توقف العملية التعليمية ببعض المناطق السورية نتيجة أزمة المواصلات المتصاعدة ضمن مناطق سيطرة النظام

48

على وقع أزمة المواصلات العامة المتصاعدة في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن العمليات التعليمية توقفت بشكل شبه نهائي في أرياف حماة وحمص ومناطق بريف دمشق، نتيجة ندرة وسائل النقل العامة، متأثرة بأزمة المحروقات التي تعاينها مناطق سيطرة النظام، وارتفاع أجور النقل عبر والسائل الخاصة، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن المدرسين باتوا غير قادرين على الذهاب إلى مدارسهم وعلى وجه الخصوص الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن مدارسهم أو ضمن مراكز المدن، والعكس، وفي تفاصيل ما سبق، فإن قرى العيور ودنين وتلذهب وتمك وحلبان ودنيبة وطيبة التركي والبردونة بريف مدينة سلمية الشمالي، شهدت توقفًا شبه كاملًا للعملية التعليمية، نتيجة رفض أصحاب وسائل النقل العامة “السرافيس” نقل المدرسين، من مدينة سليمة إلى تلك المناطق، بسبب شح وانقطاع مخصصات مادة المازوت المدعوم والمخصص لهم من قِبل حكومة النظام، بالإضافة إلى أن قرى وبلدات بريف حمص ودمشق، تشهد حالة مماثلة من خلال غياب المعلمين عن مدارسهم نتيجة لانعدام وسائل النقل العامة، دون وجود أي تحرك من قِبل حكومة النظام حيال الأزمات المعيشية التي تعصف بمناطق سيطرتها.

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل أيام تقريرًا عن تصاعد أزمة المواصلات في مناطق سيطرة النظام وجاء فيه:
لاتزال أزمة المواصلات العامة تتصدر مشهد الأزمات اليومية للمواطن السوري القابع في مناطق سيطرة النظام، وعلى وجه الخصوص الطلاب الجامعيين والموظفين الذين يعانون الأمرين في ظل ارتفاع تكاليف أجور النقل الخاصة، وانعدام شبه تام لوسائل النقل العامة، حيث أن الكثير من الطلاب والموظفين باتوا يقفون لساعات في الطرقات لعل وعسى يحظون بمكان ضمن باصات النقل للوصول إلى جامعاتهم و وظائفهم
تكاليف باهظة للتنقل بشكل خاص
يضطر بعض الطلاب والموظفين إلى أخذ سيارة خاصة للذهاب إلى جامعاتهم ووظائفهم بشكل يومي، حيث أن القادر منهم على دفع تكاليف التنقل بواسطة سيارة خاصة”تاكسي” يتفق مع عدد من زملائه لتقاسم دفع الأجرة والتي تتراوح ما بين 10 آلاف ليرة سورية و 30 ألف كـ أقصى حد،
بحسب المدة والمسافة، يتم تقاسم الأجرة على 5 أفراد، الأمر الذي زاد من معاناة الطلاب كون غالبيتهم لا يملكون عمل ويعتمدون على ذويهم بدفع تكاليف دراستهم، و يقول الطالب “مصطفى محمد” في حديثه للمرصد السوري، أن رحلته من ضواحي مدينة طرطوس إلى جامعة تشرين باللاذقية قد تستغرق نحو 5 ساعات، بسبب انعدام وسائل النقل العام والازدحام الشديد وتعارك المواطنين عند وصول الحافلات، ويضطر إلى الوقوف لساعات طويلة كي يحظى بمقعد بعد طول انتظار، ويضيف مصطفى أن الكثير من زملائه باتوا لايذهبون إلى الجامعة، بس التململ من الحالة اليومية في التنقل، ولعدم قدرتهم على دفع تكاليف التنقل بشكل خاص .
ثلث راتب الموظف تكلفة وأجور نقل
لا يختلف مشهد معاناة الطلاب الجامعيين عن معاناة الموظفين في دوائر الدولة وبعض المؤسسات، حيث يقول الموظف “محمد عيد” في حديثه للمرصد السوري، أنه يضطر بشكل يومي إلى دفع مبلغ 3 آلاف ليرة سورية ذهابًا وإيابًا إلى وظيفته من ضواحي العاصمة دمشق إلى إحدى مؤسسات الدولة في العاصمة ، وعلى اعتبار أن الراتب الذي يتقاضاه بشكل شهري 215 ألف ليرة السورية، يضطر إلى دفع نحو 90 ألف ليرة سورية بشكل شهري للتنقل، أي أن ثلث الراتب الذي يتقاضاه أو أكثر في بعض الأحيان يذهب كـ “أجور مواصلات” في ظل الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم يوم بعد يوم، ليبقى من راتبه 155 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 40 دولارًا مصروف شهري لعائلته المكونة من 4 أفراد!!!!
تحرش جسدي ولفظي للنساء ضمن وسائل النقل المكتظة
الأمر الأكثر في سوءا في سياق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلاه هو تصاعد حالات التحرش بالنساء ضمن وسائل النقل العامة، إذ أن الكثير من النساء يتعرضن بشكل شبه علني للتحرش خلال ركوبهن في وسائل النقل، نتيجة التدافع والازدحام الخانق على تلك الوسائل، حيث أن بعض الشبان من “ضعاف النفوس” يستغلون الموقف للقيام بالتحرش الجسدي من خلال لمس النساء بشكل متعمد، أو التحدث معهن بألفاظ نابية غير أخلاقية، الطالبة “م.خ” تتحدث عن للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تعرضها للتحرش خلال رحلتها من مدينة حمص إلى جامعة البعث، وتقول: تعرضت للتحرش بشكل علني في إحدى المرات أثناء ركوبي في أحد السرافيس “باص صغير للنقل العام”، و لحظة صعودي إلى الباص حصل تدافع كبير بين الشبان والفتيات وكأنها حرب من نوع آخر، وأثناء العملية تعرضت للتحرش من خلال قيام أحد الشبان بلمسي بشكل متعمد، ولكن لا أحد يأبه للموقف، فجميع المتواجدين هدفهم الوحيد أن يحظوا بمكان ضمن “السرفيس” للذهاب إلى أعمالهم وجامعاتهم ووظائفهم، واختتمت حديثها بالقول أن الكثير من الفتيات والنساء يتعرضن بشكل شبه يومي للتحرش ضمن وسائل النقل، ولكن الكثير منهن لا يتجرأ بالتحدث عن تلك الحالات، على اعتبار أن وسيلة النقل “السرفيس” التي تقوم بنقل الأشخاص تكون مخصصة لنقل 12 شخص كحد أقصى، إلا أنه في بعض الأحيان ونتيجة الأزمة التي باتت تخنق الأهالي، يضطر الأهالي إلى الركوب فوق بعضهن البعض، للوصول إلى الجامعات وأماكن العمل والمنازل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر من سوء الأوضاع التي وصلت إليه البلاد مع تعنت النظام السوري بالسلطة وهو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية بجميع ما آلت إليه الأحوال في سورية، وعليه يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي أبناء الشعب السوري من سلسلة الكوارث التي تلحق به وتعصف به على مدار عقد من الزمن.