خلال الشهر 85 من عمليات التحالف: الهجوم الإيراني على قاعدة التنف يتصدر المشهد.. والحملات الأمنية مع قسد تسفر عن اعتقال ومقتل نحو 65 شخص

44

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 85 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.

فقد شهد الشهر 85، دخول 50 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على دفعة واحدة فقط إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية، وذلك بتاريخ 27 أيلول.

في حين أجرت قوات التحالف الدولي دوريات منفردة بمناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، تركزت بمجملها في ريف الحسكة قرب وعند الحدود مع تركيا.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 9 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة والرقة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 58 شخص بينهم قيادات في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في أبو خشب والجاسمي والعزبة وأبو النيتل والشعفة والزر وغيرها ضمن محافظة دير الزور، ومدينة الحسكة ومحيطها ومنطقة الشدادي بريفها ومحيط وأطراف الرقة وريفها الشمالي.

على صعيد متصل، وثق المرصد السوري مقتل 5 أشخاص في عمليات إنزال جوي واستهدافات من قبل التحالف وقسد خلال الحملات الأمنية، ففي السادس والعشرين من أيلول، نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي على أطراف بلدة الشيحل بريف دير الزور الشرقي، قتلت على إثرها ثلاثة أشخاص بتهمة الانتماء والعمل لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية” بالإضافة إلى اعتقال آخرين بذات التهمة.

وفي السابع والعشرين من أيلول، توفي مواطن متأثرًا بجراحه إثر تعرضه لإصابة برفقة اثنين آخرين، عقب اندلاع اشتباكات بين قوات التحالف الدولي والأشخاص الثلاثة خلال عملية إنزال جوي نفذتها قوات التحالف بمشاركة قوات على الأرض استهدفت منزلهم الواقع في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي بتاريخ 25 أيلول.

وفي الثاني من تشرين الأول، نفذت قوات “التحالف الدولي” عملية إنزال في قرية شنينة شمال مدينة الرقة وتمكنت من اعتقال اثنين من قيادات تنظيم “الدولة الإسلامية”، إضافة إلى عدة نساء، كما قتل مدني أثناء تواجده قرب الموقع تزامنًا مع عملية الإنزال والمداهمة.

على صعيد آخر شهدت قاعدة التنف العسكرية التابعة لـ”التحالف الدولي”، والواقعة بالبادية ضمن منطقة الـ 55 عند مثلث الحدود السورية -العراقية- الأردنية، انفجارات في العشرين من تشرين الأول، نتيجة قصف من طائرات مسيرة إيرانية على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل قاعدة التنف.

مصادر المرصد السوري، أكدت أن قوات “التحالف الدولي” وعناصر جيش المغاوير انتشروا في محيط قاعدة التنف، تزامنًا مع وصول معلومات عن استهداف مقر التنف بطائرات مسيرة، فيما أفرغ الفصيل المسلح المقر من الآليات لنقله إلى نقاط أخرى تم تجهيزها مع نقاط طبية متنقلة.

والجدير بالذكر أن هذا الاستهداف هو الأول من نوعه للقاعدة العسكرية.

وبعد الاستهداف شهدت أجواء قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي تحليقاً لطيران التحالف في الأجواء بشكل مكثف، لكشف المنطقة وتغطيتها من الأجواء، وقالت مصادر المرصد السوري بأن قوات التحالف عادت إلى القاعدة بعد انتشارها في محيطها قبيل الاستهداف، بينما لاتزال قوات جيش مغاوير الثورة منتشرة في محيط المقر، ومن المرتقب أن يصدر الجيش بياناً حول الأوضاع خلال الساعات القادمة.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق
رغم انقضاء 31 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

تشرين الأول/أكتوبر 2021.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.