دويلة” الهول خلال تشرين الأول: شهر كامل يمر دون أي جريمة لأول مرة منذ مطلع العام.. وخروج لنحو 20 عائلة من النازحين السوريين و50 عائلة عالقون في مركز “الاستقبال”

44

لاتزال الأحداث التي تشهدها “دويلة” الهول الواقعة أقصى جنوب شرقي الحسكة، خير دليل على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر العاشر من العام 2021.
ولم يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أي جريمة قتل خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وهو حدث ملفت حيث أن لأول مرة منذ مطلع العام يمر شهر كامل دون تسجيل أي جريمة قتل.
والجدير بالذكر أن تعداد الجرائم منذ انتهاء المرحلة الأولى للحملة الأمنية وحتى نهاية أيلول، بلغ 31 جريمة قتل، وهو مؤشر لا يدعو للتفاؤل وسط تخوف من عودة جرائم القتل للتصاعد في مخيم الهول.
وبذلك، بلغ تعداد جرائم القتل في المخيم منذ مطلع العام 2021، 70 جريمة، 13 منها جرت خلال الشهر الأول، و10 جرت في الثاني، و17 في الشهر الثالث، وواحدة في الشهر الرابع، و6 في الشهر الخامس، و6 في الشهر السادس، و6 في الشهر السابع، و8 في الشهر الثامن، و3 في الشهر التاسع.
ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري فإن الجرائم هذه أسفرت عن مقتل 75 شخص، هم: عنصران من الأسايش، و55 من اللاجئين العراقيين بينهم 3 أطفال و16 امرأة، و18 من حملة الجنسية السورية بينهم طفل وطفلة و5 نساء و”رئيس المجلس السوري” في المخيم، وفي السياق ذاته قتل مسلح من الخلايا المسؤولة عن عمليات القتل، بعد تفجير قنبلة أثناء ملاحقته من قبل دورية تابعة للأسايش.

بينما شهد 14 تشرين الأول، اعتداء 4 مسلحين يرجح أنهم خلايا مرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، على لاجئة عراقية في الفيز الأول بمخيم الهول في ريف الحسكة.
ووفقًا للمصادر، فإن مسلحين ملثمين استوقفوا المرأة العراقية، وسألوها عن اسمها، وهددوها بالقتل قبل أن يعتدوا عليها بالضرب بعصا خشبية، ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وتعرضت المرأة لضربات في الرأس وعلى أيديها، حيث تم نقلها إلى مشفى الهلال الأحمر الكردي ليتم نقلها إلى مشفى الشعب في الحسكة.

في حين شهد شهر تشرين الأول، خروج نحو 18 عائلة مكونة من نحو 75 شخص جلهم من أبناء محافظة دير الزور، في إطار مبادرة مجلس سورية الديمقراطية بإفراغ المخيم من السوريين.
الجدير بالذكر، أنه كان من المفترض أن تتضمن هذه الدفعة 69 عائلة بعدد أفراد يصل إلى 285 شخص، لكن لم يكن هناك آليات كافية للجميع بغية إيصالهم لمناطقهم برفقة حاجياتهم، إذ لا تزال نحو 50 عائلة من أبناء دير الزور تقيم في منطقة الاستقبال في مخيم الهول بريف الحسكة، لا يسمح لهم بالمغادرة منذ 15 يومًا، بحجة أن العوائل لديهم أمتعة كثيرة ولا يوجد لدى الإدارة إمكانية نقلهم مع تلك الأمتعة.
ولا تزال العوائل منذ الثامن عشر من أكتوبر تقيم في منطقة الاستقبال أملًا في الخروج.
ويفتقر مركز الاستقبال إلى الكثير من الخدمات، وهو عبارة عن خيام كبيرة لا يتواجد فيها أي نوع من الخدمات وسبل العيش، كما تعتبر المنطقة للأشخاص المهددين من قبل المجموعات الإرهابية وخطر عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويضم مركز الاستقبال أكثر من 15 عائلة من جنسيات سورية وعراقية، مقيمين داخله، بسبب التهديدات التي تلقوها من قبل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وبذلك تكون إدارة المخيم أخرجت منذ مطلع العام الجاري، 662 عائلة سورية من الهول، 98 عائلة خرجت في يناير، و105 خرجوا في شباط، و125 عائلة خرجوا في آذار، و83 عائلة خرجوا في أيار، و59 عائلة خرجوا في حزيران، و82 خرجوا في تموز و92 خرجوا في أيلول، و18 خرجوا في تشرين الأول، وذلك في إطار العملية المتواصلة لإفراغ الهول من النازحين السوريين ضمن المبادرة التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”.

ومع تحول مخيم الهول إلى “قنبلة موقوتة” قد تعيد الفوضى إلى المنطقة من جديد، يجدد “المرصد السوري” مناشداته المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار في أي لحظة في وجه العالم أجمع. كما نجدد في “المرصد السوري” دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، إلى العمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم.