“دويلة” الهول في أيار: 6 جرائم قتل على يد أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية”.. واعتقال أكثر من 30 شخص في حملات أمنية من قبل القوات المسيطرة على المخيم

المرصد السوري يواصل مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد حل فوري لأزمة الهول ويوصي بوضع آلية جادة لإعادة تأهيل الأطفال والنساء

33

تعد الأحداث المتوالية ضمن مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرقي الحسكة، إرثا شاهدا على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر الخامس من العام 2022، حيث تتواصل جرائم القتل على يد أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل ملحوظ ولافت على الرغم من الحملات الأمنية الدورية التي تجريها القوات العسكرية المسيطرة على مخيم الهول.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أيار/مايو، 6 جرائم قتل ضمن “دويلة الهول”، على يد خلايا وأذرع تنظيم “الدولة الإسلامية”، راح ضحيتها 6 أشخاص، هم لاجئ ولاجئة من الجنسية العراقية، و3 من النازحين السوريين بينهم سيدتين، وسيدة مجهولة الهوية.

وبذلك يرتفع إلى 16 تعداد الجرائم التي شهدها المخيم منذ مطلع العام 2022، والتي أفضت إلى مقتل 16 شخص هم: 6 من الجنسية العراقية بينهم سيدتين، و5 من الجنسية السورية بينهم 3 سيدات، و4 نساء مجهولات الهوية بالإضافة إلى مسعف ضمن نقطة خدمية بالمخيم.

وفي الوقت ذاته أيضاً، نفذت القوى الأمنية في مخيم الهول بتاريخ 8 أيار حملة اعتقالات أفضت إلى اعتقال 8 نساء غالبيتهم من الجنسية الأوزبكية، في قسم المهاجرات، وفي 2 أيار اعتقلت قوات المهام الخاصة في “الأسايش” 23 شخصا من جنسيات عربية وأجنبية داخل مخيم الهول بريف الحسكة، بتهمة التواصل مع خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” خارج المخيم.
وأكدت مصادر أمنية بأن المعتقلين هم خلية وصفتها بـ”الإرهابية”، كانت تعد العدة للقيام بأعمال عنف وتفجيرات في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.

وفي 9 أيار، غادر موظفو منظمة نرويجية مكاتبهم، احتجاجا على الوضع الأمني داخل مخيم الهول، بعد تعرضهم لتهديد من قبل مسلحين مجهولين، داخل مكتب القانونية ضمن مبنى المنظمة النرويجية، وسرقوا 3 أجهزة حاسوب، واعتدوا على الموظفين بالضرب، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.

ولم يشهد شهر أيار، أي عملية خروج لعوائل سورية من المخيم ضمن مبادرة “مسد” على غرار الأشهر السابقة، في حين كان شهر كانون الثاني 2022، شهد خروج 22 عائلة مؤلفة من نحو 217 شخصًا، خرجوا نحو محافظة دير الزور، وذلك في إطار مبادرة مجلس سورية الديمقراطية بإفراغ المخيم من السوريين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشدته للمجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار بأي لحظة في وجه العالم أجمع، ويوصي المرصد السوري منظمات حقوق الإنسان الدولية بوضع آلية جادة وفورية لإعادة تأهيل النساء والأطفال داخل المخيم ممن تشربوا بأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” سابقاً، لا سيما مع العدد الهائل من الأطفال المتواجدين هناك والانتشار الكبير لأذرع التنظيم واستمرار تغذية عقول النسوة والأطفال بأفكار التنظيم.