خَليفة ميركل المُحتمل متهم بدعم بوتين والأسد!

52

اهتمت صحيفة “دير شبيغل” بمواقف الزعيم الجديد للحزب الديموقراطي المسيحي أرمين لاشيت بشأن عدد من القضايا الدولية، بشكل أوحى بأنه قريب من الرئيس الروسي بوتين أو السوري الأسد. غير أن الأمر قد يكون أعقد من ذلك بكثير.

بعد انتخابه رئيسا للحزب الديمقراطي المسيحي، بدأت وسائل الإعلام وصناع الرأي يهتمون بمواقف أرمين لاشيت بشأن السياسة الخارجية، وهو الذي قد يصبح المستشار المقبل لألمانيا. أسبوعية “دير شبيغل” (18 يناير/ كانون الثاني 2021) قدمت صورة للاشيت مثيرة للاهتمام، إذ اعتبرته “مدافعا عن الأسد” ومن “دعاة الحوار” مع بوتين.

وكتبت “نادرا ما تمت مناقشة مواقف لاشيت في السياسة الخارجية وتم التركيز بشكل خاص على مواقفه في السياسة الداخلية. إنه لأمر مؤسف، لأن ألمانيا لاعب مهم في السياسة الدولية (..) في الماضي، اختلفت مواقفه في السياسة الخارجية اختلافا كبيرا عن مواقف أنغيلا ميركل، فمثلا انحاز لاشيت للديكتاتور بشار الأسد في وقت مبكر من الحرب السورية”.

واستطردت “دير شبيغل” أنه بصرف النظر عن سوريا، فقد “أشار لاشيت مرارا وتكرارا إلى أنه ينتمي إلى أولئك الذين يعتقدون أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم التحاور بما يكفي مع روسيا (على الرغم من وجود حوار دائم مع روسيا باستمرار ومنذ سنوات). لقد اشتكى ذات مرة من “الشعبوية المعادية لبوتين”، دون أن يحدد معنى ذلك”. مقال مثير للاستغراب خصوصا وأن لاشيت معروف بولائه لميركل وبقربه السياسي منها.

هل تم إخراج مواقف لاشيت عن سياقها؟

موقع “تيلي بوليس” انتقد مقال “دير شبيغل” وكتب (18 يناير/ كانون الثاني 2021) مدافعا عن لاشيت“كما هو الحال دائمًا في فن البورتريه والرسوم الكاريكاتورية، يكشف الفنان الكثير من ذاتيته الخاصة. في البرورتريه الذي رسمه رئيس الشؤون الدولية في “دير شبيغل” بشأن مواقف لاشيت في السياسة الخارجية، يمكن في الواقع قراءة خط السياسة الخارجية لشبيغل قبل كل شيء”. واتهم المقال الصحيفة بالانتقائية مذكرا بتغريدة للاشيت على تويتر في 12 سبتمبر/ أيلول 2015 قال فيها “لماذا يعتبر تدخل روسيا ضد داعش “مقلقا”، فيما الضربات الجوية الغربية مفيدة؟ الحل الوحيد في سوريا هو مع روسيا“. كما أشار لاشيت إلى أن الأسد حارب تنظيم داعش الإرهابي، لكن “وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاول إضعاف الأسد في تلك المعركة”. وأضاف “تيلي بوليس” أن “الثورة التي خططت لها بعض ميليشيات المعارضة، (عندما لم تكن تتحدث لوسائل الإعلام الغربية) أطلقوا عليها اسم “الجهاد السوري”. كان المقصود بذلك إقامة دولة إسلامية”.

على كل حال، يبدو أن روسيا استقبلت بارتياح انتخاب لاشيت، فقد كتبت صحيفة “كوميرسانت” الروسية (18 يناير/ كانون الثاني 2021) “بالنسبة لموسكو، فإن انتخاب لاشيت هو الأفضل مقارنة بالمرشحين الآخرين. ليس فقط لأن هناك أكثر من ألف شركة في ولايته (شمال الراين وويستفاليا) لها علاقات اقتصادية مع روسيا، ولكن لكونه أيضا يدعو للحوار مع روسيا. وهذا ما يميزه عن نوربرت روتغن، الذي ينتقد بشدة السياسة الروسية، وعن السيد ميرتس، الذي يعطي الأولوية للتعاون الأطلسي”.

 

 

 

المصدر:DW