حـــدث الساعـــة.. سوريا .. سنة خامسة حرب!

25

تدخل الحرب في سوريا سنتها الخامسة دون ان تلوح في الافق بوادر تسوية سياسية لإيقاف حمام الدم النازف من جسد السوريين الذي عطل قدرات الشعب وحشره في زوايا ضيقة من المعاناة وهدر الطاقات .
ومن المعروف أن الحرب المتواصلة والمدمرة في هذا البلد الشقيق قد تركت ظلالاً كئيبة على مجمل الحياة وبخاصة في اوجهها الإنسانية ، حيث هناك ملايين المشردين في دول الجوار الجغرافي ، فضلاً عن ان هناك ضعف اعداد هؤلاء النازحين الى غير ديارهم.
وحسب التقارير الاممية فإن اكثر من 17 مليون طفل سوري يعانون من عدم الحصول على طعامهم وهناك الملايين ممن فقدوا مساكنهم او مصادر أرزاقهم .
وتأتي وثالثة الاثافي ــ كما يقال ــ مؤكدة  بأن اكثر من مائتي الف قتيل قد سقطوا في هذه الحرب العبثية.. ونحو مليون مصاب ، فضلاً عن آلاف المختفين في دوامة هذا الصراع .
ولاشك أن إطالة امد هذه الحرب المأساوية سوف تترتب عليها اعباء اضافية على السوريين وشعوب المنطقة ،ما لم تكن هناك ثمة مبادرة حقيقية من كافة الاطراف الداخلية والخارجية للقبول بتسوية مرضية تعمل فوراً على ايقاف هذا النزيف في الجسد السوري الذي يدخل عامه الخامس على التوالي بنفس الوتيرة من احتدام الصراع الذي لن يكون فيه منتصرً مهما استبد بالنظام او المعارضة نشوة النصر في استباحة دماء السوريين .
وفي هذا الصدد يرشح المراقبون بأن تكون تصريحات وزير الخارجية الامريكي الاخيرة بشأن التفاوض مع الرئيس الاسد لإيجاد حل عادل وشامل للقضية السورية ــ رغم انتقادات حلفاء واشنطن ــ ان تكون هذه التصريحات مؤشراً جديداً على تغيير السياسية الامريكية والاتجاه الى نزع فتيل الحرب التي تقودها التنظيمات الارهابية بتعزيز وتيرة الأداء الدبلوماسي بما في ذلك كسر القوالب الجامدة التي تعاملت مع القضية السورية طيلة الفترة المنصرمة بنضرة احادية الجانب تعتمد خيارات القوة لفرض واقع جديد داخل سوريا مع الاسف الشديد .
واخيراً فإنه وعلى الرغم من مشهد الاحتراب داخل هذا البلد بالنظر الى امتداداته الجغرافية مع العراق واتساع نطاق تداعيات الحرب الخطيرة على الامن الاستراتيجي العربي فإن البعض لازال يعلق آمالاً كبيرة حول امكانية ان يحمل العام الخامس من هذه الحرب العبثية خارطة لمحاصرتها على الارض في ظل نظام اقليمي بدت ملامحه تتشكل رويداً رويدا .

 

عبتس غالب

صحيفة الثورة