دوما بعد أكثر من 3 سنوات ونصف من السيطرة عليها: الروس يتحكمون بزمام الأمور ويحاولون إظهار “الاستقرار” إعلامياً.. والنظام حمل وديع يكتفي بفرض الإتاوت

36

محافظة ريف دمشق: أكثر من ثلاثة أعوام ونصف مرت من سيطرة النظام والروس على مدينة دوما في ريف دمشق، والتي أعقبها سيطرة النظام على كامل مناطق الغوطة الشرقية، وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المدينة تشهد عودة كبيرة للأهالي ممن كانوا متواجدين في مناطق سيطرة النظام خلال فترة سيطرة الفصائل، حيث عاد لمدينة دوما عقب سيطرة النظام والروس عليها نحو 200 ألف نسمة، ويقدر عدد سكان المدينة حاليًا بنحو 400 ألف نسمة أي أن نحو نصف عدد السكان الذين كانوا قبل اندلاع الحرب في سوريا.

مقارنة بباقي مناطق الغوطة الشرقية، تعتبر مدينة دوما التي كانت المعقل الرئيسي لـ “جيش الإسلام” أفضل حالًا من ناحية قبضة النظام الأمنية، كون السلطة الكبرى فيها للقوات الروسية والتي تقوم وبشكل دوري بإجراء دوريات في المدينة، أما حواجز النظام المنتشرة في المدينة وعلى مداخلها مهمتها الوحيدة فقط، فرض إتاوات على سيارات نقل البضائع، أي أن المدينة تعيش حالة هدوء نسبي من الناحية الأمنية باستثناء وجود بعض الاعتقالات بحق أشخاص بتهم تتعلق بـ “تمويل الإرهاب أو حيازة أسلحة”.

إلا أن عدد كبير من الشبان المطلوبين للنظام يتحركون بأريحية في المدينة على اعتبار بأن أجهزة النظام الأمنية لا تقوى على اعتقالهم بوجود الروس الذين يحاولون إظهار المنطقة “إعلامياً” تعيش بحالة استقرار في ظل وجودهم وليس حباً بأبناء الشعب السوري بكل تأكيد.

أما من ناحية الخدمات، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه لا يوجد أي تمويل من قِبل محافظة ريف دمشق لإعادة تأهيل المدارس والمنشآت العامة التي خربت ودمرت بفعل عمليات النظام والروس العسكرية، حيث أن النظام فرض على تجار المدينة إعادة إعمارها والتي كان آخرها إعادة تأهيل وبناء شعبة التجنيد على حساب تجار المدينة، أي أن الخدمات الحكومية غائبة بشكل شبه كامل عن المدينة ويعتمد الأهالي على الخدمات التي كانت متوفرة خلال فترة سيطرة الفصائل على المدينة، من استمرار عمل الأمبيرات الكهربائية “المولدات” و شبكات المياه، أما عن آجارات المنازل والمحال التجارية فتعتبر مدينة دوما مقارنة بأسعار الآجارات في العاصمة دمشق أقل بكثير، حيث حيث يتراوح آجار المنزل في مدينة دوما مابين 50 ألف و 80 ألف ليرة سورية، أما في العاصمة دمشق التي لاتبعد سوا بضعة كيلومترات يبلغ أقل أجار منزل نحو 400 ألف ليرة سورية.