توقعات بفشل محادثات موسكو بشأن الصراع السوري

20

ستبدأ الحكومة السورية وبعض شخصيات المعارضة جولة ثانية من المحادثات في موسكو اليوم الاثنين ستركز على القضايا الإنسانية رغم أنه من غير المتوقع التوصل لاتفاق موسع إذ أن جماعة المعارضة السورية الرئيسية ما زالت تقاطع المحادثات.

ويقول المشاركون إنهم لا يتوقعون احراز أي تقدم كبير تجاه انهاء الصراع الذي قتل أكثر من 220 الف شخص في سوريا منذ بداية عام 2011 .

وكان الائتلاف الوطني السوري قاطع الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في موسكو في يناير ولم تسفر عن أي نتائج، وقال إنه لن يشارك إلا إذا كانت المحادثات ستؤدي إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد حليف روسيا.

وأضاف أنه سيقاطع الجولة الثانية من المحادثات التي من المقرر أن تستمر حتى الخميس. وتقول روسيا إن الأولوية يجب أن تكون الآن لمحاربة الإرهاب في سوريا ودعا المعارضة إلى العمل مع الأسد لتحقيق هذا الهدف.

وقالت رندا قسيس العضو السابق بالائتلاف والتي تفضل الآن إجراء محادثات مع دمشق بسبب اتساع نفوذ الإسلاميين في سوريا إن المحادثات يجب أن تركز على إجراءات بناء الثقة بما في ذلك ضمان وصول الامدادات الإنسانية.

وقالت قسيس التي ترأس الآن حركة المجتمع التعددي إنه لا يمكن أن يحدث انتقال سياسي دون تنازل من الطرفين.

ولم تذكر موسكو أيا من شخصيات المعارضة ستحضر ولكن من المرجح أن يكونوا أشبه بمن شاركوا في يناير كانون الثاني عندما حضر أكثر من 30 ممثلا من جماعات مختلفة معظمهم من جماعات يتسامح معها الأسد أو من يوافقون على أن التعاون مع دمشق ضروري لمحاربة صعود تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية أفرجت عن 650 سجينا من ثلاثة سجون على الأقل في دمشق في الفترة من 25 إلى 27 مارس بينهم نساء وأطفال وسجناء سياسيون ومقاتلون.

وقال عضو في هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة ومقره موسكو إن ذلك ليس كافيا وإن أي محاولة من دمشق لربط الافراج عن هؤلاء الناس والمحادثات سيكون “مجرد تمثيلية”.

وأضاف “سنرى ما سيأتي به وفد الحكومة بما في ذلك على الجبهة الإنسانية ولكني لا أتوقع أي شيء استثنائي، سيكون استكمال للحوار على أفضل تقدير.”

وكان القيادي في المنبر الديمقراطي السوري المعارض سمير العيطة، قد ذكر في السابق أن روسيا وافقت على التوسط في الجولة الثانية من المحادثات بين الأطراف السورية في موسكو.

وأوضح العيطة حينها أن الحكومة السورية رفضت مناقشة القضايا الإنسانية مباشرة مع الائتلاف المعارض، وأصبحت تعتمد على الوساطة الروسية.

وأضاف أن “النتيجة الرئيسية للمشاورات داخل سوريا هي موافقة روسيا على التوسط في عدد من القضايا، بما في ذلك القضايا السياسية حول من سيشارك فيها، وبخصوص جدول الأعمال وما ستتم مناقشته من أمور أخرى، كما وافقت روسيا على التوسط في المحادثات بشأن القضايا الإنسانية، ونحن – المعارضة – سنقوم بتسليم جميع البيانات التي نمتلكها حول الأشخاص الذين اُلقي القبض عليهم وحول هؤلاء الذين وقعوا في الأسر، وسترسل الحكومة السورية ردها عبر روسيا”.

كما دعت موسكو في الشهر الماضي مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا، إلى الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة.

وقال جاتيلوف إن موسكو أرسلت دعوات إلى دي ميستورا وعدد كبير من الجماعات والهيئات المعارضة، مضيفا أن المحادثات الجديدة في موسكو التي كان من المفترض أن تجرى بعد شهر على الجولة الأولى، ستنطلق أوائل أبريل.

وعبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سعي واشنطن لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين أطراف النزاع السوريين، مشيرا إلى أن أي عملية انتقالية سياسية يجب أن يتم التفاوض بشأنها مع الرئيس السوري الحالي بشار الأسد.

 

المصدر: الوطن العربي