“دويلة” الهول خلال حزيران: أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية” تنفذ 6 جرائم قتل في إطار عودة التصعيد.. واستمرار إخراج السوريين ضمن مبادرة مجلس سوريا الديمقراطي

49

لاتزال الأحداث التي تشهدها “دويلة” الهول الواقعة أقصى جنوب شرقي الحسكة، خير دليل على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر السادس من العام 2021.

ومع عودة الفلتان الأمني للتصاعد مجدداً بشكل ملحوظ في مخيم الهول، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران/يونيو الفائت، 6 جرائم قتل ضمن “دويلة الهول”، على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، راح ضحيتها 7 أشخاص، هم 4 من اللاجئين العراقيين بينهم سيدتين وفتاة قاصر قتلوا في الأقسام الأول والثاني والثالث، و3 نازحين من الجنسية السورية بينهم شقيقتين إحداهن طفلة، قتلوا في القسمين الرابع والخامس من المخيم.

والجدير بالذكر أن هذه الجريمة أيضاً، هي 13 منذ انتهاء المرحلة الأولى للحملة الأمنية، وهو مؤشر لا يدعو للتفاؤل وسط تخوف من عودة جرائم القتل للتصاعد في مخيم الهول.

وبذلك، يرتفع تعداد جرائم القتل في المخيم منذ مطلع العام 2021، إلى 53 جريمة، 13 منها جرت خلال الشهر الأول، و10 جرت في الثاني، و17 في الشهر الثالث، وواحدة في الشهر الرابع، و6 في الشهر الخامس، و6 في الشهر السادس.

ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري فإن الجرائم هذه أسفرت عن مقتل 57 شخص، هم: عنصران من الأسايش، و40 من اللاجئين العراقيين بينهم 3 أطفال و10 نساء، و15 من حملة الجنسية السورية بينهم طفل وطفلة و4 نساء و”رئيس المجلس السوري” في المخيم، وفي السياق ذاته قتل مسلح من الخلايا المسؤولة عن عمليات القتل، بعد تفجير قنبلة أثناء ملاحقته من قبل دورية تابعة للأسايش.

في حين عمدت إدارة مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي في الخامس من حزيران الفائت، إلى إخراج 59 عائلة يقدر عددهم بنحو 202 شخص، جلهم من أبناء مدينة عين العرب (كوباني) وريفها، وذلك ضمن مبادرة مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” لإفراغ مخيم “الهول” من السوريين.

وبذلك تكون إدارة المخيم أخرجت منذ مطلع العام الجاري، 470 عائلة سورية من الهول، 98 عائلة خرجت في يناير، و105 خرجوا في شباط، و125 عائلة خرجوا في آذار، و83 عائلة خرجوا في أيار، و59 عائلة خرجوا في حزيران، وذلك في إطار العملية المتواصلة لإفراغ الهول من النازحين السوريين ضمن المبادرة التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”.

وفي الخامس من شهر حزيران الفائت، سلمت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا، امرأة وطفليها وطفل يتيم من حملة الجنسية الهولندية، ممن كانوا متواجدين في “مخيم الهول” وهم من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” لممثلين عن الحكومة الهولندية، بحضور المبعوث الهولندي إلى سوريا، وذلك بموجب وثيقة عودة رسمية وقع عليها ممثلون عن الجانب الهولندي في مقر “دائرة العلاقات الخارجية” بمدينة القامشلي.

ومع تحول مخيم الهول إلى “قنبلة موقوتة” قد تعيد الفوضى إلى المنطقة من جديد، يجدد “المرصد السوري” مناشداته المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار في أي لحظة في وجه العالم أجمع. كما نجدد في “المرصد السوري” دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، إلى العمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم.