دمشق تبدي استعداها للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة الشهر المقبل

37

اعلن النظام السوري الخميس على لسان وزير خارجيته وليد المعلم عن استعداده للمشاركة في محادثات مع المعارضة ستعقد في جنيف الشهر المقبل، لافتا في الوقت ذاته الى انه ينتظر ان يرى لائحة اعضاء الوفد الذي سيفاوضه.

ميدانيا، قتل 20 مدنيا على الاقل بينهم سبعة اطفال الخميس في غارة نفذتها طائرات النظام السوري استهدفت بلدة الحمورية في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وخلال زيارة رسمية الى الصين الخميس، قال المعلم ان دمشق “مستعدة للمشاركة في الحوار السوري – السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي”.

وفي 19 كانون الاول/ديسمبر تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع للمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري قبل حوالى خمس سنوات، قرارا يحدد خارطة طريق لحل سياسي للحرب التي تمزق البلاد تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة في شهر كانون الثاني/يناير.

-بانتظار وفد المعارضة-

صدر قرار مجلس الامن بعد حوالى شهرين من جهود دبلوماسية اطلقها ممثلون عن 17 دولة في فيينا، بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران.

واوضح المعلم في ختام لقائه بنظيره الصيني وانغ يي “وفدنا سيكون جاهزا ما ان نتلقى لائحة وفد المعارضة. نأمل ان يساعدنا هذا الحوار في تشكيل حكومة وحدة وطنية”.

وللمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري شاركت فصائل مسلحة في مؤتمر للمعارضة السورية عقد في الرياض في التاسع والعاشر من كانون الاول/ديسمبر وانتهى بتأسيس هيئة عليا للتفاوض مع النظام السوري.

ويصنف النظام السوري كافة الفصائل المسلحة التي تقاتله بـ”الارهابية”. وكلفت مجموعة الـ17 حول سوريا، الاردن بوضع لائحة بالتنظيمات الارهابية، واعلنت عمان يوم الجمعة الماضي ان هناك توافقا تاما على ان تضم تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).

وينص قرار مجلس الامن ايضا على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون ان يذكر مصير الرئيس السوري بشار الاسد، وهي نقطة محور خلاف بين واشنطن وموسكو.

واكد المعلم “لانه قرار لمجلس الامن، من واجب الدول كافة تنفيذه ونحن مستعدون لتنفيذه طالما يتم احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله”.

واضاف ان حكومة الوحدة الوطنية “ستشكل لجنة دستورية لبلورة دستور وقانون انتخابي جديدين بحيث يمكن تنظيم الانتخابات التشريعية في مهلة 18 شهرا”.

ويستثني وقف اطلاق النار، وفق القرار، “الاعمال الهجومية او الدفاعية” ضد التنظيمات الارهابية، لا سيما تنظيم الدولة الاسلامية الذي يخوض معارك على جبهات عدة، يتقدم في احداها ويتراجع في اخرى.

-تراجع للجهاديين في شمال سوريا-

غداة اعلانها معركة تحرير ريف كوباني (عين العرب) في محافظة حلب (شمال) من تنظيم الدولة الاسلامية، حققت قوات سوريا الديموقراطية تقدما باتجاه سد تشرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي يولد الكهرباء لمنطقة واسعة في محافظة حلب.

وقال المتحدث باسم تلك القوات طلال سلو لفرانس برس “المعركة حاليا هي لتحرير جنوب مدينة صرين في ريف كوباني الجنوبي”، وصولا الى سد تشرين. واوضح ان قوات سوريا الديموقراطية تقدمت ثمانية كيلومترات جنوبا لتصبح على بعد 12 كيلومترا من السد، مشيرا الى غطاء جوي يوفره الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن.

يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على سد تشرين منذ ربيع العام 2014 بعد تمكنه من طرد الفصائل المقاتلة، كما على الضفة الغربية لنهر الفرات من جرابلس على الحدود السورية التركية الى الرقة، وفق ما قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس.

وهذه المعركة هي الثانية التي تخوضها قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية وكردية، ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ تأسيسها في 12 تشرين الاول/اكتوبر، اذ تمكنت الشهر الماضي من طرد الجهاديين من مناطق واسعة في ريف الحسكة الجنوبي (شمال غرب).

وعلى جبهة اخرى، تستمر الاشتباكات في مدينة دير الزور (شرق) بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية غداة سيطرة الاخير على حي الصناعة فيها. وترافق المعارك غارات كثيفة لطائرات النظام والمقاتلات الروسية.

واسفرت هجمات انتحارية نفذها التنظيم واشتباكات عنيفة الاربعاء عن مقتل 26 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له و15 جهاديا، بحسب المرصد.

ويسعى التنظيم المتطرف منذ اكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، تحت سيطرة قوات النظام. ويسيطر التنظيم منذ العام 2013 على الجزء الاكبر من المحافظة وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الاعلى انتاجا في سوريا.

-المزيد من القتلى المدنيين-

قتل “20 مدنيا على الاقل بينهم سبعة اطفال واصيب العشرات الخميس في قصف للطائرات الحربية التابعة لقوات النظام السوري على وسط بلدة الحمورية في الغوطة الشرقية لدمشق”، وفق عبد الرحمن.

كذلك افاد المرصد عن غارات للنظام على أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 18 آخرين، كما قتل مدنيان في قصف مدفعي على مدينة دوما، بحسب المرصد.

وتعد الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، ودائما ما تتعرض مع محيطها لقصف مدفعي وجوي مصدره قوات النظام، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف.

تشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح ولجوء اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

afp_tickers

 

المصدر: swissinfo