خروج نحو 130 مرتزق من سوريا إلى تركيا تمهيدًا لنقلهم إلى ليبيا والمخابرات التركية تطلب من قادة الفصائل الموالية تجهيز عناصر لنقلهم إلى ليبيا في حال الطلب

27

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الفصائل الموالية لتركيا والمتواجدة في منطقتي “غصن الزيتون ودرع الفرات” أرسلت نحو 130 مرتزق إلى تركيا يوم أمس، تمهيدًا لنقلهم إلى ليبيا، كما طلبت المخابرات التركية طلبت من قادة الفصائل الموالية لها، أن يبقوا العناصر على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة لنقل دفعات جديدة منهم إلى ليبيا في حال الطلب، بالتزامن مع ذلك يتم التجهيز لإعادة 140 مرتزق من ليبيا إلى تركيا لنقلهم إلى سوريا خلال الساعات القادمة، يأتي ذلك بعد يومين من إعادة 300 من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا من ليبيا إلى سوريا، وسط أنباء عن بدء الفصائل الموالية لأنقرة بتسجيل أسماء عناصر جديدة لنقلهم إلى ليبيا براتب شهري قدره 500 دولار أمريكي إلا أن العملية تقتصر حاليًا على تسجيل الأسماء فقط.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار أمس الأول، إلى عودة أولى دفعات مرتزقة الفصائل الموالية للحكومة التركية من ليبيا، حيث وصلت طائرة على متنها نحو 300 مرتزق من الجنسية السورية نحو تركيا ومنها جرى نقلهم إلى سورية، وذلك في إطار عملية إخراج القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
يأتي ذلك في ظل الاجتماع المرتقب اليوم للتباحث الدولي في جنيف حول ملف المرتزقة في ليبيا.
المرصد السوري نشر أمس، أن “مرتزقة” الفصائل الموالية للحكومة التركية، لا يزالون يمكثون ضمن ثكناتهم العسكرية في القواعد التركية على الأراضي الليبية، بل على العكس من ذلك فقد شهدت الأيام القليلة الفائتة خروج نحو 90 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة من مناطق نفوذ الأتراك في عفرين نحو ليبيا، مقابل عودة عدد مماثل من هناك إلى سورية، في عملية تبادل اعتيادية.
يأتي ذلك على الرغم من المطالبات الدولية المتكررة بضرورة خروج جميع “القوات الأجنبية” من الأراضي الليبية والتركيز الإعلامي الكبير على ملف هؤلاء المرتزقة ولاسيما من قبل المرصد السوري، إذ يأمل المرصد السوري بخروج سريع لجميع السوريين الذين تحولوا إلى أدوات بيد الحكومة التركية من الأراضي الليبية وعودتهم الفورية إلى سورية بأسرع وقت ممكن، وإيقاف استخدام السوريين كـ مرتزقة من قبل حكومة أردوغان، والجانب الروسي أيضاً، إذ أفادت مصادر ضمن المرتزقة الروس “فاغنر”، بأن الشركات الأمنية الروسية لا تزال تحتفظ بهم في ليبيا.
وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادت، قبل أيام، أنه لم يتم سحب أي مقاتل من المرتزقة السوريين المتواجدين في العاصمة الليبية، ومن المرجح أن تكون عملية الانسحاب “إعلامية وهمية” إذا لم تكن هناك جهات دولية تراقب عملية سحب المرتزقة وإعادتهم إلى سوريا عبر تركيا، وذلك غرار عملية سحب المرتزقة التي كانت مقررة في آذار/مارس والتي كانت وهية آن ذاك.
المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر الأمس، تحضيرات تجري لإعادة دفعة من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا المتواجدين ضمن معسكرات في العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام القادمة، وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن قادة المجموعات والفصائل بإيعاز من “المخابرات التركية” طلبت من نحو 2000 عنصر البدء بتجهيز أمتعتهم من أجل إرسالهم إلى سوريا، في ظل الاتفاق الليبي – الليبي وسير العملية السياسية في ليبيا، ويبلغ تعداد المرتزقة السوريين من مختلف فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا والمتواجدين في الأراضي الليبية نحو 7000 عنصر من حملة الجنسية السورية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر في الـ 6 من سبتمبر/أيلول الحالي، بأن قيادات الفصائل الموالية لأنقرة المتواجدة على الأراضي الليبية، بدأت بتسليم المقاتلين التابعين لهم لرواتبهم الشهرية بعد الاستياء الكبير والتمرد الواسع من قبل “المرتزقة” هناك في الآونة الأخيرة، والذي جاء بعد تخفيض رواتبهم وسرقة القيادات لقسم منها، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القيادات حاولوا كسر التمرد بتسليم الرواتب التي تقدر بنحو 2500 ليرة تركي أي ما يعادل نحو 300 دولار أميركي، كما أن هناك فصائل كالسلطان مراد وفرقة المعتصم هددوا عناصرهم في ليبيا بالتضييق على ذويهم ضمن منطقة “غصن الزيتون” وطردهم من المنازل المقيمين فيها، في حال استمروا بالعصيان ولم يقبلوا بالوضع الراهن.
المرصد السوري أشار في 30 آب الفائت، إلى استياء واسع وحالة من التمرد تسود أوساط مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا داخل معسكراتهم في العاصمة الليبية طرابلس، بسبب قيام قيادات الفصائل بتخفيض الرواتب المخصصة لهم إلى 2500 ليرة تركية كل شهر أي ما يعادل الـ 300 دولار شهريًا، ويتم إعطاء الرواتب كل أربعة أشهر، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عشرات العناصر رفضوا خلال الأيام السابقة الالتحاق بدروس التكيتك والرياضة الصباحية احتجاجًا على تخفيض رواتبهم واتهامهم لقادات الفصائل بسرقتها، بالإضافة إلى منعهم من الإجازات، حيث يفرض قادة الفصائل الموالية لتركيا على العناصر الراغبين بأخذ إجازات والنزول إلى سوريا مبلغ مالي قدره 1000 دولار أمريكي.
وفي الـ 14 من آب/أغسطس، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل الموالية لتركيا تُهرب مقاتلين أوروبيين من أصول مغاربية عن طريق ترحيلهم مع المرتزقة السوريين قبل الوصول إلى بلادهم.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري، فإن “أبو عمشة” قائد فرقة السلطان سليمان شاه الموالية ولاءًا مطلقًا للمخابرات التركية، نقل 5 أشخاص جهاديين من أصول مغاربية مستغلًا عمليات نقل وتبديل دفعات المرتزقة السوريين في ليبيا، فيما لا يزال هناك 9 جهاديين آخرين يحضر لنقلهم في الدفعات القادمة، على اعتبار أنهم من المرتزقة السوريين.
وأشار المرصد السوري في وقت سابق إلى أن نحو 10 آلاف جهادي غالبيتهم من جنسية تونسية خرجوا العام الفائت من الأراضي السورية إلى ليبيا.