خلال الشهر 98 من عمليات التحالف: نحو 185 شاحنة تصل القواعد في إطار التعزيزات المستمرة.. و4 عمليات أمنية مع قسد ضد خلايا تنــ ظيم “الدولة الإســ لا مية” بدير الزور

61

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر 98 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 98.

فقد شهد الشهر، دخول 185 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 4 دفعات، بتواريخ و(3.5.16.21) من تشرين الثاني الجاري، وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 4 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 4 أشخاص من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي 17 الشهر، أفادت مصادر المرصد السوري بأن 4 صواريخ انطلقت من موقع عسكري تابع للميليشيات الإيرانية بالقرب من الثانوية الصناعية في مدينة الميادين عاصمة الميليشات في دير الزور وطالت قاعدة التحالف ضمن حقل العمر، وأضافت المصادر، بأن الميليشيات الإيرانية استنفرت قواتها عقب الاستهداف، حيث وصلت سيارات دفع رباعي محملة برشاشات ثقيلة ومضادات إلى مركز عسكري عند معمل الورق ضمن بلدة الحسينية شمالي دير الزور، الجدير ذكره، أن معمل الورق يبعد 3 كلم عن حقل كونيكو للغاز الذي يضم قاعدة عسكرية للتحالف.

على صعيد منفصل، تعمل القوات الأميركية على إنشاء مراكز لها في الرقة، داخل ثكنة عسكرية غادرتها قوات النظام قبل سنوات.
ووفقا للمصادر فإن القوات الأمريكية أشرفت على إنهاء مهبط للطائرات المروحية ومركز عسكري داخل “الفرقة 17” التي تتمركز داخلها قوات سوريا الديمقراطية.

وأكدت المصادر بأن القوات الأمريكية تعمل بسرية تامة، حيث أزالت علم الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن رفعته داخل الثكنة العسكرية، لأسباب مجهولة.

وشهد مطلع تشرين الثاني حادثة تعد الأولى من نوعها، تمثلت باعتراض مجموعة شبّان طريق دورية لقوات “التحالف الدولي”، في ريف دير الزور الشرقي، ورشق الشبان العربات بالحجارة، في بادرة هي الأولى من نوعها في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، أثناء مرورها في بلدة جديد بكارة شرقي دير الزور، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة وهددوا بالتصعيد في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

كما شهد يوم التاسع من تشرين الثاني دخول رتل مؤلف من 8 سيارات لقوات “التحالف الدولي” برفقة قيادات من قوات سوريا الديمقراطية إلى منبج شمال شرقي حلب، كما دخل رتل آخر إلى عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، وذلك لمناقشة تطورات المنطقة، والعمل على تطويرها.

في حين شهد يوم 22 الشهر، استهداف مسيّرة تركية، لقاعدة عسكرية مشتركة لـ”التحالف الدولي” ووحدات مكافحة الإرهاب في منطقة استراحة الوزير، شمال مدينة الحسكة، وبحسب المعلومات الأولية، فقد أسفر الهجوم عن مقتل اثنين من مقاتلي وحدات مكافحة الإرهاب وإصابة 3 آخرين بجروح بليغة.

تشرين الثاني/نوفمبر.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 10 سنوات، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.