رئيس مجلس “سوريا الديمقراطية” يكشف لـ”العين الإخبارية” أطماع أردوغان

52

كشف المعارض والسياسي السوري رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، عن أطماع نظام رجب طيب أردوغان من وراء العملية العسكرية في شمال شرق سوريا وإقامة منطقة آمنة على الحدود.

وفي حوار مطول مع “العين الإخبارية” أكد “درار” أن هدف “المنطقة الآمنة” التي يسعى نظام أردوغان لتحقيقه مجرد “خدعة وتلاعب” لإخفاء حقيقة “الطموح الأردوغاني العثماني”، الذي يتمثل في “احتلال أراضي شمال وشرق سوريا” واستخدام ذلك كورقة للتفاوض السياسي لاحقا.

وأشار إلى أنه في الوقت ذاته يسعى نظام أردوغان إلى محاولة “ابتزاز” المجتمع الدولي، وتهديده بشكل مستمر بورقة تنظيم داعش الإرهابي، الذي “نحاربه نيابة عن العالم”.

أسلحة محرمة دوليا

وعدد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية) دلائل “خروقات وانتهاكات” العدوان العسكري التركي بشمال شرق سوريا.

وقال إنه رغم إعلان الهدنة لم تلتزم أنقرة بوقف إطلاق النار، بل لم تسمح بفتح ممر آمن لإخراج الجرحى والمصابين المحاصرين في مدينة (رأس العين)، وقصفت المستشفى الموجود بالمدينة، وتمددت إلى مناطق في الجنوب، والدخول لقرى جديدة لم يكن فيها قتال.

وأضاف: “كما استمر قصف المدفعية التركية على المدنيين والمستشفيات منذ بدء الهجوم العسكري، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل جرى استخدام نوع من القنابل المحرمة دوليا لم نعرف ماهيتها، وهو ما تسبب في إصابات خطيرة لدى الأطفال والمقاتلين وتشويه لأجسادهم، وظهور آثار حريق عليها”.

تغيير ديموجرافي للسكان الأصليين 

وشدد السياسي السوري على أن أردوغان لا يمكن أن ينجح فيما يقوله أو يفعله، لأن تحركاته على الأرض ضد المسارات الحقيقية للحل السياسي، حيث يسعى لإحداث عملية تغيير ديموجرافي عبر تهجير من يسكنون الأرض، واستبدالهم بمتشددين ومتطرفين، فضلا عن تأمين السلاح للمجموعات الإرهابية من بقايا داعش.

وتابع: “رأينا ما فعلوه فيمن تم اعتقاله من المدنيين على الطريق الدولي، ومن هؤلاء الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف التي قتلت في كمين لمرتزقة داعش على الطريق الدولي المؤدي لمدينة القامشلي”.

حقيقة هروب عناصر داعش

الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية كشف في حواره عن حقيقة فرار عدد من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي من مواقع احتجازهم التي تسيطر عليها قوات سوريا في شمال سوريا.

وقال لـ”العين الإخبارية: “نسعى بكل السبل لتأمين أماكن احتجاز عناصر داعش، لكن بعض الخلايا النائمة ومجموعات من المرتزقة استغلت الفوضى القائمة جراء العدوان”.

وأكد أن هذه الخلايا “اخترقت مؤخرا بعض مواقع احتجاز عناصر داعش داخل سجن بمخيم “عين عيسى” القريب من مناطق القتال في رأس العين وتل أبيض، وتمكنت من إطلاق نحو 40 داعشيا وقامت بحرق المخيم، لكن جرى ملاحقة بعض هذه العناصر الهاربة وتوقيفها قبل الفرار لتركيا”.

وأردف: “كما تعرض أحد أسوار سجن القامشلي للقصف، ما أدى إلى فرار 5 إرهابيين، فضلا عن وقوع تفجير بالقرب من موقع لاحتجاز “داعش” بالحسكة بهدف إحداث ثغرة لكن تم السيطرة على الموقف ولم يهرب أحد”.

ومع استمرار العدوان، أقر رياض درار بعدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية على التفرغ لمهمة قتال “داعش”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن الصمود أمام قوتين ضاريتين، قوة داعش المتخفية، والقوات التركية والمرتزقة التابعين لها”.

واعتبر أن “هذا عمل صعب جدا لا تستطيع القيام به دول، لهذا قررنا تجميد عملياتنا العسكرية ضد التنظيم الإرهابي، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي الذي أثر على قدراتنا”.

وأشار في هذا الصدد إلى حاجة قوات سوريا الديمقراطية إلى “دفاعات جوية لوقف التهديد الجوي للعدو التركي، ومواجهة جميع الخصوم على الأرض”. 

وبدأت القوات الأمريكية المنتشرة في شمال سوريا، الانسحاب في اتجاه العراق، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن رتلا عسكريا أمريكيا انسحب من ريف حلب والرقة في سوريا مروراً بمحافظة الحسكة باتجاه العراق.

تفاصيل محادثات القاهرة

وبالتزامن مع معارك قوات سوريا الديمقراطية على الأرض للسيطرة على “داعش” من جهة، وصد عدوان تركيا على الأراضي السورية، التقت ذراعه السياسية “المجلس المشترك للقوات” برئاسة رياض درار بوزير الخارجية المصري سامح شكري، مؤخرا بالقاهرة.

وكشف درار عن أبرز ما جاء في لقاء الوفد السوري بالقاهرة، بعد أن وصفه بـ”الإيجابي جدا”، قائلا: بعد أن استعرضنا حقائق وتطورات الأوضاع الميدانية، تحدثنا عن مشاريع وأهداف يسعى نظام أردوغان لتحقيقها”.

وأكد أنه من بين هذه الأهداف “مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق الفرات، وإحياء الأطماع التاريخية التركية باحتلال المناطق من حلب بسوريا إلى الموصل بالعراق، في ظل ما يعرف باسم (الميثاق الملي)، وهو الميثاق الذي أقره مجلس المبعوث العثماني (النواب) عام 1920، والذي اعتبر فيه أن حدود تركيا تمتد من شمال اللاذقية في منطقة كبانة، مرورا بإدلب، وحلب والرقة والحسكة ودير الزور وصولا إلى الموصل وكركوك.

وأكد درار: “كما أوضحنا لوزير الخارجية المصري أن النظام التركي يعمل على ابتزاز العالم وتهديده بشكل مستمر بورقة (داعش) إذا ما تمكنوا من السيطرة على مجموعات التنظيم في شمال وشرق سوريا والتي بحوزتنا حاليا”. 

ولفت إلى أنه “يوجد 12 ألف مقاتل يحرسون مواقع احتجاز عناصر داعش الإرهابية، بشمال وشرق سوريا، وهي مسؤولية كبيرة نقوم بها نيابة عن العالم لدرء أخطار وتهديدات التنظيم الإرهابي”.

وبين أن الوفد السوري دعا خلال مباحثات القاهرة إلى أن يكون هناك موقف عربي موحد “يدعم مقاومتنا على المستوى السياسي والإعلامي، فضلا عن حمل رسالتنا للمجتمع الدولي والمساعدة على الوقوف ضد العملية العسكرية، ووقف الطموح العثماني الأردوغاني، وتطوير الموقف لاحقا في رسم سياسات المسار السياسي سواء في (سوتشي) مع روسيا، ومع نظام أستانة”.

إجماع عربي لدعم سوريا

وفي هذا الصدد، أكد أن الدور الخليجي والمصري مهم جدا لتوحيد المسار العربي باتجاه مواجهة الأزمة، ودعم المسار السياسي في شمال وشرق سوريا، مشيدا بقرارات اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري الأخيرة لوقف العدوان.

ورأى السياسي والمعارض السوري أن تحفظ بعض الدول على قرارات الجامعة العربية وبينها قطر، يحمل إدانة لتلك الدول.

وذكر درار أن “الدوحة رهنت قرارها بالموقف التركي، إضافة إلى أن الموقف القطري تجاه قضايا كثيرة، وخاصة القضية السورية كان سلبيا، لأنه يحمل دعما للإرهابيين وجماعة الإخوان الإرهابية”.

لن نقطع علاقتنا بدمشق

أما عن طبيعة العلاقة مع الحكومة السورية بدمشق في الوقت الحالي، ففسرها السياسي والمعارض السوري بالقول: مجلس قوات سوريا الديمقراطية لم يقطع العلاقة مع الحكومة السورية، بحثا عن حلول سلمية وسياسية، وتفاهمات لمصلحة المناطق السورية جميعها، بما فيها شمال وشرق سوريا.

وأردف: “ليس بيننا وبين الجيش السوري أي قتال أو دماء، والتفاهم حاليا باتجاه تحرك قوات الجيش السوري للانتشار على الحدود مع تركيا كبداية لبناء ثقة، وتأسيس للانفتاح على تفاوض يقود إلى حل سياسي، حيث إن التفاوض مع الحكومة والوصول لحل سياسي هدف من أهدافنا”. 

غير أن رياض درار يرى كذلك أن الحل السياسي أمامه تحديات عديدة، أبرزها أن سوريا أصبحت رهنا لسياسات الدول الإقليمية والدولية.

فيتو تركي

وشكك من جدوى “اللجنة الدستورية” للخروج بحل للأزمة السورية، وهي اللجنة التي تضمّ ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني في سوريا، معتبرا أنها “شكل من أشكال إضاعة الوقت، فالمشاركون لا يمثلون الأطراف السورية، ولن يحققوا شيئا مما أراده الشعب خلال ثورته وستعود الأمور كما كانت”.

ونوه باستبعاد مجلس قوات سوريا الديمقراطية من اللجنة الدستورية ومن معادلة الحل السياسي في سوريا بـ”فيتو تركي” رغم أننا نمثل 4 ملايين مواطن سوري يعيشون في 3 محافظات بمنطقة شمال وشرق سوريا”.

وختم رياض درار حواره بالتأكيد على أن قوات سوريا الديمقراطية “ستقاوم بكل قوة العدوان التركي على الأرض السورية، وسنغير بصمودنا الواقع”.

المصدر: العين الإخبارية 

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.