“دويلة” الهول في شباط: مقتل طفل برصاص حراس المخيم الحدث الأبرز.. وشهر كامل يمر دون جرائم قتل على يد أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية”

المرصد السوري يواصل مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد حل فوري لأزمة الهول ويوصي بوضع آلية جادة لإعادة تأهيل الأطفال والنساء

41

تعد الأحداث المتوالية ضمن مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرقي الحسكة، إرثا شاهدا على الفوضى التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، حيث بات مخيم الهول للاجئين والنازحين أشبه بـ”دويلة” لعناصر وعائلات التنظيم، وهي أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخل المخيم الذي يعد بمثابة قنبلة موقوتة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب التطورات ضمن المخيم خلال الشهر الثاني من العام 2022، فلم يحصي أي جريمة قتل على يد أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال شباط، لكن كان هناك محاولة لأسر عنصرين اثنين من حراس المخيم من قبل عوائل عناصر التنظيم ضمن “قسم المهاجرات”، وذلك في السابع من الشهر، حين افتعلوا حريق واستدعوا الحراس لإخماده، الأمر الذي قابله إطلاق نار غير مبرر من قبل حراس المخيم، ما أدى إلى مقتل طفل تركستاني يبلغ من العمر 10 سنوات بالإضافة لإصابة 6 نساء بجراح متفاوتة.
كما شهد اليوم الأخير من شهر شباط وتحديداً في ساعات المساء، إطلاق نار متبادل بين مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” و قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وذلك في القطاع الأول من “دويلة” الهول، الأمر الذي أدى إلى إصابة عنصر من من قوى الأمن، وسط استنفار أمني يشهده المخيم.
يذكر أن المرصد السوري كان قد وثق خلال الشهر الأول من العام 2022، 4 جرائم قتل ضمن “دويلة الهول”، على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، راح ضحيتها 4 أشخاص، هم : اثنان من اللاجئين العراقيين ونازح سوري بالإضافة إلى مسعف ضمن نقطة خدمية بالمخيم.

وفي الوقت ذاته أيضاً، لم يشهد شهر شباط/فبراير، أي عملية خروج لعوائل سورية من المخيم ضمن مبادرة “مسد” على غرار الأشهر السابقة، في حين كان شهر كانون الثاني الفائت، شهد خروج 22 عائلة مؤلفة من نحو 217 شخصًا، خرجوا نحو محافظة دير الزور، وذلك في إطار مبادرة مجلس سورية الديمقراطية بإفراغ المخيم من السوريين.
وكان المرصد السوري أحصى خلال العام 2021، إخراج أكثر من 780 عائلة سورية يقدر عدد أفرادها بأكثر من 2890 شخص، خرجوا على دفعات خلال العام في إطار مبادرة مسد.

المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشدته للمجتمع الدولي بضرورة إيجاد حل لأزمة “دويلة الهول” التي تهدد بالانفجار بأي لحظة في وجه العالم أجمع، ويوصي المرصد السوري منظمات حقوق الإنسان الدولية بوضع آلية جادة وفورية لإعادة تأهيل النساء والأطفال داخل المخيم ممن تشربوا بأفكار تنظيم “الدولة الإسلامية” سابقاً، لا سيما مع العدد الهائل من الأطفال المتواجدين هناك والانتشار الكبير لأذرع التنظيم واستمرار تغذية عقول النسوة والأطفال بأفكار التنظيم.