جيفري يكشف سراً أخفاه عن ترامب بشأن سوريا

42

جيفري: أخفينا عن ترمب عدد قواتنا الحقيقي في سوريا

قال إن العدد الفعلي للقوات العسكرية الأميركية في شمال شرقي سوريا هو “أكثر بكثير” من 200 جندي الذين وافق ترمب على بقائهم في سوريا عام 2019

خبر مفاجئ كشفه المبعوث الأميركي إلى سوريا المستقيل، جيمس جيفري، حيث أعلن أنه وزملاءه أخفوا عن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، العدد الحقيقي للقوات الأميركية الموجودة في شمال شرقي سوريا.

وقال جيفري: “دائماً ما كنا نتحايل ونراوغ لئلا نكشف لقياداتنا عن حقيقة عدد القوات التي نملكها هناك في أرض الواقع”، لافتاً إلى أن العدد الفعلي للقوات العسكرية الأميركية في شمال شرقي سوريا هو “أكثر بكثير” من 200 جندي الذين وافق ترمب على بقائهم في سوريا عام 2019، وفق ما نقل عنه موقع Defense One الخميس.

يذكر أن ترمب كان أعلن في أكتوبر من العام الماضي الانسحاب الجزئي من شرق الفرات، الأمر الذي فتح الباب لتركيا لشن عملية عسكرية بالتعاون مع فصائل سورية معارضة لتأسيس منطقة “نبع السلام” بين تل أبيض ورأس العين. وكانت تلك المرة الثانية التي يقول ترمب إنه يريد الانسحاب من سوريا. وفي عام 2018، ثم مرة أخرى في أكتوبر 2019، عندما شرعت إدارة ترمب في تكرار أمر انسحاب القوات الأميركية، أعلن ترمب نجاحه الساحق في هزيمة “داعش”، بيد أنه وفي كل مرة، كان على قناعة حقيقية بضرورة ترك قوة عسكرية أميركية متبقية في الداخل السوري، لا سيما مع استمرار أعمال العنف والقتال.

وبالنسبة إلى جيفري، كانت تلك الخطوة الأكثر إثارة للجدل على مدار خدمته الطويلة في الحكومة الأميركية والتي بلغت نحو 50 عاماً حتى الآن، إذ أسفر ذلك القرار، الذي اتخذ للمرة الأولى في ديسمبر 2018، عن استقالة وزير الدفاع الأميركي الأسبق جيم ماتيس من منصبه. ثم دفع جيفري، الذي كان يشغل منصب المبعوث الأميركي الخاص بترمب إلى سوريا وقتذاك، إلى شغل منصب المبعوث الأميركي الخاص بالحرب على تنظيم “داعش”، لا سيما عندما أدى قرار ترمب إلى استقالة بريت ماكغورك المبعوث الخاص الأسبق إلى سوريا قبل جيفري.

“5 حجج مقنعة”

إلى ذلك اعتبر أن “تلك الحادثة كانت أقل خطورة بكثير مما أشيع عنها، غير أنها تعد في نهاية المطاف قصة من قصص النجاح المعتبرة التي انتهت بمواصلة انتشار وعمل القوات الأميركية داخل سوريا، الأمر الذي حرم روسيا والنظام السوري من المكاسب الإقليمية المحققة حتى ذلك التاريخ، فضلاً عن الحيلولة دون معاودة شراذم “داعش” ترتيب الصفوف وإعادة التنظيم إلى سابق عهده”، وفق “الشرق الأوسط”.

كما أضاف: “أي انسحاب سوري تتحدثون عنه؟ لم يكن هناك انسحاب للقوات من سوريا على الإطلاق. بعد الهدوء النسبي الذي شهدته الأوضاع في شمال شرقي البلاد إلى درجة ما بعد هزيمة داعش، كان الرئيس ترمب ميالاً إلى سحب القوات. وفي كل حالة، كنا نضطر إلى طرح خمس حجج مقنعة على الأقل لتبرير أسباب الحاجة إلى بقاء القوات الأميركية في أماكنها هناك. ولقد نجحنا كل مرة في تحقيق ذلك. هذه هي القصة الحقيقية”.

ويعتقد جيفري أن ترمب قد نجح في إيجاد شكل من أشكال “الجمود” السياسي والعسكري في عدد من النزاعات الهادئة والمشتعلة المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي أسفر عن وضع كان هو أفضل ما يمكن لأي إدارة أميركية أن تأمل في تحقيقه في خضم تلك المنطقة المتسمة بالتقلبات الشديدة والفوضى المستمرة.

نصيحة لبايدن

كما أوضح أن “فرض حالة الجمود، وعرقلة التقدم في بعض الأحيان، مع الاحتواء قدر الإمكان في أحيان أخرى ليست بالأمر السيئ البتة”.

ورداً على سؤال بشأن الكيفية التي سيقدم بها المشورة إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن عندما تتولى مقاليد الأمور، قال إنه سيحث بايدن على مواصلة المسار الذي اعتمده فريق ترمب من قبله، لافتاً إلى أن “هناك بعض الأمور التي سيرغب فريق بايدن في التراجع عنها فوراً لكن فوق كل شيء، ينبغي ألا تحاول الإدارة الجديدة العمل على “تحويل” الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. ولا تبذل الجهد في وهم تحويل سوريا إلى الدنمارك. الجمود الراهن يساوي الاستقرار في تلك القضية الشائكة”.

المصدر: قناة العربية