حياة عناصر النظام تحت الحصار: أنفاق وأوكار وخنادق… وأراكيل

27

اظهر تقرير تلفزيوني الحياة اليومية التي كان يعيشها ضباط الجيش النظامي وعناصره في معسكري وادي الضيف والحامدية في شمال غربي البلاد، اللذين سيطرت عليهما فصائل اسلامية قبل ايام. وتضمن التقرير، الذي بثته قناة «السوري الحر» المعارضة، وجود أنفاق وأوكار ودشم عسكرية، اضافة الى أراكيل وأجهزة هواتف وأوراق اللعب في غرفة قائد معسكري وادي الضيف.

ويقع تجمّع معسكري وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان بين ادلب وحلب شمالاً وحماة في الوسط، حيث يمتدان على مسافة 13 كيلومتراً وبعرض ثلاثة كيلومترات. وكانا يضمان 40 نقطة عسكرية وحوالى 1500 ضابط وعنصر من القوات النظامية، اضافة الى خمسين آلية ودبابة.

وكان مقاتلو المعارضة حاصروا المعسكرين لنحو سنتين، وصدت قوات النظام محاولات عدة لاقتحامهما، لكنهما بقيا معزولين في منطقة تخضع لسيطرة المعارضة، ما دفع النظام الى ايصال المساعدات الغذائية والعسكرية عبر مروحيات ترمي الامدادات بمظلات الى داخل المعسكرين، الى ان شنت «جبهة النصرة» و «احرار الشام» هجوماً عليهما أسفر عن السيطرة الكاملة على أبرز موقعين للقوات النظامية في ريف ادلب.

ويضم وادي الضيف خمسة حواجز أساسية، تشكلت من انسحاب 45 حاجزاً من قرى صهيان وكفر باسين والصالحية وحيش بعد هجوم قوي شنّه «الثوار» قبل أشهر، وتمركزت في حواجز وادي الضيف الأساسية، وهي الزعلانة والضبعان والفجر والصحابة وتلة السواد. وتعتبر الكتلة الأكبر والأكثر صعوبة وانتشاراً هي تجمع الحامدية، الذي يتصل به تجمع بسيدا وتجمع معرحطاط والتجمع القديم والتجمع الجديد، حيث تضم تلك التجمعات أكثر من 30 حاجزاً. وكان قائد عمليات المعارضة قال في فيديو، إن المعارك بدأت قبل شهر ونصف الشهر بـ «الرصد وضرب الدشم والقنص والكمائن وخطف عساكر وضباط النظام من الداخل» إلى أن جرى إرسال 800 «انغماسي» في المعسكرين.

وعرض التقرير صوراً لبعض الدبابات والآليات المدمرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اول من امس أن مقاتلي «جبهة النصرة وفصائل إسلامية استولوا على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتهم على معسكري وادي الضيف والحامدية وقريتي بسيدا ومعرحطاط».

وجال مقدم التقرير في داخل معسكر وادي الضيف، بدءاً من «وكر كان يختبئ به الجرذان تجنباً لضربات المجاهدين». وأظهرت اللقطات صور خنادق كان يتنقل فيها العناصر والضباط من نقطة الى اخرى، اضافة الى متاريس ودشم محصنة. وقال احد عناصر «النصرة» في الفيديو ان «النصر مهدى الى اسر الشهداء الذي سقطوا بقصف المدافع التي كانت تستهدف اهالي ريف ادلب ومدينة معرة النعمان»، لافتاً الى حاجز السماد الذي كانت تطلق منه القذائف يومياً.

وتضمن التقرير صوراً لـ «مقر القيادة»، وهو عبارة عن غرفة تحت الارض، بنيت فيها جدران اسمنتية سميكة. وقال المذيع انها «كانت لضابط برتبة عميد كان يسكن في هذا الوكر. هنا كانت غرفة العمليات»، مشيراً الى وجود «اجهزة الهواتف وغيرها ودورات المياه واراجيل وجهاز تلفزيون». ثم قال المذيع بعد خروجه من الغرفة: «اصبت بضيق بالتنفس، حتى الجرذان تختنق».

إلى ذلك، قال «المرصد» ان «جبهة النصرة وفصائل إسلامية استولت على نحو مليوني ليتر من الوقود في معسكر وادي الضيف، عقب سيطرتها عليه منذ نحو 5 أيام، على المعسكر بعد اشتباكات عنيفة وفرار قوات النظام إلى بلدة مورك في ريف حماة الشمالي»، مضيفا: «حاولت قوات النظام استهداف خزانات الوقود وتدميرها بقصف من مقاتلاتها الحربية، إلا أنها لم تتمكن من ذلك بسبب تحصين الخزانات».

 

المصدر : الحياة