جدل في تركيا بعد إعلان اختفاء 122 ألف سوري منذ عامين

المعارضة عدته دليل عجز الحكومة عن إدارة الدولة

106

أثار إعلان وزارة الداخلية التركية اختفاء 122 ألف سوري منذ عامين دون الاستدلال على أماكنهم، جدلاً واسعاً وهجوماً من جانب أحزاب المعارضة التي اتهمت الحكومة بالعجز عن إدارة الدولة.
وقال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، فائق أوزتراك، في تصريحات أمس (السبت) تعليقاً على إعلان نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتكلي أمام البرلمان قبل أيام، عن اختفاء السوريين: «أعلنوا أن هناك 122 ألف سوري مختفين وأنهم بحثوا عنهم لمدة عامين ولم يتمكنوا من العثور عليهم، وبالتالي قرروا تعليق قيدهم… إذا سألتهم سيقولون إننا ندير الدولة… ماذا نفعل يا نائب الوزير؟ فلتعثر على الـ122 ألف سوري الذين فقدتهم».
بدوره رد تشاتكلي عبر «تويتر» بالقول: «بينما كنا نتعامل مع الحريق (حريق وقع في غابات موغلا جنوب غربي تركيا واستمر 3 أيام)، أدلى أحدهم (أوزتراك)، ببيان حمل معلومات كاذبة وغير صحيحة… الدولة التركية بخير حتى إن كان هناك بعض الأزمات… هل القول إنهم توجهوا إلى أوروبا أزعجك؟».
من جانبه، قال نائب رئيس حزب «الجيد» المعارض، إن الحكومة لا تدرك حجم الخطر، أليس من الممكن أن يكون هؤلاء السوريون قد انضموا إلى تنظيمات إرهابية؟ وتساءل نائب رئيس حزب «المستقبل»، سلجوق أوزداغ: «هل هذه هي الطريقة التي تدار بها الدولة؟… أنتم حتى لستم على دراية بالخطر».
وكان تشاتكلي قد قال، أمام لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي الثلاثاء الماضي، إن 122 ألف سوري قدموا إلى البلاد وتم تسجيلهم منذ عام 2016 وليسوا موجودين رغم البحث عنهم لمدة عامين. وأضاف أنه يوجد في تركيا 3 ملايين و760 ألف لاجئ سوري، لكن هناك 122 ألف سوري تم البحث عنهم لمدة عامين دون التمكن من العثور عليهم في أي مكان، وقامت الشرطة بزيارة عناوينهم لكنهم ليسوا موجودين فيها، ولم يتصلوا بأي مؤسسة تابعة للدولة، لذا قامت الوزارة بتعليق قيدهم.
وتابع أنه في عام 2016، عبر 667 ألف سوري إلى أوروبا، وبعد الفحص والتدقيق تبين للوزارة أن كثيراً من اللاجئين غير موجودين في الوقت الحالي، موضحاً أن احتمال أن يكونوا موجودين لكن لا تعرف عناوينهم في تركيا هو صفر في المائة. وفضلاً عن أحزاب المعارضة، تسبب إعلان اختفاء هذا العدد الكبير من السوريين في موجة جدل وانتقادات للحكومة من جانب المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تحييد 5 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» شمال سوريا، والتي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لأنقرة في محافظة حلب. وقالت الوزارة، في بيان، إنه لا شمال سوريا ولا شمال العراق، آمنان لـ«الإرهابيين»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، المصنف في تركيا تنظيماً إرهابياً، في شمال العراق ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدها امتداداً له في شمال سوريا.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الداخلية التركية أن الفرق المتخصصة التابعة لها، فجرت شاحنة مفخخة تابعة للوحدات الكردية في محيط قرية الحمران بالريف الشرقي لحلب. وقالت الوزارة، في بيان أمس، إن عناصرها الأمنية تلقت، الثلاثاء الماضي، معلومات استخبارية حول ترك الوحدات الكردية سيارة مفخخة في محيط قرية الحمران الواقعة على خط التماس في منطقة عملية «درع الفرات»، لاستخدامها في أعمالها الإرهابية، وإن فرق تفكيك المتفجرات توجهت إلى المنطقة وفجرت الشاحنة بشكل محكم بعد اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة.

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.