جولة مفاوضات سورية جديدة على وقع معارك دمشق وحماة

18

تنطلق اليوم الخميس (23 مارس/ آذار 2017) جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، لكن الآمال بتحقيق أي تقدم تبقى محدودة في ظل عدم إبداء طرفي النزاع أي مرونة في مواقفهما واندلاع معارك عنيفة في دمشق وحماة.

وانتهت جولة المفاوضات الأخيرة في الثالث من الشهر الجاري بإعلان الأمم المتحدة الاتفاق على جدول أعمال «طموح» من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها «في شكل متوازٍ»، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وهي ملفات خلافية بين طرفي النزاع.

ولم تنجح الجولات السابقة التي عقدت برعاية الأمم المتحدة في جنيف منذ العام 2016 في تحقيق أي تقدم على طريق تسوية النزاع السوري الذي دخل منتصف الشهر الجاري عامه السابع متسبباً بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الأول (الثلثاء) أن كل الاطراف التي شاركت في جولة التفاوض الأخيرة أكدت الحضور إلى جنيف.

ويشارك في هذه الجولة أيضاً ممثلون عن منصتي موسكو، تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل، والقاهرة المؤلفة من شخصيات معارضة ومستقلين أبرزهم المتحدث السابق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي.

وبحسب الأمم المتحدة، سيتولى رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا استقبال الوفود اليوم وإطلاق جولة المفاوضات.

وقال مصدر غربي قريب من المفاوضات لوكالة فرانس برس إن الجولة ستكون عبارة عن «محادثات غير مباشرة»، موضحاً ان مهمة دي ميستورا «العمل على غربلة الأفكار وتدوير الزوايا» بين أطراف النزاع.

وعلى رغم الاتفاق على جدول الأعمال، لكن مهمة دي ميستورا لا تبدو سهلة وفق محللين ودبلوماسيين، في ظل عدم استعداد طرفي النزاع وخصوصاً دمشق لتقديم أي تنازلات.

إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة المسلحة تقدمت إلى منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة أمس في إطار حملة عسكرية كبيرة بغرب سورية الذي يمثل أهمية خاصة للرئيس بشار الأسد.

وبدأت الحملة التي يتصدرها متشددون أمس الأول (الثلثاء) وجاءت بعد هجوم على دمشق، إذ لايزال القتال العنيف مستمراً مما يظهر تواصل التهديد الذي يشكله مقاتلو المعارضة حتى بعد أن رجحت كفة الأسد عسكرياً في الحرب.

وانضم إلى العملية العسكرية الخاصة بحماة الجيش السوري الحر الذي كان قد وافق على الهدنة التي أبرمت بوساطة روسيا وتركيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مما يسلط الضوء على الآفاق القاتمة لمحادثات السلام المقرر أن تجري في جنيف اليوم (الخميس).

وقال مصدر عسكري سوري لـ «رويترز» أمس إن الجيش السوري يرسل تعزيزات للتصدي لتقدم المعارضة، مشيراً إلى أن فصائل المعارضة حشدت أعداداً كبيرة للعملية.

وقال قائد عسكري من المعارضة لتلفزيون «أورينت» إن المقاتلين يعتزمون فتح مزيد من الجبهات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المعارضة سيطرت على بلدات صوران التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من حماة وخطاب التي تقع على بعد عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي والمجدل التي تقع على مسافة ستة كيلومترات غربي خطاب.

وقال المصدر العسكري السوري إن هناك معارك ضارية بين الطرفين.

وتقود الهجوم جبهة «تحرير الشام» وهي تحالف من فصائل إسلامية تهيمن عليه جماعة كانت من قبل الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في الحرب الأهلية السورية. ويشارك في الهجوم كذلك قوات تعمل تحت راية الجيش السوري الحر.

وقال أحد قادة قوات الجيش السوري الحر في حديث مع تلفزيون «أورينت» المؤيد للمعارضة السورية إن الهجوم الذي بدأ (الثلثاء) كان معداً له من قبل.

وقال القائد الذي عرف في المقابلة بأنه ملازم في جيش العزة «المعركة الحمد لله معد لها منذ وقت طويل ومجهز لها الإمكانيات كافة حتى نخوض معركة طويلة الأمد».

ويأتي التصعيد في محافظة حماة بعد أن شن مقاتلو المعارضة من الغوطة الشرقية هجومين على مناطق تسيطر عليها الحكومة في جوبر في دمشق.

وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية أمس إن الجيش يخوض اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة في شمال جوبر، مشيرة إلى أن القوات الجوية تقصف مواقع المقاتلين وخطوط إمدادهم في المنطقة.

المصدر:عيون الخليج