حوار السوريين في القاهرة يغرق في الخلافات

26

قبل أيام من انعقاد «منتدى موسكو» الذي يُفترض أن يجمع معارضين سوريين بممثلين عن نظام الرئيس بشار الأسد، جمعت القاهرة أمس شخصيات سورية تمثل تيارات المعارضة المختلفة في لقاء يُتوقع أن ينتهي، في حال نجاحه، بإعداد وثيقة تتضمن تصور المعارضة لـ «خريطة طريق» لمستقبل سورية.

وغرق المجتمعون في الخلافات وفي مناقشة التفاصيل، وإذا كان أعضاء «الائتلاف الوطني» قد حضروا في شكل «رسمي» أو «رمزي». وقال الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني» المعارض هادي البحرة، إن حوار القاهرة «سوري- سوري»، لا يحتاج إلى أي دعم دولي، وإنه مهمة وطنية على السوريين أنفسهم القيام بها، معرباً عن أمله بأن يكون هذا الحوار تمهيداً وأساساً يُبنى عليه لأي مؤتمر دولي حول القضية السورية. (المزيد)

وكان متوقعاً أن تستضيف لندن اجتماعاً أمس لـ «النواة الصلبة» لمجموعة أصدقاء الشعب السوري (11 دولة)، على هامش المؤتمر الدولي الذي بحث التصدي لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في كل من العراق وسورية. لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اكتفى بالإشارة، في المؤتمر الصحافي الختامي للمؤتمر، إلى أن بلاده تنسق في مجال الاستخبارات مع أجهزة الأمن في رومانيا وبلغاريا، بوصفهما محطتين أساسيتين يسلكهما المتطوعون الأجانب الذين يلتحقون بتنظيم «داعش» في سورية عبر الأراضي التركية. أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فقال رداً على سؤال إن بلاده ليس لديها «أي مشكلة» في امتناع بريطانيا عن المشاركة في ضربات التحالف ضد «داعش» في سورية، لافتاً إلى أن هذا التحالف يضم خمس دول عربية تشارك كلها في الحملة.

في غضون ذلك، يتوقع ان يستمر اجتماع المعارضين في القاهرة يومين. وطغت الخلافات على اللقاءات التي جرت امس، ما دفع الفنان السوري جمال سليمان الذي قدم نفسه بوصفه شخصية «مستقلة» إلى القول: «إننا لا نملك رفاهية الاختلاف»، داعياً أطراف المعارضة إلى توحيد الصف والخروج «برؤية موحدة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية»، ومن أجل أن تكون هناك رؤية موحدة «للقضاء على حكم الاستبداد».

وكان المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مجلس مستقل من ديبلوماسيين سابقين ورجال فكر وأعمال، دعا المعارضة السورية بمختلف أطيافها إلى «حوار صريح» حول حل الأزمة السورية. وقال رئيس المجلس السفير محمد إبراهيم شاكر في الجلسة الافتتاحية إن الاجتماع يضم كوكبة من الشخصيات الوطنية السورية، وعبّر عن الأمل في فتح المجال أمامهم للتوافق حول رؤية وطنية في شكل مستقل وبعيداً من أي ضغوط، بهدف تمكينهم من طرح «مشروع سياسي وطني لمستقبل سورية». واستغرقت الجلسة الافتتاحية نحو 10 دقائق، وتقرر تحويل الجلسات إلى مغلقة.

وشهدت أروقة المجلس في ضاحية المعادي جدلاً وخلافات حول الجهات والشخصيات المشاركة وطبيعة الدعوة التي وجهت إليها. وأصر مشاركون من «الائتلاف» على أنهم يحضرون بصفتهم الشخصية. ونقلت «فرانس برس» عن محمد حجازي رئيس «فرع الوطن العربي» في «هيئة التنسيق» إن «الغرض من المؤتمر مناقشة موضوع الذهاب للقاء موسكو وتوحيد الرؤية السياسية للمعارضة السورية وتشكيل لجنة سياسية للتحضير لصياغة هذه الرؤية وإنشاء صندوق وطني لتعزيز تنفيذ هذه الرؤية السياسية».

ميدانياً، تواصلت المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة على مختلف الجبهات. ففي محافظة حلب، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن الطيران المروحي للنظام ألقى ثلاثة براميل متفجرة على منطقة الملاح شمال حلب، بالتزامن مع قصف لقوات النظام بعدة قذائف وبصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، على أماكن في الملاح، ترافق مع اشتباكات عنيفة على محاور حندرات والملاح وسيفات شمال حلب، بين قوات النظام مدعمة بـ «قوات الدفاع الوطني» و»لواء القدس» الفلسطيني ومقاتلين من «حزب الله» ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وافغانية من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة «انصار الدين» و»جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، وأنباء عن تقدم للكتائب المقاتلة والإسلامية والنصرة وانصار الدين على عدة محاور.

في غضون ذلك، ذكر «المرصد» أنه تلقى نسخة من شريط مصور يُظهر مقاتلين يحتجزون 11 رجلاً قالوا إنهم «من شبيحة الأسد ومرتزقة حزب الله اللبناني» ويعدمون واحداً منهم بالرصاص بعدما قالوا إن النظام رفض عرضاً لمبادلتهم بمحتجزين لديه. وعرض المقاتلون مبادلة العشرة الباقين وإلا فسيتم البدء بإعدامهم على دفعات.

 

المصدر : الحياة