دفعات الخارجين من مزارع الباغوز تحمل معها مزيداً من الأطفال المتوفين وترفع إلى 51 تعداد من فارقوا الحياة في مخيم الهول وفي الطريق إليه

39

لا تزال الدفعات القادمة من مزارع شرق الفرات في الريف الشرقي لدير الزور بالقرب من منطقة الباغوز، تحمل معها مزيداً من الوفيات من الأطفال الذين لم يتمكنوا من تحمل الأحوال الجوية والأوضاع الصحية في مناطق تواجد التنظيم وخلال رحلة النزوح نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مخيم الهول، حيث وصلت ضمن الدفعة الواصلة إلى مخيم الهول ليل أمس الثلاثاء الـ 26 من شباط / فبراير الجاري، طفلة متوفية نتيجة تفاقم سوء حالتها الصحية، لترتفع أعداد الوفيات في مخيم الهول إلى 51 حالة معظمهم من الأطفال، ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة، والقسم الأكبر منهم فارق الحياة نتيجة أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال رحلة الوصول إلى مخيم الهول، آخرها حالتان فارقتا الحياة إحداها في المخيم وآخر في المشفى، فيما أشعل تصاعد الوفيات استياء النازحين الذين أكدوا للمرصد السوري أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة أطفالهم وذويهم، وهي من تتحمل المسؤولية الأولى عن كل هذا التقصير من خلال منظماتها المرتشية التي تعمد لإهانة النازحين، فيما تكتفي المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية التي تضفي لها نقاطاً على الساحة الإنسانية الدولية.

كما نشر المرصد السوري ليل أمس أنه حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن دفعة جديدة من مئات الأشخاص، خرجت اليوم الثلاثاء الـ 26 من شباط / فبراير من العام الجاري 2019، ورصد المرصد السوري خروج نحو 1400 شخص من المدنيين وعوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” وعناصره، بينهم ما لا يقل عن 350 من عناصر التنظيم، حيث أكدت المصادر الموثوقة أنه جرى إخراج من خرج من مزارع الباغوز في شرق الفرات، فيما لا يزال هناك أعداد كبيرة من المدنيين والمقاتلين وعوائل عناصر التنظيم وقادته، ممن ينتظرون الخروج تزامناً مع امتناع عشرات القادة و”الأمراء” عن الخروج واختيارهم القتال حتى النهاية، ليرتفع إلى 3600 بينهم 470 من عناصر التنظيم تعداد من خرجوا خلال الـ 24 ساعة، وبذلك يرتفع إلى 51050 عدد الخارجين الذين وثقهم المرصد السوري منذ الأول من ديسمبر الفائت من العام 2019، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية والغربية من بينهم أكثر من 49050 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 5352 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما علم المرصد السوري أن نحو 300 من عناصر التنظيم تمكنوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة من التسلل عبر نهر الفرات إلى الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والروس والإيرانيين في شمال تدمر

كذلك كان المرصد السوري نشر خلال الـ 24 ساعة الفائتة أنه جوع على جوع، ونزوح تلو الآخر، ولأن العالم يتظاهر بعدم الرؤية وضعفها، ويمتنع عن سماع الأصوات المستغيثة، ويتمنع عن تقديم المساعدة، تتصاعد المأساة وتزداد المعاناة مع كل موت جديد أو رحلة نحوه، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان لا يزال يتابع الملف الإنسان للنازحين في مخيمات ريف الحسكة وشرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري 4 مخيمات رئيسية في المنطقة هي مخيمات روج وعين عيسى ونيروز والهول، والتي تحمل الجوع والموت والمعاناة تجاه تأمين مستلزمات الحياة اليومية، فقد رصد المرصد السوري تواجد نحو 61 ألف نازح في هذه المخيمات الأربعة، موزعين على نحو 13000 عائلة، ورصد المرصد السوري تواجد 12900 شخص في مخيم عيسى، من ضمنهم 10273 طفلاً ومواطنة، فيما تواجد في مخيم روج 1696 شخصاً بينهم 1616 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم نوروز 319 طفلاً ومواطنة بينهم أكثر من 250 طفلاً ومواطنة، في حين تواجد في مخيم الهول نحو 45500 نازح بينهم 561 عائلة من جنسيات أجنبية، مؤلفين من 1470 شخصاً، ومن ضمن مجموع المتواجدين في مخيم الهول 5930 عائلة لاجئة إلى المخيم ويبلغ عددهم 22531، وسط أوضاع إنسانية متردية تشهدها هذه المخيمات من سوء تعامل من فرق الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية، والأمم المتحدة، وتفشي الرشاوى والفساد مقابل الحصول على المعونات بالإضافة للمحسوبيات، كما رصد المرصد السوري نقصاً كبيراً في المواد المقدمة من قبل الجهات الإغاثية الدولية.

المصادر الموثوقة كانت أكدت للمرصد السوري مؤخراً أن اجتماعاً جرى بين لجنة من الأمم المتحدة، ولجنة من إدارة المخيمات ومن مخيم الهول، وتم إطلاع اللجنة على الأوضاع والمعلومات، حول إنشاء مخيم في منطقة الصور بالريف الشمالي لدير الزور، بمساحة نحو 50 دونماً، حيث تجري عمليات تواصل بين إدارة اليونيسيف ومفوضية اللاجئين وإدارة دير الزور، للمباشرة بإرسال المساعدات والمواد اللازمة والبدء بإنشاء موقع للمخيم، كما أن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن النازحين لا يزالون يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في داخل المخيم، نتيجة تمنع اللجان الموجودة داخل المخيم والمعينة من قبل الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، عن تقديم المساعدات، وتعمدهم لتلقي الرشاوي، مقابل توزيع المعدات والخيم والمساعدات الموجودة والمكدسة في مخازن المفوضية والأمم المتحدة، في الوقت الذي تطلب فيه الأطراف الاخيرة، تأمين الطريق لإيصال المساعدات، كما أكدت المصادر الموثوقة أن أحد الإداريين القائمين على عملية التوزيع، والموظف من قبل المفوضية والأمم المتحدة، يعمد لإهانة النازحين وشتمهم واعتبارهم عناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية”