“دمشق1” بعد “أستانا” ولقاء موسكو.. العين على “جنيف”

23

بعد انتهاء لقاء موسكو الذي دعت إليه روسيا، في السابع والعشرين من الجاري، والذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشخصيات من المعارضة السورية القريبة من موسكو، وبعض الشخصيات السورية المعارضة الأخرى، والذي جاء بعد انتهاء أعمال مؤتمر “أستانا”، بدأت تحضيرات لعقد مؤتمر موسّع لمختلف القوى المعارضة السورية القريبة من النظام، يتم تتويجه بما سُمّي بمؤتمر “دمشق1” الذي يسعى لضم جميع القوى السورية الداخلية، والتي يحظى أغلبها برضى من النظام السوري، وتربطه علاقات سياسية ملحوظة بروسيا.

وفد روسي رسمي وشعبي يسبق “دمشق1”

وقال المعارض السوري فاتح جاموس، على صفحته الفيسبوكية بتاريخ 28 من الجاري إن الروس سيدعمون هذا المؤتمر، عبر وفد روسي رسمي وشعبي سيأتي إلى اللاذقية “على الأرجح”، على حد قوله، ولإطلاق “مسار الحوار السوري الداخلي” وأن هذا الوفد الروسي الرسمي والأهلي، كما وصفه، سيجري “عملية استماع وحوار مع الطيف الواسع من المجتمع السوري”، لينتهي بنقطتين، إحداهما عقد مؤتمر “دمشق1” وثانيهما هي الدور الروسي الذي عبّر عن دعمه له، قائلاً: “إننا الآن ندعم، بكل قوة، الخطوة الروسية، وسنعمل على إنجاحها”.

بدوره قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات “أستانا” محمد علوش، الأحد، في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، إن محادثات “أستانا”: “لم تنجح، لكنها في الوقت ذاته، لم تفشل”، مؤكداً أن المعارضة السورية لن “تتنازل عن مطالبها” مهما بلغ الأمر “من تصعيد من الأطراف الأخرى”، على حد قوله.

وكانت وكالة “سانا” الرسمية قد تحدثت، السبت، عن اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تطرق إلى الأزمة السورية، من خلال ما نقلته عن الرجلين بأنه “تفعيل خطوات عملية” بشأن تسوية الأزمة السورية وفقاً للقرار 2254. كما قالت الوكالة.

منصّة موسكو “فوجئت” بتأجيل “جنيف”

وعبّر وزير الخارجية الروسي عن تفاؤله من نتائج مؤتمر “أستانا” الذي انعقد يومي 23 و24 من الجاري، دون أن يقوم نظام الأسد وفصائل المعارضة السورية التي حضرته، بالإمضاء على البيان الذي صدر في ختام المؤتمر، بتوقيع روسي إيراني تركي.

وقال رئيس منصة موسكو المعارضة قدري جميل، إنه فوجئ بتأجيل موعد انعقاد مباحثات جنيف التي سبق وأعلن عنها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، والتي كانت مقررة بتاريخ الثامن من الشهر القادم. وقال جميل: “نحن فوجئنا بخبر التأجيل الذي أعملنا به (وزير الخارجية الروسي) لافروف، نقلاً عن الأمم المتحدة، وليس لافروف الذي أجّل (الموعد)”. حسب كلامه لفضائية عربية قريبة من نظام الأسد، الجمعة. فيما لم تؤكد الأمم المتحدة نبأ تأجيل المفاوضات إلى نهاية الشهر القادم، عوضا مما كان مقررا بالثامن منه.

وأكد المعارض السوري قدري جميل والمقرب من موسكو، أن الروس مقتنعون بضرورة وجود وفد سوري معارض موحّد إلى مباحثات “جنيف” المقبلة. في الوقت الذي تخشى فيه المعارضة السورية، ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات ومعها الائتلاف، أن يكون “توحيد” الوفد السوري المعارض، شكلا من أشكال تذويبه في دهاليز المنصّات التي تتشكّل في الداخل السوري تحت عين النظام ورضاه، مما يفقده ضراوته التفاوضية ومبادئه الأساسية التي يقف على رأسها بيان “جنيف” 2012 الذي ينص على قيام هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تؤدي إلى رحيل الأسد، بالضرورة.

منصات جديدة 

خصوصاً أن الخطاب السياسي الروسي، في ما يتعلق بحل الأزمة السورية، وبعد “أستانا” أصبح يركّز أكثر على القرار 2254 دون الإشارة إلى بيان “جنيف” 2012.

ولم يُعلَم الوفد الروسي الرسمي والأهلي الذي سيزور اللاذقية ودمشق، والذي تحدث عنه المعارض السوري القريب من موسكو فاتح جاموس بأنه سيؤدي إلى ماسمّاه “دمشق1″، من سيضم في صفوفه، وما إذا كان سيمثل جزءاً أساسياً من الخطة الروسية في سوريا، أو ما إذا كان سيمثّل حراكاً سياسياً روسياً يسبق موعد انعقاد “جنيف” الذي حدّد بنهاية الشهر القادم، أو ما إذا كان مرتبطاً بدبلوماسية “المنصّات” التي يلجأ إليها الروس ونظام الأسد، محاولة لتفتيت الكتلة السورية المعارضة الصلبة، ممثلة بالهيئة العليا للتفاوض، ومحاولة جعلها مساوية بالحجم والتمثيل، لباقي المنصات التي لا تمتلك أي تمثيل في الشارع السوري. خصوصا أن جاموس كان أكّد أن هناك سعياً جدياً لإطلاق “منصّات” جديدة أخرى في سوريا. مع كل ما يعنيه هذا الأمر من تشتت وضبابية في المشهد السياسي السوري الداخلي.

المصدر: العربية.نت