خيمة مخصصة لـ «المحتاجين» السوريين على الحدود التركية

42

انطاكيا ـ «القدس العربي» : داخل مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية، وبالرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون هناك، يفتتح عمار وهو أحد عناصر الجــــيش الحـــر، خيمــــة «تطوع» لكي يجلس فيها كل سوري عابر سبيل، وذلك بعد أن قام بفرشها ووضع فيها المأكل والمشرب اللذين تحتاجهما عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص.
عمار المتزوج حديثا اتخذ إحدى الخيم مسكنا له ولزوجته، وهو يعمل في دكانه البسيط الذي افتتحه في المخيم، ليكسب منه قوت يومه، فيما يذهب للمرابطة ولخوض المعارك كلما استدعته الكتيبة التي يقاتل في صفوفها.
وعن هذه الخيمة يقول إن الكرم صفة تلازم كل سوري، وكيف لا وهي احدى القيم التي تحلى بها الإسلام والعرب، مضيفا «افتتحت هذه الخيمة لكل سوري يأتي إلى هنا وليس له أحد في هذا المخيم، أو لكل عائلة تصل هذا المخيم ولا تستطيع تأمين خيمة لعدة أيام».
يتابع «كثيرا ما أضطر للنوم في خيمة واحدة مع جيراني والذين هم أهل زوجتي لنستضيف من يقصدنا، حيث أقــــوم بافراغ خيمتي بالإضــــافة للخيمة التي افتتحتها لاســتقبال الضيوف إذا كانت عائلة كبيرة، وأغلب من يقصدنا هم إما قادمون من تركيا أو سوريا وتتقطع بهم الأوصال في المخيم.
بدوره، يخبرنا خالد كيف أصبح صديق عمار بعد ان استضافه ذات يوم، قائلا: «في يوم بارد وماطر من شتاء هذا العام كنت قادما من تركيا محاولا دخول الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، أي تهريب، لأنني لا أملك هوية تركية أو جواز سفر، واستوقفني الجيش التركي وأجبرني على العودة للأراضي التركية بعد اعتقالي لمدة ساعات.
ويتابع «انتظرت حتى ساعات المساء وخيم الظلام، ونجحت في العبور إلى سوريا، كان المخيم المتواجد فيه عمار أمامي، ولم أكن أعرفه حينها، وقفت أتامل وأفكر كيف ساقضي اللية ومن سيستضيفني لعدم وجود سيارات تقلني إلى قريتي البعيدة عن المخيم مايقارب 150 كيلو مترا كون الوقت أصبح متأخرا».
يقول خالد: «سألت رجلا كان يقف على باب خيمة كانت بالقرب مني، هل يوجد مسجد أقضي فيه ليلتي فدلني إلى عمار، أكملت طريقي إلى الخيمة التي يسكن فيها، وعندما ناديته خرج الي بوجه بشوش واستقبلني أحسن استقبال، وخاصة بعد أن عرف أنني عابر سبيل».
ويبين «قدم لي عمار الطعام والشراب في خيمته، ثم اصطحبني إلى الخيمة التي وضعها في خدمة كل سائل لأقضي فيها تلك الليلة وأعود صباحا إلى قريتي، بعد إن أصبحت وعمار صديقين».
يشار إلى أن مئات العائلات السورية تنزح بشكل يومي إلى مخيــــمات اللجــــوء على الحـــدود السورية التركية، ومنها من تعبر إلى تركيا نتيجة القصف المكثف الذي يستهدف قراهم وبلداتهم من قبل قوات النظام السوري، ولا بد ان يكون لخيمة عمار نصيب من استقبال إحدى هذه العائلات.

عبدالله الجدعان