“دويلة” الهول خلال شهر تشرين الثاني: فوضى عارمة وسط تصاعد في عمليات القتل.. وخروج لأكثر من 200 من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”

64

تعد الأحداث المتوالية ضمن مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرقي الحسكة، إرثا شاهدا على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال شهر تشرين الثاني من العام الجاري 2020.

عمليات قتل متواصلة على أيدي أذرع التنظيم..

أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت 6 جرائم قتل ضمن “دويلة الهول”، جميعها كانت على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” سواء من نساء متشددات أو رجال، حيث قتل 4 لاجئين من الجنسية العراقية ضمن القطاعات “1.2.3.5” عبر أدوات حادة وإطلاق رصاص، يذكر أن القتلى الأربعة من المتعاونين مع قوى الأمن الداخلي “الأسايش” ومن ضمنهم مسؤول مجلس اللاجئين العراقيين، بالإضافة إلى مقتل اثنين من حملة الجنسية السورية أحدهما يعمل “حارس” لمنظمة تنشط في المخيم، كما أصيب اثنين من الجنسية العراقية في محاولتي اغتيال خلال الشهر الفائت أيضاً.

حملات أمنية وسط عمليات تهريب مستمرة وتورط لحامية المخيم..

تستمر الحملات الأمنية ضمن مخيم الهول للحد من عمليات التهريب المتواصلة على قدم وساق والتي تتم عبر مبالغ مالية طائلة يتم دفعها من قبل عوائل التنظيم لحرس المخيم من قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى متواجدة هناك، حيث رصد المرصد السوري في 11 الشهر الفائت، اعتقال ثلاثة نساء من الجنسية التونسية، يتواجدن في “قسم المهاجرات” بتهمة إدخال أموال كبيرة بهدف شراء مسدسات وطلقات وكواتم أسلحة فردية وتنفيذ عمليات اغتيال داخل “مخيم الهول”.
وعقب ذلك بأيام ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على رجل وامرأة من جنسية غير سورية، حيث كانت المرأة وهي من جنسية “طاجكية” تتسلم أموالاً من جهة خارجية وتسليمها إلى شخص عراقي لشراء كواتم صوت ومسدسات وإدخالها إلى مخيم الهول، بهدف قتل المتعاملين مع قوى الأمن الداخلي داخل المخيم، حيث تم اعتقاله هو أيضاً.
الجدير ذكره، أن إدارة “مخيم الهول” سمحت للمتواجدين في “مخيم الهول” بحوالات مالية بقيمة 200 دولار أمريكي فقط كل شهر، إلا أن مكاتب التحويل وبعض من القائمين على “مخيم الهول” يسمحون بإدخال مبالغ كبيرة لقاطني المخيم مقابل الحصول على رشاوي مالية.
وعلى الرغم من الحملات الأمنية، إلا أن بعض عناصر قوى الأمن الداخلي يعمدون إلى تهريب عوائل عناصر التنظيم إلى خارج المخيم مقابل مبالغ مالية ضخمة، بالإضافة إلى تهريب نساء متشددات من القسم المخصص لهم داخل “دويلة الهول” في ريف الحسكة إلى الأقسام المخصصة للسوريين والعراقيين بمبلغ يقدر بنحو 4 آلاف دولار أمريكي، فيما وصل عدد النسوة اللواتي تم تهريبهم داخل المخيم إلى نحو 110.

إخراج عوائل سورية وتسليم أجانب لدولهم وفق اتفاقات مسبقة..

تتواصل عمليات إخراج العوائل السورية من مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرقي الحسكة، وذلك في إطار الاتفاق الذي جرى في أوائل تشرين الأول/أكتوبر من العام 2020، بين إدارة المخيم من جانب و”مجلس سوريا الديمقراطية” من جانب آخر، وشهد يوم 16 من شهر تشرين الثاني الفائت، إفراج “الإدارة الذاتية” عن “120” عائلة من المتواجدين في “دويلة الهول” بريف الحسكة، جلهم من أبناء محافظة دير الزور، وذلك بكفالة من شيوخ ووجهاء العشائر، ويقدر عدد الدفعة الجديدة المفرج عنها بنحو “515” شخص، كما خرجت 90 عائلة من مخيم الهول في أقصى ريف الحسكة الشرقي، تحت إشراف “الإدارة الذاتية”، مساء بتاريخ 24 الشهر المنصرم، وتتألف العائلات مما يزيد عن 350 شخصاً، من أهالي مدينة دير الزور وريفها.

ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن نحو 22 ألف شخص من حملة الجنسية السورية لايزالوا ضمن “مخيم الهول” وتستعد إدارة المخيم لإخراجهم على دفعات خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، إلا أن نحو 16 ألف منهم من مناطق النظام السوري، وهو ما يشكل عائق كبير لإخراجهم، حيث يتم التفاوض مع الأمم المتحدة لتأمين ضمانات لهؤلاء كي لا يتم التعرض لهم وملاحقتهم من قبل أجهزة النظام الأمنية، ولاسيما بأن غالبيتهم الساحقة من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”
كما أن عدد كبير من الذين خرجوا مؤخراً من “دويلة الهول” إلى مناطقهم، توجهوا إلى مخيمات ضمن مناطق قسد في الحسكة، لأسباب عديدة، أبرزها عامل الخوف لديهم من انتقام أهالي المناطق منهم بسبب أنهم من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالإضافة لأن الكثير منهم تدمرت منازلهم بفعل العمليات العسكرية السابقة.

وفي سياق متصل، تعمل إدارة المخيم على إخراج عوائل عناصر من التنظيم من الجنسية العراقية، عبر تفاوض مع الحكومة العراقية، وسط مخاوف من العراقيين المتواجدين في المخيم من ملاحقة الحشد الشعبي والانتقام منهم، وخاصة أن البعض منهم لايزالوا يحملون فكر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

يأتي ذلك، تزامناً مع تسليم مزيد من الأطفال الأجانب إلى ممثلين عن حكومة بلادهم، ففي 12 تشرين الثاني، سلمت الإدارة الذاتية نحو “30” طفلاً من حملة الجنسية الروسية، برفقة أمهاتهم، لممثلين عن مفوضية حقوق الطفل الروسية، وذلك في مبنى دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في مدينة القامشلي.

والجدير ذكره أن الأطفال والنساء هم من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” وكانوا متواجدين في “دويلة الهول” الواقعة أقصى جنوب شرق الحسكة.
في حين عمدت دائرة العلاقات التابعة لـ”قسد” أفرجت عن “23” شخصاً ممن كانوا مقاتلين سابقين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك بتاريخ 22 الشهر الفائت.

ووفقا لمعلومات المرصد السوري، جرى الافراج عن الـ”23″ عنصرا بكفالة شيوخ العشائر، جلهم من أبناء منطقتي الصور ومركدة في ريف دير الزور الشمالي، جرى اعتقالهم في فترات سابقة عندما كانوا مقاتلين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث كانوا متواجدين ضمن سجن قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الشدادي بريف الحسكة.