خلال الشهر 82 من عمليات التحالف: الصراع الأميركي-الإيراني يتصدر المشهد.. و5 حملات أمنية مع قسد تسفر عن اعتقال ومقتل أكثر من 15 شخص من تنظيم “الدولة الإسلامية”

38

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 82 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.

فقد شهد الشهر 82، دخول 55 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على دفعتين اثنتين إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية، الأولى بتاريخ 10 حزيران حين دخلت 25 آلية وشاحنة، والثانية بتاريخ 19 حزيران وتألفت من 30 آلية وشاحنة.

في حين أجرت قوات التحالف الدولي دوريات منفردة بمناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، تركزت بمجملها في ريف الحسكة قرب وعند الحدود مع تركيا.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 5 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 13 شخص بينهم قيادات في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في خربة التمر وعبدان وخربة الجاموس بريفي الحسكة الجنوبي والشرقي، والزر والبصيرة وزغير جزيرة في دير الزور.

وتجدر الإشارة إلى أن 21 من شهر تموز، شهد عملية أمينة لقوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في قرية خربة جاموس الواقعة في ريف الحسكة الشرقي بالقرب من جبل كوكب الخاضع لسيطرة النظام السوري، حيث استهدفت العملية منزلاً بعد تطويقه من قبل القوات المداهمة، ومطالبة من بداخله تسليم أنفسهم لتجري مقاومة وتبادل إطلاق نار بين الجانبين، قبل أن يتدخل الطيران الحربي التابع للتحالف ويقصف المنزل، الأمر الذي أدى لمقتل 3 أشخاص كانوا بداخله، يرجح أنهم من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

في حين تشهد الأراضي السوري حالة من التوتر الكبير بين الجانب الأميركي المنخرط في صفوف قوات التحالف الدولي من جهة، والجانب الإيراني المتواجد عبر ميليشيات من مختلف الجنسيات ضمن منطقة غرب الفرات بريف دير الزور الشرقي، ويتمثل التوتر بقصف واستهدافات متبادلة، ففي 28 حزيران قامت طائرة أميركية باستهداف مواقع عسكرية للميليشيات الموالية لإيران قرب وعند الحدود السورية – العراقية بريف البوكمال، الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 من ميليشيا الحشد الشعبي العراقي بالإضافة لتدمير مستودع للذخيرة والسلاح ونقطة عسكرية أخرى في المنطقة.

لتقوم الميليشيات الإيرانية في ذات اليوم بإطلاق قذائف صاروخية سقطت في “حقل العمر” النفطي ومساكن الحقل بريف دير الزور الشرقي، حيث تتخذه القوات الأمريكية قاعدة عسكرية لها، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واحتراق سيارات كانت في الموقع المستهدف، وفي سياق ذلك، استهدفت مدفعية “التحالف الدولي” المتمركزة في المدينة السكنية العمالية بحقل العمر النفطي مواقع المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين بريف دير الزور.

وفي 30 حزيران، جددت قوات التحالف الدولي قصفها الصاروخي على مواقع الميليشيات الإيرانية في بادية الميادين غربي دير الزور، وردت الميليشيات في الرابع من تموز باستهداف حقل العمر النفطي، وفي 10 تموز استهدفت الميليشيات بصاروخ حقل كونيكو للغاز الذي تتخذه قوات “التحالف الدولي” قاعدة عسكرية لها في ريف دير الزور الشرقي، وفي اليوم الذي تلاه أطلقت صاروخ محلي الصنع على قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سورية).

ليأتي الرد الأميركي مجدداً في 18 تموز، حيث قامت طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الأميركي باستهداف جديد للميليشيات الإيرانية ضمن منطقة غرب الفرات “المستعمرة الإيرانية” على الأراضي السورية، حيث جرى استهداف آلية عسكرية واحدة على الأقل تابعة لميليشيا “حزب الله العراقي” المنخرط ضمن الحشد الشعبي العراقي في منطقة السويعية الواقعة عند الحدود بين سورية والعراق بريف البوكمال، وذلك بعد دخولها من الأراضي العراقية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الآلية المستهدفة هي شاحنة تحمل أسلحة وذخائر تابعة للميليشيا، ما أدى لتدميرها ومقتل سائقها على الأقل، دون معلومات حتى اللحظة فيما إذا كان أشخاص آخرين من الميليشيا كانوا ضمن الشاحنة.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق
رغم انقضاء 28 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

تموز/يوليو 2021.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.