خلال أقل من 4 أشهر.. 7 استهدافات لطائرات التحالف الدولي على مواقع وشخصيات من “المجموعات الجهادية” في كل من حلب وإدلب

73

شهدت كل من محافظتي حلب وإدلب في الآونة الأخيرة تصاعداً في عمليات التحالف الدولي ضد التنظيمات الجهادية المتواجدة بكثرة في مناطق بإدلب وحلب وعلى رأسها تنظيم “حراس الدين”، حيث توالت الضربات التي استهدفت شخصيات ضمن تلك المجموعات في الفترة من أواخر شهر أيار – مايو إلى منتصف شهر سبتمبر من العام الحالي 2020.

ووفقًا لما رصدته مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغ إجمالي هذه الضربات في إدلب وحلب خلال هذه الفترة 7 ضربات، حيث تم تكثيف الهجمات خلال شهري يونيو ويوليو 2020، وفي التفاصيل التي واكبها المرصد السوري، فإن بداية التصعيد كان بتاريخ الـ 21 من شهر أيار-مايو من العام الجاري، حيث قامت طائرة مسيرة تابعة لـ”التحالف الدولي” بقصف سيارة على طريق الشيخ إسكان في ريف جنديرس شمال غرب حلب، مما أسفر عن مقتل قيادي سابق في تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي كان يتواجد باستمرار بين مناطق إدلب وناحية جنديرس بريف عفرين، كما احتجزت القوات التركية شخص أصيب في الحادث ذاته.

ذروة الاستهداف..
شهد شهري حزيران وتموز 2020 ذروة الاستهداف، حيث قامت قوات التحالف بتنفيذ أربع عمليات خلال الشهرين استهدفت من خلالها الفصائل الجهادية، فقد رصد المرصد السوري في الـ 14 من شهر حزيران، استهداف طائرة بدون طيار تابعة لقوات التحالف لسيارة يستقلها قياديان عسكريان يتبعان لتنظيم “حراس الدين”، وهما المسؤول العسكري العام لتنظيم “حراس الدين” أردني الجنسية، ومسئول يمني الجنسية يعمل في جيش البادية التابع للتنظيم، ما أسفر بدوره عن قتلهما قرب مسجد شعيب في مدينة إدلب، وعقبها بأيام وتحديداً بتاريخ الـ 20 من حزيران وثق المرصد السوري مقتل قيادي بارز في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء استهداف دراجته النارية بطائرة بدون طيار بالقرب من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.

وفي شهر تموز، رصد المرصد السوري بتاريخ الـ 18 منه، استهداف طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي سوق لـ”بيع المحروقات” الخاص بشركة “وتد” للمحروقات التابعة لـ”تحرير الشام” في بلدة سرمدا الواقعة بريف إدلب الشمالي، حيث جرى استهداف السوق بعدة ضربات من قبل الطيران المذخر، ما أدى لأضرار مادية، كذلك تم رصد استهداف في الـ 31 من الشهر ذاته من قبل طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي للشركة ذاتها بثلاثة صواريخ، ما أدى لنشوب حرائق ضخمة في مكان الاستهداف ببلدة سرمدا.

استمرار عمليات الاستهداف
تواصلت عمليات استهداف الفصائل الجهادية وقياداتها من قبل قوات التحالف الدولي، وقد تابع المرصد السوري سلسلة الهجمات المتتالية التي تعرضت لها الفصائل الجهادية في إدلب وحلب، حيث قتلت طائرات التحالف الدولي المذخرة بتاريخ الـ 13 من شهر آب، قيادي جهادي من الجنسية الأوزبكية في محيط مدينة سرمدا الواقعة عند الحدود مع لواء اسكندرون شمالي إدلب يدعى “أبو يحيى” يعمل كـ”مدرب عسكري” مستقل لصالح الفصائل الجهادية، ومؤخراً عمل لصالح تنظيم “حراس الدين” المتهم بولائه لتنظيم “القاعدة” المصنف عالمياً كتنظيم إرهابي.

أما آخر الاستهدافات فكانت بتاريخ الـ 14 من أيلول الجاري، حيث استهدفت طائرة مذخرة تابعة لـ”التحالف الدولي” سيارة قيادي تونسي الجنسية من تنظيم “حراس الدين” في حي القصور بمدينة إدلب، وذلك باستخدام صواريخ “نينجا” التي تطلقها قوات “التحالف الدولي” في عمليات الاغتيال الجوية باستخدام الطائرات المسيرة.

والمستهدف هو أحد قيادات هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقا، قبل فصله من “النصرة” على خلفية مجزرة “قلب لوزة” في العام 2015، حيث يعتبر الجهادي التونسي مسؤولا عن المجزرة التي راح ضحيتها 20 مواطنا في جبل السماق التي يقطنه مواطنون من الموحدين الدروز بريف إدلب، وبعد فصله تنقل عمل ضمن عدة فصائل جهادية، كان آخرها تنظيم “حراس الدين”، ويلاحق الجهادي التونسي سمعة سيئة وسط التنظيمات الجهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.

يذكر أنه جهادي من “تنظيم القاعدة”، حارب سنوات في أفغانستان قبل قدومه إلى سورية، تزامنا مع تشكيل “جبهة النصرة”.

ويمكن تفسير الضربات التي توجهها قوات التحالف الدولي للفصائل الجهادية في إدلب وحلب بشكل عام، وتنظيم “حراس الدين” بشكل خاص، إلى وجود خلافات وانشقاقات بين هذه الفصائل والتنظيمات بدأت تطفو على السطح مؤخرًا، لاسيما بعد إنشاء غرفة عمليات “فاثبتوا” التابعة لتنظيم “حراس الدين” الذي يتبع تنظيم “القاعدة” مباشرة، وهو يعد أقوى منافس وبديل لـ”هيئة تحرير الشام” التي أعلنت إنهاء ارتباطها بتنظيم “القاعدة” في وقت سابق، وتعمل الآن على القضاء على الجهاديين تحت الوصاية التركية، وهو ما أوجد بدوره فرصة لدى قوات التحالف للعب على التناقضات بين هذه الفصائل واستثمارها لضرب بعض قياداتها والتخلص منهم، حيث اتهم بعض أعضاء تنظيم “حراس الدين” أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم “هيئة تحرير الشام” باستخدام تدابير مختلفة لجذب انتباه طائرات التحالف بدون طيار إلى مواقعهم لاغتيال قادتهم؛ مما يكشف عن اختراق كبير لشبكة تنظيم “القاعدة” داخل سوريا، كذلك فإن التحالف الدولي بات يركز على الفصائل التي ترفض الاتفاقيات الدولية.

وإجمالاً نجد أن استهداف التحالف الدولي للتنظيمات والفصائل الجهادية في كل من إدلب وحلب ما هو إلا حماية لمصالح الدول الأعضاء في التحالف، ورغبة منها في توسيع محيط تواجدها في الأراضي السورية من خلال التذرع بهذه التنظيمات، وليس بهدف تخليص السوريين من بؤر إجرامية وتنظيمات إرهابية تهدد حياتهم وتؤرق أمنهم.