«جيش الإسلام» يفتح معركة عدرا والرحيبة

31

في توقيت واحد شن «جيش الإسلام» هجومين في اتجاهين منفصلين، الأول نحو تل كردي بهدف الاقتراب أكثر من سجن النساء قرب عدرا، والثاني في الرحيبة ضد «جيش تحرير الشام» بحجة مبايعته لـ «داعش».
أما جنوباً، فقد حسم مقاتلو «الجيش الحر» قرارهم بإنهاء «عاصفة الجنوب»، وسط خيارات متعددة أمام إيقاف رواتبهم ومصيرهم المجهول.
وعلى الرغم من تأكيد مصادر ميدانية عدم سيطرة «جيش الإسلام» وباقي الفصائل المسلحة في الغوطة على منطقة تل كردي المحاذية لسجن النساء في عدرا، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته إلى شدة الاشتباكات في المنطقة، مع قطع الطريق الدولي دمشق – حمص بشكل كامل عند نقطة حرستا، بالتزامن مع تساقط قذائف هاون على ضاحية الأسد القريبة من الطريق.
وفيما تحدثت «تنسيقيات» المعارضة عن اقتحام تل كردي، واحتدام المعارك على أسوار السجن المركزي الذي تم إخلاء المعتقلات منه، فإن ذلك لم تعلق عليه مصادر في تلك المنطقة.
ويستبعد ناشط في الغوطة ان تتواصل المعارك أو يتم الاقتراب جدياً من السجن، وحتى السيطرة على تل كردي، عازياً الأمر لكونه ثمرة التوافق بين «جيش الاسلام» و «فيلق الرحمن».
وفي موازاة ذلك، سادت أجواء من الهدوء الحذر بلدة الرحيبة في القلمون الشرقي، إثر هجوم غير متوقع من «جيش الاسلام» على البلدة التي يتمركز فيها «جيش تحرير الشام». وتحدث إعلاميون مقربون من زهران علوش أن الهجوم جاء للقضاء على من وصفوهم بـ «الخوارج وانصار داعش»، في إشارة لـ «تحرير الشام» وقائده فراس البيطار، وهو امر نفته عدة مصادر معارضة في القلمون، مشيرة إلى ان الغاية الأساسية لعلوش هي كسر شوكة أي فصيل قد يقف ضده، لاسيما البيطار، حيث يعود الخلاف إلى ثلاث سنوات حين ارغم على مغادرة الغوطة الشرقية بعد هجوم منفرد على الزبلطاني في محيط دمشق، ثم ساءت العلاقة اثر الانسحابات المتكررة وخسارة مواقع في يبرود وقارة وعدة بلدات في القلمون الغربي قبل عام ونصف العام، قبل ان يتعرض مقاتلون من «تحرير الشام» لحاجز يتبع الى «الهيئة الشرعية» المقربة من علوش، ما دفع «جيش الاسلام» لشن هجوم واسع، مع تعزيزات من مقاتلي الشعيطات وغيرهم، بحجة ان البيطار وأنصاره قد بايعوا «داعش».
وفي الزبداني، هاجم ما يقارب 200 مسلح مواقع للجيش من جهة نقاط سونا وسرغايا والهريرة وقرى وادي بردى بهدف الوصول لنقاط عسكرية في كرم العلالي، وفتح ممر من السلسلة الشرقية عبر بلودان وصولاً للزبداني وفك الحصار عن آخر معاقل المسلحين. واشار مصدر ميداني الى تفجير عبوات خلال تقدم مسلحي «جبهة النصرة»، الذين اضطروا للانسحاب اثر فشل المعارك، ومقتل قرابة 20 عنصراً منهم.
جنوباً في درعا، وبعد سلسلة هجمات فاشلة، اعلن قادة من الفصائل انتهاء معركة «عاصفة الجنوب»، مع انتقادات لاذعة من قبل ناشطي المعارضة اثر أكثر من حملة استهدفت مدينة درعا انتهت جميعها بالفشل.
ويأتي ذلك بالتزامن مع قرار «غرفة الموك» إلغاء الرواتب لمقاتلي «الجيش الحر»، الذين باتوا أمام خيارات عديدة، بينها إعادة الالتزام بشروط العمليات الجديدة أو البحث عن فصائل أخرى تقبل بهم.
وكان لافتاً ما أشار له مصدر مقرب من «الجيش الحر» عن اقتراح تقدم به قادة في «أحرار الشام» لدمجهم في فصيل عسكري جديد يتبع مباشرة لـ «الأحرار»، ويشمل كل مجموعات «الحر» من «جيش اليرموك» إلى «فلوجة حوران» و «الجيش الأول» و «ألوية المعتز»، من دون أن يضم «جبهة النصرة». وأضاف إن «شرطاً إضافيا قد وضعه الأحرار، ويتمثل في استبعاد غالبية قادة الحر الحاليين»، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول جدية مشروع «أحرار الشام» وربطه بالداعمين في الأردن والسعودية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحركة السلفية ذات علاقات وطيدة بالأتراك أكثر من باقي الدول.

 

المصدر: السفير