خلال 200 يوم: إسرائيل تستهدف الأراضي السورية 14 مرة وتدمر وتصيب أكثر من 40 هدف وتقتل نحو 100 شخص.. والمرصد السوري يسلط الضوء على التفاصيل

69

لايزال الجانب الإسرائيلي مستمراً باستباحة الأراضي السورية بذريعة التواجد الإيراني برفقة الميليشيات الموالية لها على كامل التراب السوري، حيث واصلت سلسلة التصعيد الذي بدأت فيه منذ العام 2018، واستهدفت منذ مطلع العام الجاري 2021 الأراضي السورية 14 مرة.

المرصد السوري عكف بدوره على متابعة ومواكبة جميع الضربات الإسرائيلية خلال نحو 200 يوم والذي يستعرضها خلال التقرير التالي بشكل تفصيلي.

الحصيلة الإجمالية من حيث المناطق والخسائر البشرية والمادية
أحصى المرصد السوري منذ مطلع العام 2021، 14 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 41 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات. وتسببت تلك الضربات بمقتل واستشهاد 104 شخص، وتوزعت على النحو التالي: استشهاد رجل وزوجته وطفلين اثنين ورجل آخر، ومقتل 99 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، توزعوا على الشكل التالي: 38 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولإيران من جنسيات سورية، و22 من الميليشيات العراقية، و17 من ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، و5 من ميليشيا “زينبيون” الباكستانية، و17 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.

فيما توزعت على الشكل التالي: 7 استهدافات لدمشق وريفها، و3 استهدافات للقنيطرة واستهدافين لحماة، وواحد لكل من: دير الزور، والسويداء، واللاذقية، وحمص، وحلب.
ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.

التفاصيل الكاملة للاستهدافات
– استهلت إسرائيل ضرباتها على الأراضي السورية خلال العام 2021، في تاريخ 6 كانون الثاني/يناير حين استهدفت كتيبة الرادار الواقعة غرب بلدة الدور بريف السويداء الغربي، وكتيبة “نجران” الواقعة شمال غرب السويداء عند الحدود الإدارية مع محافظة درعا، ومحيط الفرقة الأولى ضمن منطقة الكسوة ومواقع أخرى على طريق دمشق – درعا، ويتواجد في المناطق آنفة الذكر مليشيات موالية لإيران وحزب الله اللبناني بالإضافة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها.

قتل حينها 3 أشخاص، 2 منهم في منطقة الكسوة والأخير في كتيبة الرادار بالسويداء، بالإضافة لسقوط أكثر من 11 جريح بعضهم في حالات خطرة، فضلاً عن تدمير إحدى منظومات الرادار غربي السويداء، وتدمير مستودعات للأسلحة جنوب العاصمة.

-أما ثاني الضربات الإسرائيلية فجرت بتاريخ 13 كانون الثاني، وكانت الأكبر على الإطلاق من حيث الخسائر البشرية، إذ خلفت 57 قتيلاً باستهداف مواقع وتمركزات ومستودعات أسلحة وذخائر وصواريخ لكل من قوات النظام وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها وعلى رأسها لواء “فاطميون”، في المنطقة الممتدة من مدين الزور إلى الحدود السورية – العراقية في بادية البوكمال.

ففي مدينة دير الزور ومحيطها، قتل 26 شخص، هم 10 من قوات النظام و4 من “الأمن العسكري” والبقية -أي 12- من الميليشيات الموالية لإيران لا يعلم فيما إذا كان بينهم عناصر من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، قتلوا جميعاً جراء 10 ضربات إسرائيلية طالت مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة واللواء 137 والجبل المطل على مدينة دير الزور ومبنى الأمن العسكري، كما تسبب القصف بتدمير مواقع ومستودعات للأسلحة والصواريخ.

وفي البوكمال، قتل 16 من المليشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية جميعهم، جراء 6 ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح في منطقة الحزام وحي الجمعيات ومناطق أخرى ببادية البوكمال، كذلك تسبب القصف بتدمير مراكز وآليات.

أما في الميادين، فقد قتل 15 من الميليشيات الموالية لإيران، هم 11 من لواء فاطميون من الجنسية الأفغانية والبقية من جنسيات غير سورية لم تعرف هويتهم حتى اللحظة، قتلوا جميعاً جراء ضربتين جويتين استهدفت مواقع ومستودعات للسلاح في منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور، وأدى القصف أيضاً إلى تدمير مستودعات ومواقع.

-والمرة الثالثة كانت بتاريخ 22 كانون الثاني، حين استهدفت الضربات الإسرائيلية 5 مواقع على الأقل يتواجد بها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني ضمن قطعات النظام العسكرية بمحيط مدينة حماة وقربها في المنطقة الوسطى من سورية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، فيما تسببت بقايا الصواريخ التي أطلقتها كتائب الدفاع الجوي التابعة للنظام في محاولة منها للتصدي للصواريخ الإسرائيلية بمقتل عائلة مكونة من”امرأة وزوجها وطفلين”، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة وهم “رجل مسن بجراح خطيرة وطفلين وامرأة”، وذلك بعد سقوط بقايا إحداها على حي كازو الواقع في القسم الشمالي الغربي لمدينة حماة.

-المرة الرابعة كانت في الثالث من شباط/فبراير، حين استهدف القصف مزارع تتواجد فيها ميليشيات تابعة لـ”حزب الله” اللبناني والمقاومة الشعبية لتحرير الجولان، تزامنًا مع انفجارات في نقاط عسكرية تابعة للواء 90 دبابات التابع لقوات النظام والذي تتمركز فيه ميليشيات إيرانية، في منطقة الهبارية بريف القنيطرة قرب الحدود الإدارية مع محافظة درعا، ما أدى إلى تدمير تلك المواقع.

-بينما المرة الخامسة كانت في 15 شباط، حين استهدفت الضربات الإسرائيلية مقرات تابعة للفرقة الرابعة في الجبال المحيطة بطريق دمشق-بيروت والمعروف باسم (طريق بيروت القديم) تتواجد هناك مستودعات للأسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والمليشيات الموالية لها، الأمر الذي أدى إلى تدمير مستودعات صواريخ متطورة كانت إيران قد نقلتها مؤخراً إلى مقرات الفرقة الرابعة، كما جرى استهداف الفرقة الأولى التابعة للنظام السوري ومحيطها في منطقة الكسوة، بالإضافة لاستهداف مواقع أخرى غرب وجنوب غرب العاصمة دمشق.

وخلف 9 قتلى، اثنان قتلا بالقصف الذي طال منطقة الكسوة و7 قتلوا باستهداف مستودعات صواريخ تابعة للإيرانيين ضمن مقرات للفرقة الرابعة في الجبال المحيطة بطريق دمشق-بيروت والمعروف باسم (طريق بيروت القديم)، والقتلى جميعهم من جنسيات غير سورية وعربية.

– المرة السادسة كانت في 28 شباط، وطالت مواقع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني جنوب العاصمة دمشق، وجرى فرض طوق أمني كبير من قبل الحرس الثوري وحزب الله على المناطق المستهدفة في محيط السيدة زينب حيث طوقوا المواقع العسكرية المستهدفة بعد الضربات مباشرة ومنعوا اقتراب أي أحد منها إلا بإذن من قيادات منهم.

وفي 12 آذار تسنى للمرصد السوري الحصول على معلومات حول هذا القصف، حيث كان هدفه الرئيسي استهداف قيادات ضمن فيلق القدس لا يعلم إذا ما كانوا قيادات على المستوى الإيراني أم ضمن الملف السوري فقط، إلا أن الأشخاص البالغ عددهم 3 عمدوا إلى إفراغ المنزل الذين كانوا يقيمون فيه بمنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة قبل ساعات من الاستهداف الإسرائيلي، وسط معلومات بأن أحد الأشخاص الثلاثة يتبع لحزب الله اللبناني، وبالتالي تم إفشال الأهداف الإسرائيلية المرجوة، إذ تعمد قيادات تلك الميليشيات على تبديل أماكن إقامتهم بشكل دوري خوفاً من الاستهدافات بالإضافة لتبديل مواقعهم ومراكز تخزين السلاح والذخائر.

-المرة السابعة التي استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية هذا العام، كانت بتاريخ 16 آذار/مارس، حين استهدفت مستودعين للأسلحة للميليشيات الإيرانية داخل مواقع عسكرية لقوات النظام على بعد بضعة كيلو مترات من مطار دمشق الدولي، المستودع الأول الانفجارات فيه كانت عنيفة جداً بينما المستودع الثاني أقل من الأول ولا يعلم إذا ما كان هناك ذخائر موجودة مسبقاً هناك وانفجرت أيضاً.

-أما الاستهداف الثامن، فجرى في 8 نيسان، وتمكنت الصواريخ الإسرائيلية من تدمير مستودع للأسلحة والذخائر يرجح أنه يُستخدم من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، يقع ضمن موقع عسكري بالقرب من منطقة الديماس، وقتل 3 أشخاص بالقصف لم تُعرف جنسياتهم حتى اللحظة فيما إذا كانوا لبنانيين أم من جنسيات أجنبية من الميليشيات الموالية لإيران.

– الاستهداف التاسع، جرى بتاريخ 22 نيسان حين استهدفت صواريخ إسرائيلية قاعدة للدفاع الجوي التابع للنظام في منطقة الضمير، أدت إلى تدمير بطاريات للدفاع الجوي، ومقتل ضابط برتبة ملازم أول وسقوط 3 جرحى بحالة خطرة، يذكر أن منطقة الضمير تتواجد فيها مقرات ومستودعات للأسلحة تابعة للمليشيات الموالية لإيران.

– الاستهداف العاشر جرى بتاريخ 5 أيار، حين قصفت إسرائيل مستودعات للأسلحة والذخائر في جبال وغابات منطقة دير شميل بريف حماة الغربي عند الحدود الإدارية مع اللاذقية، وفي اللاذقية طال القصف مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر جنوب الحفة، وفي سوق الجمعة وهي منطقة فيلات قديمة جنوب اللاذقية. دوت انفجارات أيضا لا يعلم إذا ما كان قد سقط بقايا صواريخ دفاع جوي او قصف اسرائيلي لكن بشكل قطعي هناك بطاريات لدفاع الجوي قرب سوق الجمعة، وفي منطقة رأس شمرا ورأس العين بريف اللاذقية، قضى مدني وأصيب أكثر من 5 آخرين بجراح بينهم امرأة و3 أطفال، بالإضافة لتدمير معمل بلاستيك من المفترض أن صاحبه مدني.

وسقط في هذه المرة 8 قتلى من قوات “الحرس الثوري الإيراني” والميليشيات التابعة لها، وتوزعت الخسائر على الشكل التالي: 5 من الحرس الثوري من جنسيات إيرانية وأفغانية، بالقصف الإسرائيلي على مقراتهم في دير شميل بريف حماة الغربي عند الحدود الإدارية مع اللاذقية، و3 من الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني، اثنين منهم من جنسيات غير سورية وواحد من الجنسية السورية. بالإضافة لوقوع 9 جرحى على الأقل

– الاستهداف الحادي عشر جرى في السادس من أيار، حيث قامت مروحية إسرائيلية باستهداف نقطة عسكرية لقوات النظام، يتواجد بها عناصر يتبعون لسرايا الاستطلاع والرصد في “حزب الله” اللبناني، في محيط بلدة جباتا الخشب، شمالي القنيطرة، قرب الجولان المحتل، حيث جرى استهداف النقطة بصاروخين من قِبل مروحية إسرائيلية من فوق الجولان المحتل، وأسفر الاستهداف عن جرح ثلاثة عناصر ممن كانوا متواجدين في النقطة العسكرية، كما جرى استهداف استهداف نقطة عسكرية أُخرى في محيط تل الشعار أيضا، وفقًا لنشطاء المرصد السوري، ولم تعرف هوية المصابين إذا ما كانوا من جيش النظام، أم من سرايا الرصد والاستطلاع في “حزب الله”.

– الاستهداف الثاني عشر جرى بتاريخ 10 أيار، حيث قامت مروحية إسرائيلية باستهداف موقعًا يتواجد به شخص يعمل لصالح “حزب الله” اللبناني قرب موقع عين التنية غربي بلدة حضر ضمن الجولان السوري، مما أدى إلى مقتله بعد أسبوع من الاستهداف متأثراً بجراحه، ووفقًا للمصادر، فإن الشخص المستهدف من أبناء بلدة مجدل شمس المحتلة، ويقيم في بلدة حضر، وهو أبن كان أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولديه شقيقين قتلوا في معارك سابقة ضد فصائل المعارضة في ريف القنيطرة الشمالي.

– الاستهداف الثالث عشر جرى بتاريخ 9 حزيران، حين استهدفت طائرات إسرائيلية مواقع عسكرية في ريفي حمص ودمشق.

ففي حمص جرى استهداف نقاط ومواقع تابعة للدفاع الوطني والدفاع الجوي ومركز بحوث علمية بمحيط قرية خربة التينة شمال غربي حمص، بالإضافة لمستودع ذخيرة يرجح أنه لحزب الله جنوب حمص. خلف القصف هذا 11 قتيلاً من قوات النظام والدفاع الوطني بينهم ضابط عقيد.

وفي دمشق دوت انفجارات في محيط مطار دمشق الدولي وكتيبة للدفاع الجوي في منطقة الضمير، استهدف مستودعات أسلحة في الضمير.

-المرة الرابعة عشر والأخيرة حتى اللحظة، فكانت مساء 19 تموز الجاري، حيث شنت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية وتلك التابعة لها في منطقة الواحة التابعة للسفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي، وتمكنت من تدمير موقع وقاعدة عسكرية إيرانية، بالإضافة لمقتل 5 من تلك الميليشيات، اثنان منهم من الجنسية السورية من بلدتي نبل والزهراء، والبقية -أي 3- من جنسية غير سورية من الميليشيات الموالية لإيران.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام السوري يحتفظ بحق الرد على إسرائيل دائماً، بينما يقصف مناطق المعارضة والمناطق المدنية في سورية، وكذلك إيران التي لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران، فالنظام يسقط الصواريخ الإسرائيلية بضوء أخضر من روسيا، وبذات الوقت إسرائيل تقصف المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.