حوالي 3180 مدني ضمن أكثر من 11200 شخصاً قتلهم التحالف الدولي خلال 43 شهراً من عملياته في سوريا

20

تستمر قوات التحالف الدولي بتنفيذ ضرباتها الجوية والصاروخية على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومناطق أخرى في الأراضي السورية، موقعة المزيد من الخسائر البشرية، إذ لم يوقف تقلص نطاق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى نحو 3% من الأراضي السورية، التحالف الدولي عن قتل المزيد من المدنيين السوريين، فخلفت غاراته مزيداً من الشهداء من الأطفال والمواطنات، ليبقى المدنيون السوريون ضحايا للقصف الجوي من التحالف الدولي، وصولاً إلى طائرات النظام مروراً بالطائرات الروسية، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 43 من عمليات التحالف الدولي، استشهاد ومقتل 83 شخصاً هم 8 مدنيين، و61 على الأقل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، و14 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ليرتفع بذلك عدد من وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام الفائت 2014، وحتى اليوم الـ 26 من آذار / مارس من العام 2018، إلى 11208 شخصاً استشهدوا وقضوا وقتلوا جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية، وأسفرت هذه الضربات المكثفة عن إصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لإعاقات دائمة وبتر أطراف، مع تدمير مبانٍ وممتلكات مواطنين ومرافق عامة.

 

ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 2980 شهيداً مدنياً سورياً ، بينهم 708 أطفال دون سن الثامنة عشر، و525 مواطنة فوق سن الـ 18، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، بينهم 58 شخصاً ضمنهم 6 أطفال ومواطنة و19 لا يزالون مجهولي الهوية في ضربات استهدفت مركز دعوي في قرية الجينة بريف حلب الغربي، وأكثر من 64 ضمنهم 12 طفلاً استشهدوا في قصف لطائرات التحالف على منطقة التوخار بريف منبج الشمالي، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، ليل الخميس – الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، بقرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وتوزع الشهداء على الشكل التالي:: 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.

 

و154 شخصاً من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” هم 68 طفلاً دون سن السادسة عشر، و57 مواطنة و29 رجلاً قضوا في ضربات للتحالف الدولي على مبنى في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، و42 سجيناً استشهدوا جراء ضربات للتحالف الدولي على منزل أبو عبد الله النعيمي وهو قيادي سابق في جبهة النصرة “تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، والذي أعدمه تنظيم “الدولة الإسلامية” سابقاً واستولى على منزله، وحوله إلى سجن يتبع للجهاز الأمني للتنظيم، ليحوله إلى قسمين رئيسيين أحدهما خاص بالسجناء المدنيين، والقسم الثاني يخص السجناء من عناصر التنظيم، وزوجة قيادي مع 4 من أطفالها، في قصف لطائرات حربية تابعة للتحالف على منطقة دابق بريف حلب الشمالي، وزوجة قيادي كازخي قضت بضربات على ريف دير الزور

 

كذلك قتل 7550 على الأقل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو عمر الشيشاني القيادي العسكري البارز وأبو الهيجاء التونسي وأبو أسامة العراقي “والي ولاية البركة” وعامر الرفدان “الوالي السابق لولاية الخير” والقيادي أبو سياف وأبو جندل الكويتي وأبو سفيان العمراني وأبو حذيفة الأردني.

 

كما لقي ما لا يقل عن 141 مقاتلاً من جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف العربي – الدولي وغارات لطائراته، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي وأبو الأفغان المصري

 

فيما قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب، كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ناحية معدان بريف مدينة الرقة.

 

كذلك قتل إعلامي في وكالة إعلامية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” جراء ضربات نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي على مناطق في قرية تل بطال بريف حلب الشمالي.

 

في حين قتل التحالف الدولي 154 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، باستهدافها لكتيبة المدفعية ومواقع أخرى في جبل الثردة في محيط مدينة دير الزور، ولمطار الشعيرات العسكري بريف حمص ولمنطقة قرب التنف في البادية السورية ولمناطق في ريف دمشق وريف حمص ومحيط العاصمة دمشق

 

و157 من المجموعات الجهادية قضوا في القصف من قبل الطائرات التابعة للتحالف الدولي على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، من بينهم عشرات القياديين البارزين والميدانيين و”الجهاديين العالميين”.

 

كما قتل 12 على الأقل من قياديي وعناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في قصف لطائرات مجهولة لا يعلم ما إذا كانت تابعة للتحالف الدولي، على منطقة جملة المحاذية للحدود مع الجولان السوري المحتل، وأماكن أخرى في حوض اليرموك بالريف الغربي لدرعا

 

ونعتقد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنَّ الخسائر البشرية، في صفوف عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” وفصائل إسلامية أخرى، هي أكبر من العدد الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى الآن، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الأطراف المستَهدَفة على خسائرها البشرية.

 

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استشهاد نحو 3180 مدني بينهم أكثر من 1360 طفلاً ومواطنة في ضربات التحالف الدولية الجوية والصاروخية على مناطق سورية عدة، نستنكر مجدداً وبشدة صمِّ التحالف الدولي آذانه عن دعوات المرصد السوري المستمرة، لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، كما نجدد في المرصد السوري تذكيرنا وتحذيرنا للتحالف الدولي، بوجوب توخي الحذر خلال الضربات الجوية التي تنفذها طائراتها، وعدم استهداف المدنيين نهائياً، تحت أي ذريعة كانت، فوجود أي عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من “المجموعات الجهادية” في منطقة مدنية، لا يبرر ولا بأي شكل قصف هذه المنطقة، لأن الشعب السوري لا ينقصه الموت، حتى يتم استهدافه بمزيد من الطائرات الحربية والمروحية والمسيرة من دون طيار، فقد استشهد وجرح وشرد من أبناء هذا الشعب الملايين نتيجة القصف الذي استهدف مناطق تواجدهم، فيما يواصل المجتمع الدولي صمته المرعب، تجاه آلام الشعب السوري وآماله في الوصول إلى دولة العدالة والمساواة والديمقراطية والحرية، وتقديم قتلتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا هم وآمريهم والمحرضين عليهم عقابهم.