خلال 7 أيام.. “هيئة تحرير الشام” تعتقل 40 شخصاً من المنتمين “لحزب التحرير” واتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياستها

61

شهدت مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” منذ 6 أيار الجاري، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة، أثارت ردود أفعال لدى أهالي المنطقة، على خلفية اعتقال مدنيين ونشطاء وإمام مسجد ومنتمين لـ”حزب التحرير”، وكل من يخالف أوامر “الجولاني”، حول تحريض الثائرين على النظام واستعادة القرار من القادة والشرعيين، حيث طالت الاعتقالات 40 شخصاً بينهم ناشط إعلامي وإمام مسجد، إلا أن الاعتقالات كثفت ضمن مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” تزامناً مع رفض الأهالي للتقارب بين النظامين السوري والتركي، مروراً بملاحقة المنتمين لـ”حزب التحرير”، وصولاً إلى محاربة الجهاديين في إدلب، ولاسيما تنظيم “حراس الدين”، في محاولة واضحة من أبو “محمد الجولاني”، إظهار نفسه أكثر اعتدالاً، لكسب ثقة المجتمع الدولي.

وتعالت الأصوات في إدلب وريفها، منددة بالسياسات القمعية التي يمارسها “الجولاني”، ولا سيما بعد انتهاك حرمة المنازل من قبل أمنية “الهيئة”، كما لاقت حملة الاعتقالات ردود أفعال قوية لدى المنتمين لـ”حزب التحرير” ضد “الهيئة”، ما أفضت إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، وسقوط ضحايا مدنيين.

وفيما يلي يستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفاصيل حملة الاعتقالات والمداهمات على النحو التالي:

– 6 أيار، اعتقل عناصر الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام، نحو 10 عناصر من فصيل “حراس الدين” الجهادي في كل من جبل الزاوية ومحيط إدلب، من ضمنهم 3 عناصر من حراس الدين جرى اعتقالهم صباح اليوم من محيط مدينة إدلب، وفق ما أشار إليه المرصد السوري اليوم.

– 7 أيار، اعتقل الجهاز الأمن العام التابع لهيئة “تحرير الشام” 3 شاب ينتمون لحزب التحرير، اثنين منهما ينحدران من مدينة الأتارب والثالث ينحدر من بلدة السحارة بريف حلب الغربي.

– 7 أيار، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين عناصر من “حزب التحرير” من جهة، وعناصر من هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، في قرية دير حسان شمال إدلب، على خلفية حملة مداهمات نفذها جهاز الأمن العام التابع لهيئة “تحرير الشام” لاعتقال مطلوبين وأعضاء من حزب التحرير، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، كما استوقف عناصر من حزب التحرير سيارة بداخلها عنصرين من الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام، وأطلقوا النار عليهما بشكل مباشر، أسفر ذلك عن مقتل عنصر وإصابة الآخر بجروح خطيرة، وأضرم عناصر حزب التحرير النار وأحرقوا السيارة في قرية دير حسان شمالي إدلب.

– 8 أيار، شنت الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام حملة اعتقالات واسعة، استهدفت أكثر من 5 منازل في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي، واعتقلت خلالها عدة أشخاص، بتهمة المشاركة في قتل عنصر أمني تابع للهيئة، ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، فإن هيئة تحرير الشام شنت حملة اعتقالات في كل من إدلب المدينة وقرية دير حسان وكللي شمال إدلب، وجبل الزاوية وأريحا جنوب إدلب، بالإضافة إلى بلدة الأتارب وقرية السحارة غرب حلب ومناطق أخرى، أفضت لاعتقال 18 شخص بتهم مختلفة منها الانتماء لـ”حزب التحرير” وتنظيم “حراس الدين”، والسرقة وتجارة المخدرات.

– 9 أيار، داهمت دوريات من الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، اليوم، قرية دير حسان التي تعد من أكبر معاقل “حزب التحرير” على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة. ونفذ عناصر جهاز الأمن العام حملات اعتقال تعسفي طالت 4 مواطنين بينهم طفل اعترض عناصر “الهيئة” وتشاجر معهم لاعتقالهم أحد أقربائه، وسط تكسير أبواب المنازل وترويع الأطفال والنساء.

– 10 أيار، أقدم عناصر جهاز الأمن العام التابع لـ “هيئة تحرير الشام” على اعتقال ناشط إعلامي، بشكل تعسفي، بعد مداهمة منزله في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، دون معرفة سبب اعتقاله.

– 11 أيار، أقدم عناصر جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام على اختطاف إمام أحد المساجد وينتمي لحزب التحرير في قرية الزوف بريف جسر الشغور غربي إدلب، حيث جرى اقتياده لخارج القرية والتعرض له بالضرب المبرح والشتم بسبب انتقاداته لهيئة تحرير الشام وعناصر جهاز الأمن العام التابع لها على خلفية حملة الاعتقالات الأخيرة والمداهمات التي طالت عدد من المنتمين للحزب في ريف إدلب، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد هدد العناصر إمام المسجد بالقتل في حال قام بإلقاء الخطب والدروس في المساجد، قبل أن يتركوه خارج قرية الزوف.

– 12 أيار، أقدم عناصر جهاز الأمن العام التابع لـ”هيئة تحرير الشام” اليوم على اعتقال مواطن ينتمي لحزب التحرير في بلدة تفتناز شمال شرقي إدلب، كما أعتقل العناصر مواطن آخر ينتمي للحزب في مدينة إدلب.

– 13 أيار، اعتقل الجهاز الأمن العام التابع لـهيئة “تحرير الشام” على اعتقال شابين، أثناء عودتهما من مدينة إدلب باتجاه أريحا بريف إدلب، ويشار إلى أن أحد الشابين، جرى اعتقاله مرتين خلال الفترة السابقة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لـ “الهيئة”، أي تعتبر الثالثة من نوعها، أما الشب الأخر يعد هذا الاعتقال الثانية له من قبل أمنية “الهيئة”.

وبالتوازي مع حملة الاعتقالات والمداهمات شهدت مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” تظاهرات واحتجاجات غاضبة، ضد سياسات الهيئة، تحت شعار “يسقط الجولاني”، مطالبة بالكف عن السياسات القمعية في مناطق نفوذها، كما انتشرت إلى جانب ذلك، عبارات مناوئة للهيئة في شوارع المنطقة، كرسالة شعبية واضحة ترفض ممارسات الهيئة.

وجاء توزع الاحتجاجات على النحو التالي:

– 5 أيار، خرج العشرات من أبناء بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي، بتظاهرة شعبية، تنديداً بممارسات “هيئة تحرير الشام”، ولا سيما في شنها لحملات اعتقال تعسفية ضد المدنيين، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين داخل سجون “الهيئة”.

– 7 أيار، خرجت مظاهرة نسائية حاشدة في بلدة كللي بريف إدلب، تندد بممارسات “الهيئة” وزعيمها “الجولاني”، حيث تعالت الأصوات بـ “يسقط الجولاني” “ياجولاني ياخسيس”، وذلك نتيجة حملات الاعتقال التي طالت العشرات من السكان، بالتزامن مع التطبيع الدولي مع النظام، كما حملت النساء صورا لبعض المعتقلين الذين طالتهم يد الاعتقال من قبل أمنيي “الهيئة”.

– 8 أيار، خرجت عشرات النسوة، بتظاهرة في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، ضمن نفوذ هيئة “تحرير الشام”، تنديداً على حملة الاعتقالات العشوائية التي تشنها “الهيئة” في المنطقة، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين، ورددت النسوة شعارات “وين النخوة وين الشرف”، “تسقط هيئة “الجولاني” و”يسقط جهاز الظلم العام الذي ينتهك الحرمات”.

– 10 أيار، انطلقت مظاهرة نسائية غاضبة في مخيمات أطمة بريف إدلب قرب الحدود السورية – التركية، للتنديد بممارسات هيئة تحرير الشام التي انتهكت حرمات المنازل وحملت النسوة شعارات “جهاز الظلم العام ماذا تركتم لنظام الإجرام”، وسط حالة من الاحتقان الشعبي ضد تلك الممارسات، وفي سياق ذلك، كتب شبان عبارات جدارية ضد “الهيئة” التي لا يزال عناصرها يحاصرون قرية دير حسان على خلفية، إعدام عنصر وإصابة آخر من الجهاز الأمني وإحراق سيارة كانا يستقلانها، بعد أن استوقفهما عناصر من “حزب التحرير”، وأطلقوا النار عليهما بشكل مباشر، وأضرم عناصر “حزب التحرير” النار وأحرقوا السيارة في قرية دير حسان شمالي إدلب، وفي خضم هذه الأحداث، خط مجهولون عبارات على الجدران في مدينة أرمناز شمال غربي إدلب، تندد بممارسات هيئة تحرير الشام وحملاتها التعسفية ضد العديد من المواطنين والناشطين، كما تجمع العشرات من طلبة العلم والمشايخ في مناطق درع الفرات ضمن مدينة الباب في وقفة احتجاجية منددة بممارسات هيئة تحرير الشام ومتزعمها “الجولاني”، مطالبين بتوحيد الصفوف ضد “الهيئة”.

-12 أيار، خرج أبناء مدينة كفر تخاريم والأتارب والسحارة ودارة عزة بريف حلب، بتظاهرة ضد هيئة “تحرير الشام” وأجهزتها الأمنية، للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ولا سيما بعد حملة اعتقالات عشوائية نفذتها “الهيئة” ضد المدنيين، فيما هاجم عناصر جهاز الأمن العام التابع لـ “الهيئة” المتظاهرين في مدينة الأتارب لتفريقهم، وسط معلومات عن إصابات ضمن صفوف المدنيين.