكرادا انضموا الى القتال الى جانب قوات النظام التي يتقاسمون معها السيطرة على المدينة.

ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ شهر السيطرة على الحسكة، مركز محافظة الحسكة والتي يبلغ عدد سكانها نحو اربعمئة الف شخص. وكان تقدم اليها في مطلع حزيران/يونيو قبل ان يضطر الى الانسحاب في مواجهة القوات النظامية التي حظيت في حينه ايضا بدعم كردي.

في الجنوب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي المعارضة مع جبهة النصرة من جهة اخرى في مدينة درعا، مركز محافظة درعا التي يسيطر المعارضون على الجزء الاكبر منها.

وافاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى المعارك منذ بدأت الفصائل المعارضة وجبهة النصرة هجوما على المدينة الخميس الى 91 هم ستون من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة و18 عنصرا من قوات النظام و11 مدنيا.

afp_tickers

 

المصدر: swissinfo