حزب الله تنظيم إرهابي

26
سقط الإرهابي السعودي أحمد المغسل (التابع لتنظيم حزب الله الإرهابي فرع السعودية) في قبضة العدالة السعودية، وذلك في عملية أمنية واستخباراتية بالغة الدقة والتعقيد، جاءت بعد تسعة عشر عاما من المتابعة والملاحقة، كان فيها المجرم المطلوب يتنقل بهويات مزورة بين مناطق نفوذ الدولة الإيرانية التي تكفلته وتولت حمايته، فتارة استقر في إيران وتارة في سوريا، وتارة في لبنان بحكم زواجه من سيدة لبنانية، ووجود رأس التنظيم الإرهابي فيها: حسن نصر الله نفسه. ومسلسل المطلوبين في تفجير الخبر الإرهابي، الذي كان وراء التخطيط له أحمد المغسل نفسه، لم ينتهِ بعد فلا يزال هناك ثلاثة مطلوبين آخرين هم: علي الحوري وإبراهيم اليعقوب وعبد الكريم الناصر، وهم جميعا أعضاء في تنظيم حزب الله الإرهابي، والمنطق يقول إنهم موجودون في إمكان نفوذ إيران سواء في إيران نفسها أو داخل أحد مواقع نفوذ تنظيم حزب الله نفسه لأن إيواء المطلوبين قضائيا والملاحقين قانونيا والمنفذين لعمليات إرهابية اليوم يقبعون فعليا في حماية حزب الله، تماما مثلما هو حاصل مع المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. كل يوم يظهر دليل جديد على حجم شبكة الإرهاب التي ترعاها إيران في المنطقة تحت مظلة تنظيمها الإرهابي الذي ترعاه المسمى حزب الله.
الكويت التي ذاقت الأمرّين من دسائس وخطط حزب الله، كاد في إحداها أن يدفع أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الصباح حياته ثمنا لذلك، بعد نجاته بأعجوبة من عملية إرهابية نفذها عميل حزب الله الإرهابي المجرم عماد مغنية، كذلك قام التنظيم نفسه بخطف إحدى طائرات الخطوط الكويتية، بالإضافة إلى كثير من المحاولات والخلايا الإرهابية التي تم الكشف عنها، والبحرين عانت ولا تزال تعاني من التهديد والعمليات الإرهابية التي يتم تدريب الأفراد القائمين عليها في معسكرات التنظيم الإرهابي نفسه. وسلسلة مصائب حزب الله لا تتوقف هنا، بل تمتد لتشمل وجودا خطيرا في غزة والعراق ومصر وسوريا واليمن والسودان والإمارات العربية المتحدة بأشكال مختلفة، ولكنها جميعها تشكل تهديدا أمنيا لا يمكن الاستخفاف به، ويدعم مشروع تصدير الثورة الإيراني نفسه. بعد الاتفاق النووي بين النظام الإيراني والغرب سقط مشروع المقاومة الذي كان شعارا مرفوعا لسنوات، فالاتفاق النووي «يمنع» الاعتداء العسكري من قبل إيران وعملائها على إسرائيل، وعليه فالتفرغ الإيراني سيكون لإحداث مزيد من القلاقل والاضطرابات الأمنية في العالم العربي لإيجاد أكبر رقعة ممكنة لمشروعها، وتمكين التمدد الجغرافي فيه.
كم كان تفجير الخبر على درجة كبيرة من التشابه مع التفجير المهول في لبنان، الذي أودى بحياة رئيس وزرائه رفيق الحريري، نفس الأسلوب ونفس الطريقة ونفس الأدوات، وطبعا نفس الجهة المنفذة. حزب الله ليس فقط تنظيما إرهابيا، ولكنه سرطان مدمر ينهش في الدول التي يدخل فيها ليدمرها من الداخل، ولعل العجز المهول الذي أصاب الدولة في لبنان، وجعلها لأكثر من سنة بلا رئيس وبرلمان عاجز وحكومة مشلولة غير قادرة على إزالة النفايات من الشوارع، نتيجة ابتزاز التنظيم الإرهابي للدولة وللشعب في لبنان.
وفي مشهد معبر جدا عن المقصود، أوقف الأمن العام اللبناني سيارة إسعاف لجرحى من سوريا أصيبوا في تفجير إرهابي، بينما نفس الأمن العام يسمح بمرور مرتزقة ميليشيا تنظيم حزب الله الإرهابي للخروج والقتال في سوريا أو السماح بإدخال مسؤولي النظام المجرم للعلاج في لبنان.
أحمد المغسل ما هو إلا اسم جديد في قائمة طويلة وقذرة من أسماء إرهابيي حزب الله، الذي آن التعامل معه على أنه تنظيم إرهابي وإدراجه على أنه كذلك.
حسين شبكشي
المصدر: الشرق الاوسط