“دويلة” الهول خلال نيسان: تراجع كبير في الفلتان الأمني بعد الحملة الأمنية وسط ملاحقة متواصلة لأذرع تنظيم “الدولة الإسلامية”

27

لاتزال الأحداث التي تشهدها “دويلة” الهول الواقعة أقصى جنوب شرقي الحسكة، خير دليل على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر الرابع من العام 2021.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر نيسان/أبريل الفائت، جريمة قتل واحدة ضمن “دويلة الهول”، على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث اُغتيل لاجئًا عراقيًا في القسم الأول من مخيم الهول بريف الحسكة، بواسطة مسدس كاتم للصوت، كما أُصيب امرأتين خلال تنفيذ الخلية لعملية الاغتيال، وذلك بتاريخ 17 نيسان.

وبذلك، يرتفع تعداد جرائم القتل في المخيم منذ مطلع العام 2021، إلى 41 جريمة، 13 منها جرت خلال الشهر الأول، و10 جرت في الثاني، و17 في الشهر الثالث، وواحدة في الشهر الرابع، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري فإن الجرائم هذه أسفرت عن مقتل 42 شخص، هم: عنصران من الأسايش، و31 من اللاجئين العراقيين بينهم طفلين و5 نساء، و11 من حملة الجنسية السورية بينهم طفل و3 نساء و”رئيس المجلس السوري” في المخيم، وفي السياق ذاته قتل مسلح من الخلايا المسؤولة عن عمليات القتل، بعد تفجير قنبلة أثناء ملاحقته من قبل دورية تابعة للأسايش.

وفي 18 نيسان، زار وفد روسي رسمي من مفوضية حقوق الطفل لرئيس روسيا الاتحادية، إلى مقر دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا، بمدينة القامشلي، وتسلم الوفد الروسي 34 طفلًا روسيًا “يتامى” كانوا متواجدين ضمن “دويلة الهول” أبائهم وأمهاتهم قضوا في معارك سابقة أثناء قتالهم في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، أو بقصف سابق خلال تواجدهم في مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي 30 الشهر الفائت، سلمت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا اليوم الجمعة، 92 شخص من الأوزبك (24 امرأة و68 طفل) من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من المتواجدين في “دويلة الهول” إلى ممثلين عن الحكومة الأوزبكية بموجب وثيقة عودة رسمية وقع عليها ممثلون عن الجانب الأوزبكي في مقر دائرة العلاقات الخارجية بمدينة القامشلي.

كما نسقت “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا، مع الحكومة العراقية على إخراج 500 عائلة من العراقيين المتواجدين ضمن “دويلة الهول” في ريف الحسكة، ومن المقرر إخراجهم وتسليمهم للحكومة العراقية على عدة دفعات خلال الفترة القادمة.

وبالانتقال إلى تداعيات الحملة الأمنية الضخمة في المخيم والتي استمرت منذ أواخر آذار وحتى بدايات نيسان الفائت، ففي الرابع من الشهر الفائت، اعتقل عناصر قوى الأمن الداخلي القبض على 4 عناصر من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل مخيم الهول بريف الحسكة، حيث جرى اعتقالهم، بعد أن أدلى معتقلون سابقون من خلايا “التنظيم” باعترافاتهم عن أماكنهم. ويأتي ذلك، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الحملة الأمنية التي شنتها قوى الأمن الداخلي داخل مخيم الهول لإلقاء القبض على عناصر وخلايا يتعاملون مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي 5و6 الشهر، قامت وحدات مكافحة الإرهاب باعتقال قيادي في خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” المتواجدة ضمن “دويلة الهول”، يدعى “أبو خالد” وينحدر من محافظة الأنبار في العراقية، كما اعتقلت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” 6 من أذرع وخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” من “دويلة الهول”، من بينهم امرأتان تعملان في ديوان “الحسبة” ضمن المخيم، وذلك بعد حصول “الأسايش” على معلومات عنهم من المعتقلين الذين جرى اعتقالهم خلال حملتها الأخيرة.

في حين عمدت القوات المسؤولة عن الحملة الأمنية ضمن مخيم الهول الواقع إلى اعتقال 7 أشخاص غالبيتهم من الجنسية العراقية، وذلك على خلفية جريمة القتل التي جرت ضمن “الدويلة” في 17 نيسان، والتي راح ضحيتها لاجئ عراقي.

ومع تحول مخيم الهول إلى “قنبلة موقوتة” قد تعيد الفوضى إلى المنطقة من جديد، يجدد “المرصد السوري” مناشداته المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار في أي لحظة في وجه العالم أجمع. كما نجدد في “المرصد السوري” دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، إلى العمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم.