خلال الشهر 96 من عمليات التحالف: نحو 200 شاحنة تصل القواعد في إطار التعزيزات المستمرة.. وملاحقة متواصلة لقيادات التنظيم شمال شرق البلاد وتصعيد كبير ضد الميليشيات الإيرانية

63

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر 96 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 96.

فقد شهد الشهر، دخول 200 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات، بتواريخ (23) آب، و(3.5.6.8) من أيلول الجاري، وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 6 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 6 أشخاص من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة لمقتل 3 آخرين من التنظيم، ففي 2 أيلول نفذت قسد والتحالف عملية أمنية في قرية الطكيحي بريف دير الزور لاعتقال قيادي في جهاز “الحسبة” بتنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء تواجده في منزل أحد أقربائه في القرية.

وفقا للمصادر فإن القيادي الملقب “سيف” كان متخف في قريته الطكيحي، وحاول الفرار عند سماعه أصوات المروحيات وهي تحلق في الأجواء، في حين استهدفته طائرة مسيرة تابعة لـ” التحالف الدولي”، مما أدى إلى مقتله على الفور.

وفي 20 أيلول، نفذت قسد والتحالف عملية أمنية عملية أمنية في قرية البيدر التابعة لناحية الكرامة في ريف الرقة الشرقي، حيث كان الهدف من العملية اعتقال اثنين من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” وهما من قيادات التنظيم، وجرى اشتباك بين القوة المداهمة والمطلوبين، الأمر الذي أدى لمقتلهما وهما رجل وابنه، بالإضافة لإصابة الابن الآخر للقيادي.

كما أجرت قوات التحالف الدولي خلال الشهر 96، 3 تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية برفقة قسد في كل من دير الزور والحسكة، أبرزها في السابع من أيلول الجاري حين أجرت قوات “التحالف الدولي” و”قسد” مناورات عسكرية مشتركة في قرية تقل بقل بمنطقة المالكية في المثلث الحدودي السوري – العراقي – التركي.

وتضمنت المناورات تدريبات بالذخيرة الحية على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأخرى تدريبات للاستطلاع ومتابعة تحركات “الخلايا الإرهابية” وتوجيه الضربات لها ومنعها من تشكيل الخطورة على السكان، وتعد هذه المناورات هي الأولى في المثلث الحدودي السوري-العراقي-التركي.

كما أجرت قوات التحالف الدولي وجيش مغاوير الثورة التابع للجيش الحر، تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، في الجهة الغربية ضمن منطقة الـ55 كيلومتر، في البادية السورية عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وذلك بتاريخ 13 أيلول الجاري.

في حين شهد الشهر 96 من مشاركة التحالف بالعمليات العسكرية في سورية، وتحديداً الثلث الأخير من شهر آب الفائت استهدافات برية متبادلة بين قوات التحالف الدولي والميليشيات الإيرانية المتواجدة غرب الفرات، حيث عمدت الأخيرة إلى استهداف قواعد عسكرية تابعة للتحالف في حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز، الأمر الذي ردت عليه قوات التحالف براً وجواً، مستهدفة مواقع لتلك الميليشيات بدير الزور، وأحصى المرصد السوري 5 استهدافات جوية تسببت بمقتل 11 من الميليشيات بالإضافة لإلحاق خسائر مادية بالمواقع المستهدفة، وفي تفاصيل هذه الاستهدافات:

– 24 آب، قتل 6 من الميليشيات التابعة لإيران جراء أكثر من 3 ضربات جوية أميركية بصواريخ شديدة الانفجار، كما أسفر عن تدمير مستودعات عياش، ومعسكر الصاعقة الذي تتخذه ميليشيا فاطميون الأفغانية مركزا لها.

– 24 آب، قتل 3 عناصر من الميليشيات الإيرانية باستهداف من “التحالف الدولي” لعربة إطلاق صواريخ كانت تتمركز في محيط دير الزور.

– 25 آب، قتل 2 من الجنسية السورية من الميليشيات التابعة لإيران جراء استهداف طائرات مروحية لـ”التحالف الدولي” بالرشاشات الثقيلة لمواقع للميليشيات الموالية لإيران قرب الثانوية الصناعية والوحدة الإرشادية وقرب مقر حزب البعث في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

– 25 آب، استهدفت طائرة مسيرة، محيط المنطقة الصناعية بمدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي

– 25 آب، استهدف الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي، بالرشاشات الثقيلة مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية قرب مناطق “الكورنيش” و”التنمية الريفية” و”دوار الطيبة” في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

وفي 19 أيلول، نفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ضمن مناطق النفوذ الإيراني في منطقة الميادين ومحيطها غرب الفرات، بأن تكون الميليشيات الإيرانية أطلقت أي صاروخ أو قذيفة باتجاه قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر النفطي شرق الفرات يوم أمس، وأكدت مصادر في قسد للمرصد السوري صباح اليومن بأن القوات الأميركية المتواجدة داخل الحقل أكدت لهم مساء أمس أن الانفجارات التي سمعت بمحيط حقل العمر النفطي ناجمة عن تدريبات عسكرية، وعقب سماع الانفجارات حلقت طائرات مروحية أميركية في أجواء المنطقة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن تعرض قاعدتها في حقل العمر لهجوم صاروخي فاشل، ويؤكد المرصد السوري أنه إذا ما كان هناك أي هجوم صاروخي على الحقل يوم أمس، فإنه جرى من داخل مناطق “الإدارة الذاتية” أي على مقربة من الحقل، وقد تكون خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” خلفه انتقاماً للعملية الأمنية في مخيم الهول، أو خلايا تابعة للميليشيات الإيرانية وتنشط في مناطق قسد.

أيلول/سبتمبر.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 10 سنوات، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.