دعم أميركي «ناري» لـ «قسد» في معركة تحرير الطبقة

28

عشية محادثات «جنيف 5» المقرر أن تنطلق اليوم بحثاً عن حل سياسي للأزمة، تتزاحم التطورات الميدانية على الخريطة السورية، ما بين الاستعدادات المتواصلة لمعركة تحرير الرقة، وجديدها دعم «ناري» أميركي لـ«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) للسيطرة على سد الطبقة، وبين المعارك العنيفة المتواصلة على جبهة دمشق والمُستجدة على جبهة ريف حماة بين قوات النظام وفصائل المعارضة.

وأعلن المتحدث باسم «البنتاغون» الميجور ادريان رانكين-غالواي، أمس، إن «قوات التحالف (بقيادة الولايات المتحدة) تقدم دعما» لقوات «قسد» بالمدفعية والاسناد الجوي لاستعادة سد الطبقة الاستراتيجي في غرب الرقة.

من جانبه، أوضح قيادي في «قسد» أن قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) «نفذت مع عناصر من قوات سورية الديموقراطية انزالاً جوياً من المروحيات في ثلاث قرى جنوب نهر الفرات هي أبو هريرة ومشيرفة ومحمية الثورة بهدف التقدم باتجاه مدينة الطبقة». وتبعد تلك القرى نحو 15 كيلومتراً غرب مدينة الطبقة.

وأشار إلى أن عناصر أخرى من «قسد» عبرت بحيرة الاسد في زوارق لتصل الى مكان الانزال لدعم الهجوم.

وأعلنت «حملة غضب الفرات» عن قطع تلك القوات «الطريق الدولية حلب – الرقة – دير الزور»، الذي تعد طريق امدادات اساسية لتنظيم «داعش» بين مناطق سيطرته في المحافظات الثلاث.

وتشكل مدينة الطبقة هدفاً لـ»قسد» في إطار حملة «غضب الفرات» التي اطلقتها في نوفمبر من العام الماضي، لطرد «داعش» من الرقة بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وتعد مدينة الطبقة معقلاً للتنظيم ومقراً لأبرز قياداته، وهي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة.

وأكد المصدر في «قسد» أن «لمدينة الطبقة أهمية استراتيجية فهي تضم سجوناً ومقار ومخازن اسلحة للتنظيم، بالاضافة الى انها تقع قرب أكبر سد في سورية هو سد الفرات».

وفي المنطقة نفسها، سقط 33 قتيلاً على الاقل في غارة للتحالف الدولي استهدفت مدرسة تستخدم مركزاً لايواء للنازحين.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان»، أمس، أن الغارة جرت صباح اول من امس في جنوب بلدة المنصورة الخاضعة لسيطرة «داعش» في الرقة، مشيراً إلى أن الضحايا من عائلات نازحة من الرقة وحلب وحمص وأن المدرسة كانت تضم نحو خمسين أسرة من النازحين.

وأوضح أنه حدد الجهة المسؤولة عن الغارات من خلال نوع المقاتلات الجوية والذخائر التي تستخدمها، مشيراً إلى أن أقرب منشأة تابعة لـ«داعش» من موقع الضربة الجوية، هي مدرسة دينية على مسافة ثلاثة كيلومترات.

وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف سيحقق في المعلومات عن سقوط ضحايا.

من جهة أخرى، حققت فصائل المعارضة تقدماً كبيراً في الهجوم الواسع الذي بدأته أول من أمس على مواقع النظام في ريف حماة.

وأفاد «المرصد» أن الفصائل تقدمت لتصبح على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام.

ويقود الهجوم «هيئة تحرير الشام» وهي تحالف من فصائل إسلامية تهيمن عليه «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، بمشاركة قوات تعمل تحت راية «الجيش السوري الحر».

وأفادت مصادر المعارضة أن الفصائل المشاركة في المعركة التي أُطلقت عليها تسمية «وقل اعملوا»، نجحت أمس في السيطرة على مناطق جديدة وحواجز عسكرية في ريف حماة الشمالي، رغم إرسال النظام تعزيزات إلى المنطقة.

وأشارت إلى أنه تمت السيطرة على بلدة صوران الاستراتيجية وبلدة خطاب ورحبتها العسكرية والمستودعات القريبة من الرحبة وعلى حواجز غزال والغربال والصفوح والنقطة 50، ومداجن السباهي، ومداجن القشاش وقرية خربة الحجامة وسوبين.

وأكدت أن «فصائل المعارضة كسرت خطوط الدفاع الاولى عن بلدة قمحانة التي تعتبر أبرز مواقع قوات النظام، وأن سيطرتها على بلدة خطاب تعد خطوة مهمة كونها تقابل مطار حماة العسكري، مما يسهل من استهدافه والاقتراب نحوه من الجهة الغربية لتسهيل العمليات العسكرية».

وأقرت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام بأن المعارضة سيطرت على غالبية بلدة صوران باستثناء الجزء الشمالي منها.

وحسب «المرصد»، تعد صوران أحد «أهم الخطوط الدفاعية للنظام بين محافظتي حماة وإدلب» المحاذيتين.

وفي دمشق، تواصلت الاشتباكات العنيفة، لليوم الرابع على التوالي، أمس، بين قوات النظام وفصائل المعارضة على محاور أحياء جوبر وبرزة والقابون.

إلى ذلك، سجل توتر حدودي بين تركيا والأكراد، حيث أعلن الجيش التركي، أمس، عن مقتل أحد جنوده بنيران قناص من منطقة يسيطر عليها الأكراد في الجانب السوري من الحدود بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، فيما أكد الأكراد سقوط 10 جرحى في قصف مدفعي تركي.

وتأتي هذه التطورات الميدانية عشية بدء الجولة الخامسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف.

وأعرب مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا عن قلقه إزاء تلك التطورات وتأثيرها على مسار التفاوض.

وبعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، قال دي ميستورا «هناك تطورات على الارض تثير القلق»، مضيفاً «يجب التوصل الى عملية سياسية بأسرع وقت ممكن».

من جهته، دعا لافروف إلى تثبيت التقدم «الهش» الذي تحقق في الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف، مشدداً على ضرورة التقدم في المسارات الأربعة المحددة للتفاوض، وهي مسائل الدستور والانتخابات والمرحلة الانتقالية ومحاربة الإرهاب.

المصدر: عيون الخليج