خلال الشهر 81 من عمليات التحالف: 4 حملات أمنية مع قسد تسفر عن اعتقال نحو 20 شخص.. وتراجع ملحوظ بالتعزيزات العسكرية واللوجستية

64

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 81 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.

وعادت التعزيزات العسكرية واللوجستية للتحالف الدولي بالتراجع خلال الشهر 81 من دخول التحالف على خط الحرب السورية، بعد تصاعدها في الشهر 80، فقد شهد الشهر الفائت دخول 55 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على دفعتين اثنتين إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية، الأولى بتاريخ 16 حزيران حين دخلت 30 آلية وشاحنة، والثانية بتاريخ 20 حزيران وتألفت من 25 آلية وشاحنة.

في حين أجرت قوات التحالف الدولي دوريات منفردة بمناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، تركزت بمجملها في ريف الحسكة قرب وعند الحدود مع تركيا.

كما شهد منتصف الشهر الجاري، قيام مجموعة من أهالي قرية فرفرة الخاضعة لسيطرة قوات الدفاع الوطني، باعتراض دورية أمريكية كانت ترافقها سيارة لقوات سوريا الديمقراطية، و رشقوها بالحجارة بعد منعها من دخول قريتهم بمؤازرة عناصر الدفاع الوطني، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن القوات الأمريكية كانت تجري دورية اعتيادية في المنطقة قبل اعتراضها.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 4 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 19 شخص في الشحيل والحوايج والبصيرة والزر ومناطق أخرى في محافظة الحسكة، بتهم الانتماء والتعاون مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتجدر الإشارة إلى أن منتصف شهر حزيران شهد عملية إنزال جوي نفذتها قوات أميركية ضمن التحالف الدولي في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، اعتقلت على إثرها شخص من تنظيم “الدولة الإسلامية” ينحدر من الباغوز، كما جرى قتل شخص آخر من التنظيم من ذات البلدة، وسبق عملية الإنزال استهداف طيران التحالف الدولي لمعابر الشحيل النهرية، حيث نفذت مروحيات التحالف عدة رشقات من مروحياتها استهدفت الزوارق النهرية في المعابر بهدف وقف عمليات التهريب المستمرة عبرها إلى مناطق سيطرة النظام.

وفي 21 حزيران، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مناشير ورقية ألقاها طيران التحالف الدولي بريف الحسكة الجنوبي تحث الأهالي للإبلاغ عن قيادي بتنظيم الدولة الإسلامية.

 

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق

رغم انقضاء 27 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

حزيران/يونيو 2021.. شهر آخر بلا شفافية

على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.