دي ميستورا في موسكو وأنقرة قبل مفاوضات جنيف

32

يجري المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا محادثات في موسكو اليوم، في إطار جولة حملته إلى الرياض، ويختمها غداً في أنقرة تحضيراً للجولة الخامسة من مفاوضات جنيف التي تبدأ غداً (الخميس) في «حضور كل الأطراف» ويُشرف عليها نائبه رمزي عز الدين رمزي.

وأكدت الناطقة باسم دي ميستورا ليساندرا فيلوتشي، في إفادة صحافية في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بأن دي ميستورا سيتغيب عن جلسة افتتاح جولة المفاوضات التي سيديرها نائبه رمزي، لكنها نقلت عن المبعوث الدولي أن المفاوضات ستتم في موعدها المحدد، وأن «كل الأطراف أكدت مشاركتها». ولفتت إلى أن دي ميستورا حض الأطراف السورية على «الاستعداد لمشاركة بناءة وموضوعية» في جولة «جنيف 5» التي ينتظر أن تتواصل حتى مطلع الشهر المقبل.

وأكدت الناطقة في بيان تلته باسم دي ميستورا أن المفاوضات ستجرى في شكل متواز لمناقشة «السلات الأربع» التي تم التوافق عليها في الجولة السابقة وهي تشمل مرجعية القرار 2254 الذي تضمن إجراءات الحكم والدستور والانتخابات، إضافة إلى السلة الرابعة التي تم التوافق في شأنها في الجولة الماضية، وهي تتعلق بملف مكافحة الإرهاب وإجراءات بناء الثقة.

وكان دي ميستورا أجرى مشاورات في الرياض قبل أن يتوجه إلى موسكو التي يجري فيها مشاورات مع الوزير سيرغي لافروف تتركز على تحضيرات جولة المفاوضات الجديدة والأفكار الروسية التي ستطرح خلالها وتشتمل على اقتراحات في بندي الدستور وملف الأمن وإجراءات الثقة.

ولفتت إلى نية المبعوث الدولي إشراك مجموعة «النساء السوريات» اللواتي يعقد لقاءات معهن على هامش مفاوضات جنيف، في الحوار. وينتظر أن يقوم دي ميستورا بزيارة قصيرة إلى الأردن أثناء المفاوضات ليبلغ الزعماء العرب الذين سيشاركون في القمة العربية بنتائج جهود دفع مسار المفاوضات. كما سيقدم في النصف الأول من الشهر المقبل تقريراً حول نتائج المفاوضات إلى مجلس الأمن.

وقالت مصادر ديبلوماسية في موسكو لـ «الحياة» أن روسيا «ليست راضية تماماً» عن الآلية التي تم بموجبها توجيه الدعوات، وأن أطرافاً مهمة ما زالت غائبة عن المفاوضات. وعلى رغم ذلك، أشارت المصادر إلى أهمية دفع جهود دي ميستورا المحافظة على زخم عملية المفاوضات التي «بدأت منذ الجولة الماضية تتخذ طابعاً عملياً، بفضل نجاح مسار آستانة وصمود وقف النار في سورية».

بالتزامن، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «الهدنة في سورية لا تزال قائمة رغم محاولات نسفها». وشدد بوغدانوف في حديث إلى وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أمس على أنه «لا يوجد بديل لوقف إطلاق النار والتسوية السياسية للأزمة في سورية»، لافتاً إلى «انتهاكات متواصلة من قبل راغبين في تقويض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ويحلمون بأنه يمكن إيجاد حل عسكري وإسقاط النظام خارج عملية المفاوضات السياسية وخارج الشرعية الدولية وجهود المجتمع الدولي من أجل تنفيذ القرار 2254».

وكانت موسكو اتهمت في وقت سابق أطرافاً لم تحددها بتعمد محاولات لتقويض مسار آستانة، ما يمكن أن يقوّض اتفاق وقف النار. واعتبرت أن «الترابط المهم بين مساري تثبيت وقف النار في آستانة وإطلاق المفاوضات السياسية في جنيف شرط ضروري لإنجاح جهود التسوية».

وقال بوغدانوف أن موسكو مستعدة «لإجراء اتصالات مع الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة في جنيف أو في موسكو أو في أي مكان آخر».

المصدر: الحياة