خلال الشهر 76 من مشاركة الروس العسكرية في سورية: نحو 20 شهيداً وجريحاً في التصعيد الجوي على منطقة “بوتين-أردوغان”.. وتراجع ملحوظ بالدوريات المشتركة مع الأتراك

27

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 76 من مشاركتها العسكرية في على الأراضي السورية، وشهد الشهر الرابع من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث عدة، رصدها وواكبها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها.
ففي شمال غرب سورية، صعدت المقاتلات الحربية الروسية من قصفها الجوي على منطقة “بوتين-أردوغان”، مستهدفة بأكثر من 50 غارة جوية 13 منطقة، 12 منها في إدلب وواحدة في حماة، وهي: الجديدة، أطراف مدينة الغربية والشرقية، النهر الأبيض، كنصفرة، حرش مصيبين، دير سنبل، والفطيرة، وبينين، محيط كفر تخاريم، محيط أرمناز، محيط معرة مصرين ضمن محافظة إدلب، والعنكاوي في سهل الغاب شمال غربي حماة.
وجاءت الضربات على الترتيب في الأول والثاني والثالث والرابع من يناير/ كانون الثاني، لتعود بعد غيابها أكثر من 10 أيام، في الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، ثم تغيب وتعود لقصف منطقة “بوتين-أردوغان” في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني.
فيما تسببت الغارات الروسية باستشهاد مواطنة و3 أطفال، في قصف مخيم للنازحين في منطقة النهر الأبيض شمالي جسر الشغور، في 1 كانون الثاني، إضافة لإصابة أكثر من 15 مواطن جلهم من الأطفال، في غاراتها على منطقة النهر الأبيض ومحيط أرمناز ومحيط مدينة إدلب.
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية البنى التحتية في منطقة “بوتين-أردوغان”، حيث أخرجت محطة “العرشاني” عن الخدمة، في 2 كانون الثاني الجاري، بقصف جوي روسي مباشر على المحطة التي تغذي نحو 400 ألف إنسان في مدينة إدلب.
كما أسفر القصف عن نفوق 17 ألف “طائر” بضربات جوية روسية استهدفت مزرعتين إحداها في محيط مدينة إدلب، تربي 3 آلاف طير، تم استهدافها في 2 كانون الثاني، والأخرى في محيط مدينة كفرتخاريم، تربي 14 ألف طير، تم استهدافها في 3 كانون الثاني.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 76 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 31 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 45 آخرين، جراء أكثر من 650 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية دوريتين اثنتين خلال الشهر الأول من العام الجديد، الأولى جرت بتاريخ 17 الشهر حين انطلقت دورية مشتركة من قرية آشمة غرب عين العرب/كوباني، وجابت الدورية قرى جارقلي فوقاني، جبنة، بياضية وصولاً إلى قرية زور مغار التي تقع قبالة جرابلس على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتعد آخر قرية غربي كوباني.
وعادت العربات العسكرية التركية من البوابة القريبة من قرية آشمة، فيما عادت العربات الروسية إلى قاعدتها العسكرية قرب بلدة صرين بريف مدينة كوباني الجنوبي.
أما الثانية فكانت بتاريخ 24 الشهر، وجرت أيضاً بريف عين العرب/كوباني الغربي، ضمن محافظة حلب.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.