خلال اليوم.. أكثر من 1000 شخص يجرون “التسوية” في مركز مدينة الميادين في ريف دير الزور 

37

 

محافظة دير الزور: أجرى أكثر من ألف شخص “التسوية”، خلال اليوم، في مركز المصالحة بمدينة الميادين بريف دير الزور، التي دعت إليها مخابرات النظام قبل أيام.
ووفقًا للمصادر فإن 1050 شخص غالبيتهم عناصر سابقين في الفصائل المعارضة للنظام ومنشقين عن قوات النظام، وتجار أسلحة ومطلوبين بتهم الإرهاب من مناطق مختلفة من أبناء ريف دير الزور، أجروا “التسوية” في المركز الذي افتتحته مخابرات النظام الخميس الفائت 25 نوفمبر.
وأغلق شارع النهر في مدينة الميادين، نتيجة الازدحام الشديد أمام مركز “المصالحة”، كما شهد محيط مركز إنعاش الريف وشارع النهر بمدينة الميادين استنفارًا أمنيًا من قبل عناصر النظام.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد حصل، أمس، على تفاصيل جديدة حول عمليات “التسويات والمصالحات” التي بدأتها أجهزة النظام الأمنية في مدينة دير الزور والميادين بريفها الشرقي منذ أيام، بحضور قادة أفرع وضباط مخابرات على مستوى رفيع، حيث أكدت مصادر المرصد السوري بأن من ضمن الأشخاص الذين أجروا تسوية ومصالحة، عناصر سابقين لدى “الحسبة” ضمن تنظيم “الدولة الإسلامية”، وآخرين كانوا في صفوف هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة أيضاً، وأبرز العناصر السابقين في التنظيم ممن أجروا “مصالحات” في مدينة الميادين التي تعد “عاصمة” الميليشيات الإيرانية غرب الفرات.
المرصد السوري أشار، في 25 نوفمبر، إلى أن رئيس إدارة المخابرات العامة في النظام اللواء “حسام لوقا” وقادة بعض الأفرع الأمنية، وصلوا إلى مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران، وقوات النظام بشكل “صوري”، للبدء بعمليات “التسوية” للمطلوبين للأفرع الأمنية والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، على غرار “التسويات” التي بدأتها قوات النظام في مدينة دير الزور قبل نحو عشرة أيام، وذلك بحضور أعضاء الفرق الحزبية وشيوخ من العشائر الموالية للنظام والإيرانيين.
وفي الـ 22 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أن الصالة الرياضية بمدينة دير الزور والتي تجري فيها عمليات “التسوية” تشهد حضورًا مدنيًا لا يذكر، إذ أن الغالبية الساحقة للأشخاص الذين يجرون “تسويات” هم عناصر سابقين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” وآخرين فارين من الخدمة الإلزامية انضموا في وقت سابق إلى صفوف الميليشيات الموالية لإيران، جرى إجبارهم على إجراء “التسويات” من قِبل قياداتهم للظهور على شاشات الإعلام، بالإضافة إلى أن أشخاصًا من بعض العشائر الموالية للنظام يحضرون إلى مركز “التسوية” قادمين من محافظة الرقة وشرقي الفرات.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أشار في الـ 14 من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي إلى أن عمليات “التسوية” التي بدأتها قوات النظام بمباركة الروس اليوم، بمدينة دير الزور فشلت بشكل شبه كامل، وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن الصالة الرياضية بمدينة دير الزور شهدت حضورًا خجولًا لعشرات الأفراد فقط، قدموا من مناطق نفوذ الإيرانيين والنظام بمحافظة دير الزور، وذلك بحضور وجهاء العشائر الموالية للنظام، وأعضاء الفرق الحزبية بالإضافة إلى إحضار عناصر من قوات “الدفاع الوطني” وموظفين في دوائر النظام وقيامهم بإجراء “تسويات” على عدسات الإعلام الموالي وذلك للترويج بنجاح “التسويات” في يومها الأول، حيث هددت الأجهزة الأمنية الموظفين بالطرد من وظائفهم في حال عدم حضورهم إلى الصالة الرياضية بمنطقة الجورة بمدينة دير الزور وإجراء “تسويات”.
الرفض القاطع من أبناء ديرالزور وعدم اعترافهم بـ “التسويات” التي تجري قوات النظام تأتي بعد الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري عامة و أهالي ديرالزور بالخصوص مما جعل” المصالحة” مخيبة للآمال للكثير وفقًا لمصادر أهلية، بالإضافة إلى أن الكثير من مناطق ريف دير الزور غير خاضعة لسلطة النظام، وهي تحت نفوذ قسد، ولا يوجد في مناطق سيطرة النظام بدير الزور إلا المغلوب على أمرهم، أو العشائر الموالية والتي كانت سابقًا تبارك وتمجد لفصائل المعارضة إبان سيطرتها، لتبارك وتبايع تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد سيطرته على مساحات واسعة من دير الزور، وليأتي بعدها النظام وتتصدر مشاهد التسويات والمصالحات “الخلبية”.
ومن المقرر أن التسويات التي انطلقت في مدينة دير الزور، ستنتقل بعدها إلى الريف الغربي، ثم إلى مدينتي البوكمال والميادين وأريافهما، وصولاً إلى الريف الشمالي.