جبيرة سوداء وقصاص من خلاف دون شهود

قطعوا يده وقدمه من خلاف وكذا لزوجته بسبب وشاية من أحد الموالين "المخلص" لتستمر ثلاثية الألم والحقد والعذاب.

40

بدموع ساخنة شقت وجنتيه وهو يحتضن ناشطي المرصد السوري بالرقة وقد ترجل من سيارة نوع هونداي يعمل بائعاً للخضار يجوب بها الأسواق الشعبية والقرى النائية بريف الرقة “مازلت نصف رجل” ولكن العوز والفقر جعلني أعمل بقدم وساق.

أبوحسن رجل أربعيني وزوجته كانا أبرز ضحايا التنظيم بالرقة، حينما طبق عليهما حكم داعش بالسرقة وقطعوا قدما ويد من خلاف، بوشاية أحد أمنيي داعش ودون إثبات ودون حق شخصي من المسروق الضحية.

يقول أبوحسن الذي تنهمر دموعه أمام عياله وزوجته ولم يستطع إجراء المقابلة “فيديو” نتيجة تعدد وسائل الإعلام التي جعلت من حكايته مادة خصبة للتفنن في قضايا الناس دونما تأثير أو تحصيل لجزء من حقوقه خاصة وأن تكاليف علاجه وعلاج زوجته المستمر على نفقته الخاصة والمحسنين من أقرباءه.

بدأت القصة في العام 2016 في منطقة شارع سيف الدولة في مركز مدينة الرقة، حينما تعرض منزل أحد القاطنين بجوار جامع عمر بن الخطاب لإقتحام شخص وإمرأتين لأحد المنازل والسطو على المجوهرات والمال والتعدي بالضرب على السيدة صاحبة المنزل.

وكان أبوحسن وزوجته من جوار المنزل المسروق، وبسبب وشاية من أحد أصحاب محلات الإنترنت المقربين من أمنيي التنظيم، تم إعتقاله هو وزوجته من قبل الحسبة،

تتابع أم حسن التي كانت أجرأ قولاً من زوجها :” مساء يوم من أيام الشتاء 2016 إقتحم منزلنا عدد من الرجال الملتحين وهم من الحسبة بالرقة، واقتادوني وزوجي إلى مدرسة معاوية بن أبي سفيان التي كانت هي مركز الحسبة وأودوعوني في سجن النساء بالطابق السفلي” القبو “.

هناك تعرضت لشتى أنواع التعذيب كالعضاضة المعدنية، والجلد والشبح عدى الكلام البذيء والفاحش، وبالرغم من إثباتي أنا وزوجي أننا ساعة وقوع حادثة السرقة لم نكن بالمنزل وفي زيارة لأحد أقرباءنا، لكن كان هناك يد خبيثة عبثت وإستعجلت ليتم الحكم علينا بقطع قدم ويد من خلاف، دونما حتى حق أو إدعاء شخصي من المسروق.

يؤكد ناشطو المرصد السوري بالرقة أن فترة حكم داعش بالرقة، كان هناك فساد وتفرقة بين عناصر التنظيم وباقي السكان حيث لم يطبق أحكام على تجاوزات وسرقات وقتل من قبل عناصر التنظيم كونهم هم المجاهدين المغفور لهم، بينما السكان “العوام” فكانت الأحكام تطبق دونما محكمة إو جلسة أو دلائل ويكتفون بشهادة أحد العناصر.

يردف أبوحسن وهو خائر القوى ” قاموا بقطع يدي وقدمي بتخدير موضعي” بالرغم من عدم وجود قرينة أو إثبات أو حتى دعوى شخصية، وأيضاً زوجتي وأمام مرأى الناس الذين زادوا سخطا على التنظيم، كون الحاضرين يعلمون برائتي وزوحتي ولكن حكم القوي.

مابعد تحرير الرقة وعودتنا للمنزل، أصبحت قصتنا هدفا ومادة خصبة للمنظمات والوسائل الإعلامية بين غاد وباد للتصوير والتسجيل، ولكننا لم نستفد شيئاً فأنا قد وضعت جبيرة سوداء بدائية أستند بها لأعمل على بيع الخضار وأقود السيارة، ومصروف علاجي المستمر لي لزوجتي تم على نفقتي الخاصة ومساعدة أقرباء..

تتعمد وسائل الإعلام الخاصة والمنظمات إستثمار قضايا السكان وذوي الإحتياجات الخاصة كمواد مقبوضة الثمن وتقنع الداعم والممول، فيما لم يستفد أغلب أصحاب تلك القصص والمآسي سوى التشهير وتعليق الآمال دونما مقابل