خلال الشهر 86 من عمليات التحالف: تصاعد كبير بالتعزيزات عبر استقدام 180 شاحنة.. واستهدافات مستمرة لعناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق النفوذ التركي

70

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 86 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.
فقد شهد الشهر 86، دخول 180 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 6 دفعات إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية، وذلك بتواريخ (24.28 تشرين الأول) و(1.6.8.13 تشرين الثاني).
وفي التاسع من الشهر الجاري، رصد المرصد السوري تسيير القوات الأمريكية دورية عسكرية في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، حيث قام الجنود الأمريكان بالتجول داخل البلدة سيرًا على الأقدام بالإضافة إلى استطلاع المنطقة بحثًا عن موقع لقاعدة عسكرية جديدة تنوي القوات الأمريكية إنشائها في المنطقة، حيث دخل الجنود الأمريكان برفقة عرباتهم إلى المدرسة الصناعية في بلدة تل تمر وعمدوا إلى إجراء عمليات استطلاع قبل أن يغادروها وتابعوا جولتهم في المنطقة.
فيما استطلعت قوات أميركية برفقة قوات سوريا الديمقراطية، منطقة تقع على بعد نحو 15 كلم جنوب غرب الحسكة، بتاريخ 14 الشهر الجاري، بغية إنشاء قاعدة عسكرية فيها، حيث تم استطلاع أرض واسعة المساحة في تلك المنطقة، لإنشاء قاعدة عليها ومطار عسكري أيضاً، وأضاف نشطاء المرصد السوري بأن المنطقة تقع على مقربة من فوج “المليبية” الذي كان فوج عسكري تابع لجيش النظام قبل الثورة السورية.
وفي 16 الشهر، تجولت قوات تابعة للقوات الأمريكية في بلدة تل تمر بريف الحسكة، ودخلت مجموعة مؤلفة من نحو 40 عنصر، صباح اليوم، إلى مدرسة مصعب بن عمير غربي البلدة، قبل أن يغادروا المنطقة، بينما عادت 5 عربات أمريكية، مساء اليوم، وتمركزت في المدرسة مع عدد من الجنود.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات الأمريكية لم تطرد النازحين المقيمين في المدرسة، وفقًا لمصادر أهلية أكدت بأن القوات الأمريكية تتمركز في المدرسة يوميًا عند المساء وتغادر المنطقة في صباح اليوم التالي للقيام بجولة في المنطقة.
تهدف القوات الأمريكية إلى إنشاء قاعدة عسكرية في الموقع، بعد أن قامت بجولات استطلاع للمواقع قبل أيام.

ونفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثامن من الشهر الجاري الأخبار المتداولة على وسائل الإعلام التابعة للنظام والروس حول خروج 270 آلية تابعة للجيش الأمريكي من الأراضي السورية إلى شمال العراق يوم أمس، حيث جاء في الخبر إن “رتلا مؤلفا من 150 شاحنة براد و 120 ناقلة مسطحة مغطاة تحمل دبابات للاحتلال الأمريكي وفق وصفهم، خرج من قاعدته العسكرية في مطار خراب الجير ترافقه مدرعات حماية لقوات الاحتلال وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات تابعة لـ”قسد” واتجهوا إلى شمال العراق عبر معبر الوليد اللاشرعي”.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 8 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة والرقة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 19 شخص بينهم قيادات في تنظيم “الدولة الإسلامية” وذلك في مناطق ضمن محافظات الرقة ودير الزور والرقة.

وفي الثامن من الشهر الجاري، قضى شخص برصاص قوات “التحالف الدولي” خلال محاولته الهرب من منزله، أثناء حملة أمنية للتحالف في قرية الصبحة بريف دير الزور الشرقي، ليتم اعتقال شقيقه الأكبر “تاجر أسلحة سابق” وزوجته قبل الانتهاء من العملية، وذلك بتهمة الانتماء والتعامل مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

كذلك رصد المرصد السوري في 27 الشهر الفائت تحليقًا لطائرات “التحالف الدولي” على علو منخفض، وإلقاء قنابل ضوئية في سماء الحسكة.
ووفقًا للمصادر فإن “قسد” مدعومة بقوات “التحالف الدولي” نقلت مساجين من سجن غويران في الحسكة إلى سجن مدينة الشدادي، الذي تم تشييده بدعم من “التحالف الدولي”، وأفادت مصادر محلية، بأن مساجين من تنظيم “الدولة الإسلامية” استعصوا في سجن الصناعة فيما انتشرت قوات أمنية في محيط السجن.

كما أفاد نشطاء المرصد السوري في الثالث من الشهر، بأن مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، دخلت يوم الثاني من تشرين الثاني إلى مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ونفذت عملية إنزال جوي في حي حوارنا الملاصق للحدود التركية – السورية في مدينة رأس العين/سري كانيه و قرية علوك، وبحسب مصادر المرصد السوري فإن قوات التحالف الدولي أخلت خلال العملية 6 أشخاص ثلاثة منهم “سعودي الجنسية واسترالي وثالثهم سوري من أبناء محافظة الرقة”، جرى إخلاؤهم من رأس العين، وثلاثة آخرين جرى إخلاؤهم من قرية علوك شمالي المدينة، جلهم كانوا ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” إبان سيطرته على مناطق في شمال وشرق سوريا، مصادر متقاطعة قالت للمرصد السوري، بأن الأشخاص الذين جرى إخلاؤهم منذ ذلك الوقت وهم يعملون كـ مخبرين لدى التحالف الدولي، قبل أن ينتقلوا إلى صفوف فصيل “أحرار الشرقية” الموالي لتركيا في منطقة “نبع السلام” ومتابعة عملهم في إعطاء احداثيات للتحالف الدولي عن قيادات جهادية ممن كانوا في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنظيم “القاعدة” لاستهدافهم، حيث أن الخلية تتألف من 9 أشخاص منتشرين في مناطق عدة من مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية “نبع السلام” إلا أن الستة الذين جرى إجلاؤهم من التحالف هم الأبرز والذين يديرون الخلية، العملية المعقدة جرت بالتنسيق ما بين قوات التحالف الدولي والقوات التركية، ويرجح أن مروحيات التحالف دخلت من قاعدة انجرليك في تركيا، وأثناء حدوث العملية، أقدم تجمع “أحرار الشرقية” بالتنسيق مع المخابرات التركية على مداهمة مقرات باقي أفراد الخلية التي تقوم بالتنسيق مع قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي، وهم من أبناء محافظة دير الزور واعتقال باقي أفرادها من محيط بلدة سلوك الحدودية مع تركيا شمالي الرقة، من بينهم قادات سابقة في فصائل المعارضة، حيث نسقت المخابرات التركية مع الفصيل للتغطية على التنسيق الذي حصل ما بين القوات التركية وقوات التحالف الدولي بعد اكتشاف أمر الخلية من قِبل “تجمع أحرار الشرقية” ولإظهار القوات التركية بصورة حسنة أمام الفصائل المولية لها على أنها لاتجري أي تنسيق مع قوات التحالف الدولي.

وفي 23 تشرين الأول الفائت، أكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الشخص الذي لقي حتفه أمس باستهداف جوي من قبل طائرة مسيرة بريف الرقة، كان تنظيم “جبهة النصرة” سابقاً إبان ولائها وتبعيتها لتنظيم “القاعدة”، قبل أن ينضم مؤخراً إلى صفوف “أحرار الشرقية”، وهو ما يطرح تساؤلاً عن وجود مثل هكذا شخصيات ضمن مناطق نفوذ الأتراك في سورية، وأعلن الجانب الأميركي بأن طائرة مسيرة تابعة له قتلت الجهادي يوم أمس.

وفي 25 الشهر الفائت، استهدفت طائرة مسيرة تابعة للتحالف، سيارة قرب قرية العداوينة غربي رأس العين (سري كانييه) بريف الحسكة، وتمكنت من قتل “صباحي الإبراهيم المصلح” الملقب أبو حمزة الشحيل، وهو من مؤسسي تنظيم “جبهة النصرة” التابع لتنظيم “القاعدة” سابقاً في دير الزور، وقام بعدها بمبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية” والعمل بتجارة الأسلحة، وبحسب مصادر المرصد، جرى قتله برفقة اثنين من مرافقيه بعد استهدافهم بصاروخين من طائرة مسيّرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، حيث يعمل حاليًا في صفوف فصيل “الفرقة 20 ” الموالي لتركيا.
وفي الثامن من تشرين الثاني الجاري، استهدف طيران مسيرة يرجح أنه تابع للتحالف، سيارة، في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة، يعتقد بأنهما من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق
رغم انقضاء 32 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

تشرين الثاني/نوفمبر 2021.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.