جنرال أمريكي:الضربات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش

29
فيسبادن (ألمانيا)- قال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال راي اوديرنو، الأربعاء، إن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن بغداد ستحتاج إلى تدريب لإعادة بناء قوات برية قادرة على “ملاحقتهم واجتثاثهم”.

وبعد ثلاثة أعوام من انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أمر الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربات جوية لوقف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين حققوا تقدما سريعا هذا العام مع تلاشي وحدات القوات العراقية.

وقال أوديرنو لعدد محدود من الصحفيين في فيسبادن بألمانيا حيث يحضر مؤتمر الجيوش الأوروبية، إن “الانحياز الطائفي في الجيش العراقي وليس أوجه قصور أخرى في التدريب الأمريكي، هو الذي أدى إلى انهيار القوات العراقية أمام هجوم مقاتلي الدولة الإسلامية”.

ووصف ما حدث في العراق بأنه “محبط للغاية”، معتبرا أن الوضع “ربما كان سيصبح أفضل لو كانت القوات الأمريكية بقيت في العراق، لاننا كنا سنصبح قادرين على متابعة ما يحدث هناك عن كثب.”

وتعمل الولايات المتحدة الآن على بناء تحالف دولي واسع لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وأضاف أوديرنو الذي تولى قيادة القوات الأمريكية في العراق من 2008 إلى 2010، أن الضربات الجوية “أوقفت تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، لكن هذا لن يكون الحل النهائي”.

وتابع “يجب أن يكون لديك قوات برية قادرة على ملاحقتهم واجتثاثهم من أجل هزيمتهم وتدميرهم، ولهذا السبب يلزم التدريب، كما أن قدرتنا على تدريبهم (العراقيين) على القيام بذلك هو أمر شديد الأهمية.”

وقال أوباما الأسبوع الماضي إنه فوض بتوجيه ضربات جوية للمرة الأولى في سوريا، حيث رسخ مقاتلو الدولة الإسلامية أقدامهم في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال أوديرنو: “لا يمكن أن نسمح بوجود ملاذ آمن للدولة الإسلامية في سوريا.”

ومحاربة الدولة الإسلامية في سوريا أكثر تعقيدا، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها معادون للرئيس بشار الأسد. والتدخل في سوريا دون إذن الحكومة يمكن أن يعرض الطائرات الأمريكية للخطر بسبب الدفاعات الجوية السورية.

وقال أوديرنو إن تنظيم الدولة الإسلامية “خطر على المستوى الإقليمي، وأعتقد أنه خطر محتمل في المستقبل على أوروبا والولايات المتحدة، لذلك من المهم بالنسبة لنا أن نتعامل معه الآن بالتعاون مع شركائنا الدوليين.”

وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أثار الثلاثاء 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، احتمال قيام قوات أمريكية بدور أكبر في الحرب البرية في العراق ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، لكن البيت الأبيض شدد على أنه لن يتم نشر هذه القوات في مهمة قتالية.

وعندما سُئل أوديرنو عن تعليقات ديمبسي، قال: “إننا نجري تقييما باستمرار وسنقدم أفضل مشورة عسكرية من أجل تحقيق الأهداف التي حددناها.”

وأضاف أن الولايات المتحدة “سترحب بمساعدة دول أخرى في تدريب أفراد قوات الأمن العراقية، بمن فيهم مقاتلي البشمركة الأكراد، مشيرا إلى أن “هناك بعض الدول فيما يبدو لديها اهتمام شديد بعمل ذلك.”

وقال أوديرنو إنه “لم يتضح إن كانت قوات أمريكية خاصة ستشارك في تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة في السعودية، لكن ذلك ممكن”.

ونفى أن تكون الهزيمة الساحقة للقوات المسلحة العراقية على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية ترجع إلى عدم التدريب الكافي من جانب الولايات المتحدة.

وقال: “بمرور الوقت بنى رئيس الوزراء نوري المالكي قوات طائفية لم تعد تحظى بالقبول من جانب كل أطياف الشعب العراقي. لقد وضع قادة في أماكن غير مؤهلين لها.. ليس صحيحا أنهم لم يتلقوا تدريبا على القتال بل رفضوا القتال أصلا.”

وخلال تولي المالكي السلطة هيمنت الغالبية الشيعية على القوات المسلحة العراقية مما أقصى الأقلية السنية.

وقال أوديرنو إن “الشراكة الأمريكية مع القوات المسلحة العراقية ستتوقف على كونها أكثر تمثيلا للعراقيين.. ونحن نتطلع إلى المستقبل فإن قدرتنا على عمل شراكة معهم ستعتمد على أولئك الذين يمثلون حقا العراق ككل”.